الجزيرة - واس:
بدأت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أمس تنفيذ ورش عمل متخصصة، لاكتشاف القدرات القيادية لمنسوبيها في إدارة المنظومة، وذلك ضمن برنامج « اكتشاف القيادات « بهدف الارتقاء بأعمالها وخدماتها، وتفعيل المبادرات والبرامج والمشروعات الحيوية المنوطة بها، ورغبة في التعرف على القدرات العملية لدى منسوبيها.
يأتي إطلاق البرنامج الذي بدأت أول أعماله أمس بحضور معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور مفرج بن سعد الحقباني وعدد من منسوبي الوزارة وقيادات منظومة العمل والتنمية لتتماشى أهدافه مع برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تأهيل وتطوير الكوادر البشرية الشابة، لتمكينهم من تولي مناصب قيادية في الوزارة.
وأكَّد معاليه خلال كلمة ألقاها للمشاركين في الدفعة الأولى من ورشة العمل أن البرنامج ومن خلال ورشة العمل المعدة له يستهدف نقل الرؤى والتوجهات الاستراتيجية للوزارة من خلال برنامج « اكتشاف القيادات» الذي يسعى إلى تأهيل وتطوير عدد من منسوبي الوزارة لتولي عدد من المناصب القيادية، للاستفادة من الكوادر الشابة المتاحة، واستثمار كل مورد بشري من أجل الارتقاء بأعمال الوزارة وخدماتها عن طريق تفعيل المبادرات والبرامج والمشروعات في ظل التوجهات الجديدة التي تشهدها الوزارة انسجاماً مع رؤية المملكة 2030، للوصول إلى أداء حكومي فاعل ذي كفاءة عالية بقيادة كفاءات سعودية قادرة وتملك مفاتيح النجاح.
وعبر الدكتور الحقباني عن سعادته بانطلاق الوزارة نحو التطوير من داخل منظومة العمل بشكل كامل، من أجل مواصلة مراحل رفع مستوى الكفاءة والجودة لبرامج ومبادرات الوزارة وخدماتها، آملا أن يكون هذا الحراك مثالاً يحتذى به في المنظمات الحكومية بشكل عام، مشيراً إلى أن أحد مقومات النجاح التي يعتمد عليها هذا البرنامج هو الرغبة في التطوير من المشتركين في البرنامج، والذي بادروا بتقديم طلباتهم لأن يكونوا جزءاً مهماً في تطوير منظومة العمل والتنمية الاجتماعية في المستقبل، مؤكِّداً أن القيادة لا تتطلب المهارة فقط، وإنما المبادرة والرغبة التي تعد أهم صفات الشخص القيادي، لأنه بفقدان خاصية الرغبة والمبادرة سيفقد أي شخص الفرصة لأن يكون قيادياً حتى وإن كان يَتمتع بأفضل المهارات القيادية. وأبان أن المشاركين في ورشة العمل الخاصة ببرنامج «اكتشاف القيادات « يعدون المحرك الحقيقي لمستقبل الوزارة، شريطة أن يكون الاختيار مبنياً على أسس علمية دقيقة تستكشف المهارات التي يتمتع بها المشاركون، والوقوف على المستوى الفكري والعملي الذي تتطلبه القيادة والمفاضلة بينهم لاختيار الأفضل والأنسب، مشيراً إلى إمكانية صناعة نموذج حكومي متميز يمكن لكل الجهات الحكومية الأخرى الاستفادة منه في المستقبل.
وأوضح مستشار معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية للتطوير المهني والمشرف العام على البرنامج الدكتور سعد بن محمد الماضي، من جانبه، أن «اكتشاف القيادات « يعد برنامجاً واعداً من أجل اختيار القيادات المستقبلية للوزارة خاصة في ظل عملية الدمج التي تمت بين وزارة العمل ووزارة الشؤون الاجتماعية سابقاً تحت مسمى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ، إضافة إلى خطة التحول الاستراتيجية، مؤكِّداً أن البرنامج وضع معايير علمية توازي حجم الاستراتيجية لإعداد القيادات التي تبدأ من عملية اختيارهم بطرق علمية ومنهجية محددة.
ولفت الدكتور الماضي النظر إلى أن معايير الاختيار التي اشتملت على أدوات مختلفة يعتمد بعضها على تقييم شخصي عبر مقابلات مبنية على الجدارة، والتي يتم فيها تقييم الموظف لنفسه بشكل ذاتي، إضافة إلى تقييم الموظف من قبل مديره وأحد زملائه في القسم، وأحد مرؤوسيه وفق معايير تم وضعها بناء على المواصفات القيادية المعمول بها دولياً، إضافة إلى الاحتياج الفعلي للوزارة من حيث المهارات والصفات المطلوبة التي يتم مراعاة الوصف الوظيفي لها ومتطلبات الأعمال والمهام، والتي رسمت معايير التقييم التي سيتم الاعتماد عليها في تقييم المشاركين في البرنامج، للوصول إلى أفضل النتائج.
وأضاف أن هناك أنشطة عملية مختلفة تعطي الفرصة للمقيّمين لأخذ انطباع كامل عن المهارات المتوافرة في كل مرشح عبر المشاركة في أدوار فردية وجماعية، وأحداث سلوكية محددة، والتي تمكّننا من الوقوف على الإمكانات المختلفة للمشاركين، لتحقيق تقييم مختلف يضمن أكبر قدر ممكن من العدالة في نتائجه ، مبيناً أنه لا يوجد عدد متوقع أو حد أدنى للكوادر المطلوب اكتشافها، وأن كل من يحقق متطلبات القيادة سواء في المسار الاستراتيجي أو التنفيذي أو الإداري أو الفني، سيتم وضع المسار الخاص به بحسب ملفه الذي تم رصده من قبل المقيّمين، وتحديد إمكانية توليه منصباً قيادياً بشكل مباشر، أو إخضاعه لمزيد من الدورات التدريبية لإكسابه بعض المهارات اللازمة من أجل اكتمال جاهزيته للاستفادة من قدراته.
وأكَّد الدكتور الماضي أن الهدف من اكتشاف القيادات لا يعتمد على المرحلة الآنية فقط، وإنما المرحلة الآنية والمستقبلية أيضاً.