الحبيب
انبلج نور الصباح في ذلك اليوم من رحم غيمة الندى.. حين أطل الحبيب من بعيد بنوره الوهاج..
-قال هارون وأمام المجتمعين: ما هذا النور الذي أطلَّ علينا؟
-قال مالك: لاشك أنه غضب من الرب.
-رد ياسر: بل إنه خيرمن رب العالمين، إذ أنزل الله الغيث ليسقي الأرض ويُخْرجُ منها اللؤلؤ المكنون.. وأردف يقول: (لقد ارتوت البساتين وبثت الحدائق عطرها حتى النخيل كَبَّرَتْ وسجدت الأشجار والأحجار لمقدمة).
-ويا تُرى من القادم يا أبا ريحانة؟
-لا أشك في أنه مولود من أهل بيت النبوة.
بعد ذلك.. بدأ الهَرْجُ والمَرَجْ وارتفعت الضحكات من الحضور وأصحاب النفوس الحاقدة، وكأنهم يسخرون من كلام أبي ريحانة
البحر
يقول شاهد عيان بعد وليمتهم الجميلة، خرجوا يمسحون على بطونهم ويضحكون.
قال مساعد القبطان محمد: حمدان لا يصلح أن يكون قائداً للسفينة، سوف تغرق السفينة أيها البحارة فاحذروا منه، لا أقول ذلك لأنني مساعد القبطان، لكن هناك أسبابا أخرى فالسفينة قديمة وغير صالحة، خشبها يتساقط مع الرياح والعواصف، ونخشى تقلبات الجو في أيام الشتاء، وكل ما حاول القبطان إصلاح جانب دمرت العواصف الجانب الآخر.
ـ كان يجب عليك إبلاغ البحارة.
-لديهم علم بكل شيء، أما أنا لقد تضايقت من البحر يقول المثل: ( مالك في البحر وأهواله ورزق الله على السيف).
-أنا من هذه اللحظة عقدت العزم على الهجرة
-هل ستكون مرتاحاً إذا هاجرت بعيداً عن الأهل والأصدقاء والأحباب؟
-لا طبعا.. لا يمكن أن أنسى أحدا وخاصة ( هاجر) التي أحببت الهجرة من أجلها. أحتاج بعض الوقت حتى أتعود على وضعي الجديد، وحين أها
-أنا لا أفكر في البحر ولا البحارة، والآن بعد سنوات في هذا البلد مَنَّ الله عليَّ بالخير والبركة.
- جاسم علي الجاسم