غسان محمد علوان
يترقبون العيد بفارغ الصبر..
يعدون الليالي والشهور والأيام..
يريدونها طيّاً لصفحةٍ لم ترتقِ لذائقة القارئ.. لم يدندن طرباً مع حروفها..
(هانت).. أكثر عبارة رددها المعنيون بالأمر.. المستفيدون من استقامته.. لا القابعون تحت ظل اعوجاجه..
لديهم فقط.. استمرارهم مصلحة.. و ذهابهم خراب ديار..
ومعهم فقط.. لا نستطيع تحديد المصلحة.. وتحديد الديار..
(هانت).. أربعة أشهر من الآن.. أو ثلاثة ونصف فقط من لحظة انطلاقة معزوفة الصخب الجميل..
ذلك الصخب الذي يتراقص على عجائبه العشاق.. و يتغنى به المتعلقين حد الوله بصخبهم..
زعموا.. أنهم أصحاب اليد العليا.. فضُرِبتْ يدهم بـ (إنذار أخير).. تألم منها كل من شهدها.. وابتسموا لها راضين..
زعموا.. أن العدل لهم منهاجاً.. وأن المساواة دربٌ لا يرضون له اعوجاجاً.. فخنقوا كل مزاعمهم بـ(شال)..
زعموا.. أن السنين العجاف ولت.. وآن للصقور أن تعتلي سماواتها التي اعتادت.. فلم نر سواهم محلقين..
(هانت).. تجربة لم يكتب لها النجاح.. سلمنا أمرنا لله فرضينا.. سنبتلع مرارة خذلانهم للتجربة الجديدة..
كنا نحلم بالتحرر من العادة.. فاشتقنا لها اشتياقاً يفوق العادة..
كنا نحلم بتغييرٍ.. يرتكز على كل ذلك الإرث الثقيل.. ويرتقي بنا لفضاءات أوسع.. فعدنا إلى نقطة ما قبل المنجز..
(هانت).. ولكنهم لا يريدونها أن تهون.. ولا يريدون أن نعود للأمل بغد أنقى.. و حلم أكثر اتساعاً..
يقولون: لن نرحل حتى يكتمل البناء.. وهم من عجزوا عن وضع الأساسات..
يقولون: لن نرحل لكي لا تضطرب المركب.. وهم من عجزوا عن فك حباله إيذاناً بالإبحار..
(هانت).. فلم يبقَ على رحيلهم شيء يذكر.. ومن يوافق نظرتهم الأنانينة.. ويشجع بحثهم عن المكاسب الشخصية هو أول المتخاذلين.. لا هُمْ..
لا تؤجلوا (العيد) برحيلهم.. ولا تحرمونا فرحة انقضاء حقبة من الزمن.. وصل فيها الضعف إلى شلّ كل مفاصل رياضتنا.. ومعها أخذ الصخب الجميل بالتلاشي رويداً رويداً..
اعذرونا على التغني بكلمة (هانت).. فخوفنا من استمرارهم يوازي خوفنا من اكتشافنا.. أن كرتنا الحبيبة عليهم قد (هانت)..
خاتمة
ليس المهم ما تنظر إليه، بل المهم ما تراه فيه.
(هنري دايفيد ثورو)