د. أحمد الفراج
منذ أن استجابت المملكة العربية السعودية لنداء الحكومة الشرعية في اليمن الشقيق، وللشعب اليمني، وتدخلت عسكرياً للإنقاذ، ووضع الأمور في نصابها، وهي تعمل على عدة مسارات، وتركز على جانب الدبلوماسية والحوار، وهو الأمر الذي لا يرغبه الانقلابيون، فلو كانوا يؤمنون بالحوار من الأصل، لما انقلبوا على الشرعية منذ البداية، وهذه هي طبيعة الميليشيات المسلحة المأجورة، مثل الحوثي، وحزب الله في لبنان، والميليشيات الطائفية في العراق، إذ هي تموّل وتأتمر بأمر قوى خارجية، وتخدم أجنداتها، ولتذهب بلدانها وشعوبها إلى الجحيم.
يوم الأحد الماضي، وقَّعت الحكومة الشرعية لليمن الشقيق على الاتفاق الذي قدمه المبعوث الأممي، وكان هذا الاتفاق نتيجة جهود التحالف الدولي بقيادة المملكة، والشرعية اليمنية، وهو الأمر الذي أنقذ محادثات الكويت في اللحظة الأخيرة، في ظل مماطلات الانقلابيين، والذين يرغبون في أن تستمر الفوضى والدمار في اليمن لأطول مدة ممكنة، لأن ليس لديهم ما يخسرون، فمشاريع الانقلاب المأجورة تقوم دوماً على الفوضى، وخلط الأوراق، والتلاعب بمصائر الأوطان والشعوب، وهنا يأتي دور المجتمع الدولي، والذي لا بد أن يضغط بكل قوة على الانقلابيين، لينصاعوا للقرارات الدولية، ولإرادة الشعب اليمني الشقيق، الذي حول الانقلابيون حياته إلى جحيم لا يُطاق في معظم المناطق اليمنية، وهنا لا بد من الإشادة بدور الأمم المتحدة، وبالدور الكبير الذي قامت به حكومة دولة الكويت الشقيقة لإنجاح المفاوضات، والوصول إلى اتفاق يخدم الشرعية، ويراعي مصالح وأمن واستقرار اليمن، وشعبه، والذي تحمّل الكثير من العناء من الانقلابيين ومن وراءهم خارج الحدود، ولا ننسى في هذا المقام دور مجموعة دول الثماني عشرة، الداعم للمشاورات، فقد كان عملاً مضنياً، استغرق الكثير من الوقت والجهد.
لو تتبعنا الأحداث الأخيرة لأدركنا جلياً أن الانقلابيين يسعون بقوة لتعطيل مسيرة المشاورات السياسية في الكويت، والتنصل منها، وذلك عن طريق تشتيت تركيز المجتمع الدولي، ومحاولة خلط الأوراق، وجعل العالم أمام الأمر الواقع، فقد تم تشكيل المجلس السياسي بين الحوثيين وبقايا المؤتمر الشعبي العام، وتبعه الهجوم على حدود المملكة يوم السبت الماضي، إضافة لوقوع تفجير في أحد المزارات في محافظة تعز (الذي يذكِّر بحادث تفجير المرقدين في سامراء قبل سنوات وتبيّن أن خلفه أيدي ليست عربية أو سنية)، ولكن الانقلابيين فشلوا فشلاً ذريعاً في هذا المسعى، وبالتالي فليس أمامهم سوى الانصياع لإرادة الشعب، وقرارات الشرعية الدولية، والتفاهم مع الحكومة الشرعية، على قاعدة ما تم الاتفاق عليه في بداية المشاورات، فهل تراهم سيفعلون؟!!.. ننتظر ونرى!