الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
تؤكّد الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة بالحرص على الاهتمام باليتيم واعتباره واجباً شرعياً، وأن الإسلام حثّ على الرعاية لليتيم والعناية به وأحاطها الدين الحنيف لدرجة الحصول على العناية النفسية به قبل العناية البدنية، لأنّ مجرد المسح على رأس اليتيم يمنحه شعوراً بالغاً بالحنان والأمان اللذين يفتقدهما. كما أنّ رعاية الأيتام تبني المجتمع بالمحبة والمودّة، ورعايتهم وكفالتهم مظهر حضاري ومنهج أخلاقي والتزام شرعي.
« الجزيرة « استضافت عددا من أهل الرأي والخبرة ليتحدّثوا عن أهمية قيام المجتمع برعاية الأيتام والعمل على كفالتهم، والسبل الكفيلة لتطبيق ما جاءت به الشريعة الإسلامية الغرّاء في شأن اليتيم.
كفالة الأيتام ورعايتهم
بدايةً يذكر الدكتور عبدالله بن محمد الصقر أستاذ الإدارة التربوية المشارك عميد كلية التربية جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز أن كلمة اليتيم لغةً تدل على الضعف والفاقة، أما اليتيم في الشرع: فهو من فقد أباه دون البلوغ، أخذًا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يُتْمَ بَعْدَ احْتِلامٍ...) الحديث رواه أبو داود.
لقد اهتم الشرع المُطهر بشأن اليتيم اهتمامًا بالغًا من حيث تربيته ورعايته ومعاملته وضمان سبل العيش الكريمة له، ويدلل على ذلك ورود كلمة اليتيم ومشتقاتها في ثلاث وعشرين آية من آيات القرآن العظيم، وبالنظر في نصوص القرآن العديدة في شأن اليتيم نجدها كلها تدور حول دفع المضارعن اليتيم، وجلب المصالح له في ماله وفي نفسه، والحث على الإحسان إليه ومراعاة الجانب النفسي لديه كي لا يشعر بالنقص عن غيره من أفراد المجتمع، فيتحطم ويصبح عضوًا سلبيًا بل هادمًا في المجتمع المسلم.
واتفق علماء الأمة على أن من فقد أباه انتقلت أمانة رعايته وتربيته إلى المجتمع بأسره، وتبدأ المسئولية عن تلك الأمانة طبقًا لقاعدة الأقرب فالأقرب، وإذا قام بها أحد الناس فهذا يكفي، إذ إن كفالة اليتيم من فروض الكفاية التي يجب أن تقوم بها أمة الإسلام فإذا قام به البعض سقط الإثم عن الكل، وإلا أثم كل المجتمع.
ومما يلحق بالأيتام مجهولو النَّسَب؛ لفقْدهم لوالديهم، بل هم أشد حاجةً للعناية والرعاية من معروفي النسب؛ لعدم معرفة عائل قريب لهم يلجؤون إليه عند الضرورة، إلا رحمة الله الرحمن الرحيم.
الأسر الصديقة
ويضيف د. عبدالله الصقر قائلاً: ولتطبيق ما جاءت به الشريعة الإسلامية الغراء في شأن اليتيم: نذكر مثال الأسر الصديقة وهو نظام تقوم بموجبه إحدى الأسر في المجتمع برعاية أحد الأطفال الأيتام المقيمين في دار التربية أو دار الحضانة، وذلك في الإجازات أو الأعياد، ويفضل أن يكون لدى الأسرة طفل أو أطفال في سن متقاربة مع الطفل المستضاف من دار التربية أو الحضانة، بحيث تستلم الأسرة الطفل في بداية الإجازة، أو يوم العيد ليشاركها الفرحة والمتعة والقرب مع أبنائها، ثم يُعاد الطفل بعد انتهاء المناسبة أو بعد نهاية الإجازة.
وهذا النظام يحقق فوائد عدة للأسرة وكذلك للطفل اليتيم، فمن فوائده على الطفل اليتيم شعوره بالحنان الأسري وإن كان لفترة وجيزة وحصوله على قسط لا بأس به من الاستقرار النفسي والاجتماعي، مما يعود بالإيجاب على حياة الطفل اليتيم الحالية والمستقبلية.
ومن جانب آخر تنفيذ أمر الله - عز وجل - بحفظ أمواله، وعدم التعرض لها بسوء فقد عُدَّ ذلك من كبائر الذنوب وعظائم الأمور ورتب عليه أشد العقاب، قال تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً (الإسراء: آية 34)، كما قال تعالى: إنّ الذِينَ يَأكُلُونَ أَمَوالَ اليَتَامى ظُلمًا إنّما يَأكُلُون في بُطُونِهِم نارًا وسَيصلَونَ سَعِيرًا (النساء: آية 10)، وعدَّ الرسول عليه الصلاة والسلام أكل مال اليتيم من السبع الموبقات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ ذكر من بينهن: (أكل مال اليتيم) الحديث رواه البخاري.
كما وجه عليه الصلاة والسلام من كان ضعيفًا من الصحابة ألا يتولى مال يتيم، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يَا أَبَا ذّرِّ إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي؛ لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ، وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ) رواه مسلم.
واستمرارًا لتطبيق ما جاءت به الشريعة الإسلامية الغراء في شأن أموال اليتامى، الأُمر باستثمارها وتنميتها حتى لا تُستهلك بالنفقة عليهم، فلقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أَلا مَنْ وَلِيَ يَتِيمًا لَهُ مَالٌ فَلْيَتَّجِرْ فِيهِ وَلَا يَتْرُكْهُ حَتَّى تَأْكُلَهُ الصَّدَقَةُ) رواه أبو داود، ومن هنا يلزم الولي على مال اليتيم استثمارها لمصلحة اليتيم على رأي كثير من أهل العلم بشرط عدم تعريضها للأخطار.
ويؤكّد د. الصقر أنّ المجتمع المسلم طبّق تلك التوجيهات في رعاية اليتيم عمليًا بدءًا من عصر الصحابة رضوان الله عليهم، فلقد ثبت أن العديد من الصحابة والصحابيات رضي الله عنهم والتابعين كفلوا أيتامًا ويتيمات وضموهم إلى بيوتهم، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: أبوبكر الصديق، ورافع بن خديج، ونعيم بن هزال، وقدامة بن مظعون، وأبو سعيد الخدري، وأبو محذورة، وأبو طلحة، وعروة بن الزبير، وسعد بن مالك الأنصاري، وأسعد بن زرارة، وعائشة بنت الصديق، وأم سليم، وزينب بنت معاوية - رضي الله عنهم - وغيرهم كثير وكثير جدًا من الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
كما أولت الدولة رعاها الله اهتماماً خاصاً بهذه الفئة الغالية وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - من السباقين لرعاية الأيتام وافتتاح الجمعيات الخيرية لرعايتهم والعناية بهم حتى ارتبط اسمه أيده الله بهؤلاء الأيتام.
وممَّا يضع البلسم على جِراح الأيتام في المجتمع المسلم، أنَّ نبيَّنا أرادَه خالقه أن ينشأ يتيمًا، غير أنه جل وعلا رعاه فحاز الكَمال في التربية، والذي خاطَبَه في معرض المنِّ والتَّذكير بالنِّعمة في قوله تعالى: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى [الضحى:6].
ومن الصحابة الأيتام أبو هريرة والزبير بن العوام؛ ومن الأئمة الأعلام الإمام البخاري والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل والإمام ابن الجوزي والإمام الأوزاعي والسيوطي وابن حجر والثوري؛ وحسبهم أنهم أئمة الهدى وأولو النهى، وشموس في الورى ومصابيح في الدجى وأعلام في التقى.
الفضل لليتيم
ويقول الشيخ منصور بن صالح العُمري الخبير الاجتماعي والمدير العام لمؤسسة الأيتام سابقاً أن الإسلام منهاج حياة متكامل لم يدع جانباً من جوانب التعايش وإعمار الحياة والمحافظة على الحقوق والواجبات إلا وبينه أجمل بيان وأوضحه ورعاية اليتيم حظيت ولاريب باهتمام جلي وعناية خاصة لكن الذي يلتبس على الناس أنهم يظنون أن الفضل في العلاقة بين اليتيم وكافله للكافل وهذا غير صحيح بل الفضل لليتيم فالكافل يأخذ بيد اليتيم في الدنيا ليعيش مطمئن البال، وقد يمتد هذا الحال سنوات طفولته وبجزء من شبابه لكن اليتيم يأخذ بيد كافله في الآخرة ليكون جاراً للمصطفى عليه الصلاة والسلام في الجنة حين لاينفع مال ولاجاه ويمتد ذلك الفضل أبد الآبدين مصداقاً لقوله عليه الصلاة والسلام: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى) وقوله عن يتيم أحضر إليه من يكفل هذا وهو رفيقي في الجنة، فأين فضل الكافل الذي بذل جزءا يسيراً من ماله من فضل ثواب عمله الذي أعده الله إكراماً لليتيم، وقد عايشت من الوقائع ما يأخذ الألباب من لطف الله وإكرامه بمن كفل يتيماً في حالات عديدة كانوا محرومين من الإنجاب سنوات طوال رزقوا بعد كفالتهم لليتيم بطفل أو أكثر ومن كان يعاني مرضاً مزمناً كتب له الشفاء ومن اجتاحته أزمة فرج له بعد كفالة اليتيم حتى أضحى اليتيم في نظر كافله هو صاحب الفضل عليه فصار أحب إليه من أولاده الذين ينتسبون إليه.
واقترح الشيخ منصور العُمري استبدال النمط المعمول به في الرعاية الإيوائية والأخذ بمنهجية الأسر البديلة ومن لم يتوفر له أسرة بديلة فيكون بالنموذج المعدل عن قرى الأطفال والذي نفذته المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام قبل سنوات بالرياض وللأسف لم تكرر التجربة رغم نجاحها وبفارق كبير عن الدور الأخرى فهي التي تحقق الاستقرار العاطفي وتشبع الانتماء وتمنع التشتت في التلقي حيث تعنى بكل ستة أطفال أم بديلة وتساعدها خالة بديلة ويعيش الأطفال في منزل مماثل لبيوت أقرانهم في المدارس ما يعين على اندماجهم وتوافقهم مع أمثالهم.
الاحتفاء والانتماء
ويؤكد الشيخ حسام بن عبدالله المحمد المحاضر بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية أن بركة رعاية اليتيم حاصلة في الدنيا، ومتحققة في الآخرة وهذا مشاهد ومعايش في واقعنا المعاصر، وأقل ذلك تدفق روح الطمأنينة والسكينة في نفوس الكافلين، وتوارد مشاعر البهجة والسعادة في وجوههم، ولنا في قصة حليمة السعدية مرضع النبي -صلى الله عليه وسلم -وما حصل لهم من تغير الحال في البركة في أموالهم وما دلف إليهم من نماء الأرض وقرار النفوس وطمأنينتها ببركة النبي اليتيم -صلى الله عليه وسلم.
وللمجتمع واليتيم أن يحتسبا في تحقيق الواجب الكفائي الذي لهما وعليهما من خلال:
- التركيزعلى رابطة الأخوة الإسلامية بين المجتمع واليتيم كأنجع علاج في اندماج اليتامى في مجتمعاتهم. وهذه الرابطة قد جاء التوكيد عليها في قول الله -تعالى-: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ (220) سورة البقرة. وقوله -تعالى-: فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ (5) سورة الأحزاب. فأعظم أنواع الروابط والانتماء هي أخوة الدين التي تبقى قائمة حتى في اللقاءات في الحياة الأبدية في الجنJJات إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (47) سورة الحجر. ومسألة الخلطة في أصلها منصبة على مؤاكلة اليتيم، ومشاركته في الجانب المالي من جهة تنميته والعمل بما يصلح حاضره ومستقبله، وأن يكون ذلك مبنيا على الاحتياط لليتيم في سلامة ماله ومآله وفق المعروف. ويمكن أن يمتثل المجتمع واليتيم من الجنسين هذه الرابطة من خلال:
- التعارف اليومي في شهود الصلوات المفروضة مع جماعة الجيران والأحياء في المساجد فيتعرف اليتيم على إمام المسجد ومؤذنه، وعلى كبار السن، وعلى البقية ويبادلونه التعارف، ولا يعني هذا أن يكون كتابا مفتوحاً للناس، بل معرفة عامة تجمع بين الاحتواء والانتماء. وهذا له أثره النافع والمجرب في البعد النفسي والاجتماعي بين المجتمع واليتيم.
- حضور اليتيم الاجتماعات الدورية الأسبوعية أو الشهرية المختصرة التي يتعاهدها جماعة الحي الواحد التي تزيد من مشاعر التودد والتفقد.
- تبني لجان التنمية الاجتماعية المنتشرة في أحياء المدن أو من يمثلها تنسيق المشاركات، والندوات في المناسبات العامة التي تربط الناس فيما بينهم كمناسبات العيد، ورمضان، وبداية العام الدراسي ونهايته، والمناسبات الوطنية، والاجتماعية، والرعاية المتخصصة لفئات المجتمع من الأيتام، وذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرهم.
- مبادرة إدارات التربية والتعليم بالتعاون مع دور التربية الاجتماعية، والجمعيات المعنية بالأيتام في تفعيل البرامج العلمية والعملية في المناسبات السنوية بيوم اليتيم مثلاً، أو في تخصيص الإذاعة الصباحية في الحديث عن موضوع كفالة الأيتام، وأهميته، ومآل رعاية اليتيم في الدنيا والآخرة، ودور الأيتام في أنفسهم ومجتمعهم.
- إسهام المجتمع الإعلامي بأنواعه من الرسمي وغير الربحي في صناعة المحتوى الإعلامي الذي يعزز من انتماء اليتيم إلى مجتمعه ووطنه إما بحلقات من الحوار الهادف، أو عبر مشاركة نماذج من الأيتام المؤهلين في إدارة الإعلام بكافة ألوانه، أو الحضور للدراما المشروعة والهادفة والقصيرة في التصوير المناسب لشخصية اليتيم وأنه ذلك الطامح الناجح والساعد الأمين لوطنه، والابن البار لمجتمعه في ظل الانفتاح الإعلامي وتعدد أدواره وجمهوره.
- تقوية جانب الاطمئنان والأمان النفسيين لدى اليتيم من خلال جلسات الحوار المتعاقبة في التعرف على سنة الله في هذا الكون، ومحاولة استشراف المستقبل الآمن، والمشاركة الوجدانية في امتصاص روح الخوف والقلق من خطوات المستقبل عبر مشرفين يمتازون بالتجربة الطيبة وكبر السن النسبي له؛ لأن هذه الآثار ستصاحبه مع زوجه وأهل بيته وحياته في المستقبل.
- مساعدة اليتيم في اختيار صديق أو أكثر ليكون ملجأ آمناً وحضناً دافئاً بإذن الله حال وحشته، أو تضجره الطبيعي، ويمتثل هذا في زيارته الأسبوعية لصديقه وعائلته، ومشاركتهما لبعضهما في المسرات والمناسبات، ولأواء الحياة، وهذا مهم لليتيم (الذي ترعرع في دور التربية) من جهة تعرفه على نمط معايش الناس، ومعرفة الصواب والخطأ في الأعراف المجتمعية، وما يتعلق بهما من مسائل المروءات والمكروهات الاجتماعية.
- أن يعزز أهل العلم والفكر من مفهوم كفالة اليتيم المعنوية؛ فاليتيم لن يسعده شيء من المال كما يسعده الاهتمام بالحال، ومشاركته الأفراح والأحزان، وسؤاله عن دراسته، وطموحه، وتبديد مخاوفه، وبث روح الأمل والسعادة من خلال الاتصال به، وتبادل الزيارة معه، وارتباطه بالمجتمع عبر دائرة المسجد، والحي، والعمل، والأصدقاء، وإشاعة المفهوم الشرعي في عظيم إدخال السرور، وثمرة الحب في الله، وكريم أجر تفقد الإخوان وتطييب خواطرهم، والشواهد حية من سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن جانب المال أثره قصير محدود، وأثر الجانب المعنوي طويل ممدود.
بقي أن أقول: إن على اليتيم ذكرا كان أو أنثى أن يحسن الظن بالله الذي لم يقض له إلا ما هو خير له، وأن يطمئن إلى ربه، وأن يوقن بحكمة الله البالغة، وأن يعلم أنه محوط محفوظ مرزوق مكفي، وأن عليه أن يبادر إلى إسعاد نفسه من خلال انخراطه في مجتمعه الطيب ووطنه الحبيب، وأن يأخذ بأسباب النجاح في دراسته، أو في مشروعه العملي والوظيفي، وفي مشروعه الاجتماعي في تكوين أسرته الصغيرة. والحمدلله الذي قيض لأيتامنا مملكة رائدة ودولة فتية منذ تأسيسها اعتنت بأيتامها كما يجده المطلع في صحيفة أم القرى الصحيفة الرسمية لهذه البلاد الطيبة في أعدادها من عام 1343هـ، وعبر وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في رجالاتها المضطلعين بهموم أيتام مجتمعهم، ومن خلال الجمعيات والمؤسسات الخيرية المعنية بالأيتام في طول المملكة وعرضها، وأهل العلم والفكر والمال المساهمين في صلاح مجتمعاتهم وهمومها. وهم جميعاً يشتركون في تفعيل دوركفالة اليتيم على ما مضى إيراده بحمد الله، وما هذه السطور إلى بوح خاطر عاجل، ويتطلب الموضوع مشاركة أهل العلم والاختصاص والمال في معالجة دؤوبة لنوازل كفالة اليتيم، وتجدد حاجاتهم.