د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
** سيعترف بدءًا أنه لا يحب المتاحف العالمية أو المتجهة نحو ثقافاتٍ مختلفة، وهذا قصور فيه يعتذر عنه دون ان يملك حلًا ، ولا يذكر أنه ارتاد غير متاحف الشمع لطرافتها ، وزار متحف «اللُّوفْر» فلم يتعد مكثُه فيه نصف ساعة ، وحتى لوحة «الجيوكاندا» كفاه أن رآها من بعيد ولم يطق التزاحم من أجلها، ودخل المتحف المصري فملَّ واكتفى برؤية بعض المومياءات وتحديدًا من يقال إنه «رمسيس الثاني» أو «فرعون مصر»، وفي المقابل فإنه يود أن يزور قرية «أشيقر» التراثية بشكل متكرر، وكذا يصنع حين يرتاد «سوق المسوكف» و«مسجد الخريزة والجوز» في عنيزة ومزارع الدرعية القديمة و«جدة البلد» وما جرى مجراها.
**مُتحف مختلف زاره نهاية شهر رمضان المبارك ليلة مغادرته مكة المكرمة بترتيب من الصديق والقريب الشيخ لؤي بن إبراهيم التركي وتمنى أن لم يغادره بالرغم من ساعتين قضاهما متجولًا داخله ، وهو «متحف السلام عليك أيها النبي» الذي أسسه ويشرف عليه الباحث والشاعر الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني، واستقبلنا وشرح لنا مكوناته الباحث الدكتور عبدالخالق بن عبدالله الجميعان؛ فلهما الدعاء.
**المتحف عظيم لتخصصه في سيرة الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وبتنظيمه وشموليته وتوظيفه للتقنية واعتماده التوثيق والتحقيق في تتبع حياة ومسيرة سيد الخلق، إضافة إلى دعمه بموسوعة كبرى يتوقع أن تبلغ خمس مئة مجلد تتناول السيرة الماجدة بدقائقها وجلائلها.
**صاحبكم «غيرُ المتحفي» تمنى لو أمضى في كل ركن يومًا، ووضع في أول أولياته القادمة أن يعيد زيارته مثنى وخماس وعُشار؛ فقد رأى تأريخه وناسه ومجده وأحس أنه متحفي حتى رأسه ولو بدا انتقائيًا لا تشرق في ذهنه غيرُ حكاياته ولا يأنس فؤاده إلا بأهله.
** الدكتور الزهراني - العائد نسبُه إلى قريش وحلفُ أجداده إلى زهران- مختصٌ في علم البلاغة وشاعر ذو نفس طويل ومؤلف وداعية وخطيب وإمام وساعٍ في الخير وحريص على أن يكون متحف «السلام عليك أيها النبي» عولميًا تصطف إلى جانبه قناة فضائية وجامعة ومكتبة وجائزة وفروع.
** راق لصاحبكم في المتحف – وكل ما فيه يروق- دقته في الإسناد؛ فلم ينقلوا عن المتاحف الشرقية أو الغربية كل ما لم يثبت لهم يقينًا امتداده إلى الرسول، كما عمدوا إلى تصنيع ما أُثر في حياته الخاصة عليه السلام بحيث تكون مطابقةً لما تواتر بما يُضيء الرائي والسامع ويحول دون البدعيات والذرائع.
**الهُوية هوى