سعيد الدحية الزهراني
لو عاد النابغة إلى خيمته بـ«عكاظ».. سوق العرب وملتقى فحول شعرائهم.. لقال: هذه الـ«عكاظ» التي يريدها تاريخنا لمستقبلكم.. أن يكون اتجاه البوصلة إلى الأمام.. أن تستحضروا شروط عصركم.. لا أن تقفوا على شروط عصرنا.. ولو فعلتم فلن يكون براً ولا وفاء.. بل موتاً إلى موتنا..
هذا ما استحضره العقل الحي خالد الفيصل.. أول ما استقر عقله؛ أميراً لمكة وناياً لمواويل البحر في جدة وسادناً لبساتين الورد في الطائف.. وفي هذا الطائف كان الحلم قصة للوفاء وللتحدي.. الوفاء لمكتنز تاريخي عربي أصيل.. والتحدي في الكيفية التي يمكن من خلالها استثمار الماضي بمقايسات الحاضر واشتراطاته.. وهنا كانت «عكاظ» السوق التاريخية ومنصة الانطلاق المستقبلية..
مهرجان سوق عكاظ بالطائف الذي ينطلق في دورته العاشرة الثلاثاء المقبل.. ليس مجرد ملتقى أدبي معلب.. ثلة من الأدباء يلقون كلاماً مكروراً لا يحضره أحد ثم يرحلون.. بل كرنفال جماهيري حي يستضيف المسؤول وصاحب القرار (هذه الدورة تشهد مشاركة 7 وزراء) ويناقشه الحضور..
يضاف إلى هذا برنامج المخترعين وبراءات الاختراعات بجل ما فيه من عروض وورش عمل ولقاءات.. ناهيك عن فروع الجائزة التي شملت ريادة الأعمال والابتكارات ضمن عشر جوائز ضمت الشعر والرواية والفنون التشكيل والتصوير والخط والفلكلور الشعبي والحرف اليدوية..
الأجمل في «عكاظ» السوق التاريخية والمنصة المستقبلية والثراء الثقافي والمعرفي.. أنها خلقت حالة فرائحية جليلة ممزوجة بالوعي الجمعي الجماهيري العام.. وصنعت بهجة الأسرة والمكان والإنسان..
بمثل «عكاظ العقل الفيصلي الحي» تتشكل الرؤى الحقيقية الفعلية وتزدهر صناعة السياحة وتتخلق ثقافة الفرح بمستقبل المعرفة والوطن..
..شكراً خالد الفيصل.. شكراً أمير الفعل..
***
اللجنة الإعلامية لسوق عكاظ برئاسة الإعلامي الأستاذ عبدالله الحسني في هذه الدورة تقدم جهوداً مميزة خلقت حالة من المعرفة والوعي بالسوق والأنشطة التي تضمنها..
أطيب الأمنيات لهذا المهرجان الواجهة وللزملاء القائمين عليه تنظيمياً وإعلامياً.