فهد بن جليد
رغم أن لهيب (فواتير الكهرباء) أحرق جيوبنا صيفاً، إلا أنه أكثر فهماً ووضوحاً من فواتير شركات الاتصالات (الثلاث) التي تقدم خدمة الهواتف المُتحركة في البلد؟ فزيادة الحرارة صيفاً تعني استهلاكاً أكبر، وبالتالي فاتورة أكثر، أما فواتير (هواتفنا) فتبقى (لُغزاً مُحيراً) في كل الفصول، نتيجة حفاظها على مستويات مُتقاربة من الاستهلاك سواء استخدمت (الجوال أو الموبايل) أو لم تستخدمه، نتكلم (بملاليم) وتُفاجئنا الفواتير آخر الشهر (ببلاوي زرقاء)!.
أحدهم سافر إلى خارج المملكة لمدة (شهر كامل) واستخدم (شريحة محلية) في البلد الذي سافر إليها، وأوقف خدمة البيانات، ونقل شريحته السعودية إلى جهاز (غير ذكي)..؟ ولكن مبلغ فاتورة استهلاكه لم تتغير كثيراً! كانت قريبة من مبلغ فاتورة الشهر السابق، وكأن شركات الاتصالات لدينا تحسب كلامنا (بالمُتوسط الشهري) على طريقة هو: حضرتك كلمت الشهر الماضي بكاآآآم؟ احنا نبقى في الرنج داه سعادتك.. إنت مبتجيش ليه؟ مش تبقى تيجي؟ أنت بس روح وحتلاقينا هناك..!.
كم مُشترك سيراجع تفاصيل (فواتيره الشهرية) بشكل إلكتروني؟ ليحسب مدة الاتصال وتعرفة الاستهلاك؟ لا أحد يفعل ذلك غالباً؟!.
أكثر من مسؤول في شركات الاتصال الثلاث قال لي إن المُشكلة تكمن في (ثقافة الكلام) في مجتمعنا حيث تكثر المُجاملات، مع تناسي الناس أن هناك (هواتف ثابتة) قد تفي بالغرض والتواصل من خلالها بكلفة أقل من التواصل عبر شبكات مُختلفة، بعض الناس يتحدثون عن (أخطاء نسبية) في نظام الفواتير كل شهر - لا أحد يتحدث حولها - وأن طريقة حساب كُلفة الاتصالات الشهرية (غير دقيقة) في نهاية المطاف..!.
في بعض الدول العربية تحول الناس إلى (العدادات الكودية) مُسبقة الدفع للكهرباء والماء والغاز والهاتف، من أجل ضبط وترشيد الاستهلاك، ولمنع (التلاعب) في القراءة واحتساب الكُلفة.. (الدفع المُسبق) ترشيد (لكلام أقل) حتى لو كان (بكلفة أعلى)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.