عمر إبراهيم الرشيد
تعد جي كي رولنج مؤلفة الرواية الخيالية (هاري بوتر) من أغنى نساء بريطانيا والعالم، بل إنها تحتل بين فترة وأخرى المرتبة الأولى في بلدها. تلك السيدة التي كانت تعتمد على الضمان الاجتماعي مع ابنتها في شقة متواضعة في لندن، وبعد أن كتبت قصتها عن عالم السحر والفتى المتخيل هاري بوتر بطل القصة، رفضت من أكثر من دار نشر إلى أن وافقت إحدى دور النشر هناك على نشرها، فكان أن تلقفتها أيادي وأعين الإنجليز صغارهم وكبارهم فانتشرت الرواية بسرعة غير متوقعة وأعيد طباعتها عشرات المرات، فأصدرت المؤلفة جزءًا ثانيًا فحقق نجاحًا أكبر فتوالت الأجزاء إلى أن أصدرت سبعة أجزاء لنفس القصة على مدى سنوات منذ جزئها الأول عام 1998م، الذي صاحبتها سبعة أفلام تم فيها تحويل الكتب إلى الشاشة الكبيرة.
قبل أيام أصدرت المؤلفة مسرحية بعنوان (هاري بوتر والطفل الملعون) بيع منها أكثر من مليوني نسخة خلال يومين في أمريكا فقط، والمقصود هنا النسخة الورقية بالطبع فلاحظ أن هذا الرقم الهائل لبيع المسرحية في بلد هو حاضن التقنية ومنتجها الأكبر وعلى الرغم من ذلك مازال الكتاب عزيزًا هناك. دار النشر الأمريكية الكندية (سكولاستيك) التي أصدرت المسرحية قالت: إن المبيعات لم تصل لهذا الرقم من قبل وأنها طلبت 4.5 نسخة لتلبية الطلب المتنامي حتى قبل طرح المسرحية في الأسواق. أما في بريطانيا فبيع من المسرحية في نسختها الورقية 680 ألف نسخة في ثلاثة أيام فانظر إلى الرقم مع فارق المساحة والسكان عن أمريكا لتجد أن نسبة المبيعات هائلة قياسًا إلى المدة كذلك. الآن تعرض المسرحية تمثيلاً على خشبات مسارح إنجلترا التي يتزاحم على عروضها الآلاف، بل إن الانتظار للحصول على تذكرة لحضور العرض يصل إلى 80 ألف طلب تذكرة!.
فهل نقرأ بين السطور ويدرك بعض من يقلل من شأن المسرح والثقافة عامة الدور الحضاري والاقتصادي والاجتماعي لها؟