اعتبر كثير من المراقبين، أن رؤية 2030 رؤية طموحة وستضع المملكة في مصاف الدول الغنية لتنوع اقتصادها وعدم اكتفائها بمورد واحد تتحكم فيه الأسواق العالمية فترهن قراراتها للدول الكبرى. وقد أثلجت هذه الرؤية صدورنا لما تميزت به من تحول إيجابي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وأنا كمهتم في مجال مكافحة التدخين أرى أن هذه الرؤية لا تعكس إيجابياتها على القرارات الاقتصادية والسياسية فقط، بل سيكون لها آثار ممتدة على مستوى الصحة، حيث إنها تسعى لنظام صحي متين وفعال ووقائي يعزز الصحة العامة، وتغيير أنماط المعيشة غير الصحية، بما يحقق الرفاهية والصحة للمواطنين.
إن رؤية المملكة 2030، أعطت الصحة والوقاية من الأضرار بعدًا استراتيجيًا. فقد أشار مهندس الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -وفَّقه الله- في كلمة له مع المختصين وأهل الرأي أن المملكة ستفرض رسومًا على كل المضرّات، ومنها منتجات التبغ ومشروبات الطاقة، وربما الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، لما تشكله مكافحة التدخين من استراتيجية وطنية لبناء الإنسان المعافى.
إن تطبيق نظام مكافحة التدخين الذي صدر مؤخرًا، سيشكل جزءًا من الرؤية 2030 الطموحة لبناء المملكة على أسس متينة وقوية، ستسهم في خلو المملكة من التدخين الذي يستنزف اقتصاد الوطن «5 مليارات ريال سنويًا» نتيجة للرعاية الصحية الناتجة عنه؛ وهذا سيدعم ما جاء في رؤية 2030م بعنوان «مجتمع حيوي بيئته عامرة» التي نصت على «بناء مجتمع ينعم أفراده بنمط حياة صحّي، ومحيط يتيح العيش في بيئة إيجابية وجاذبة».
وتسعى جمعيات مكافحة التدخين ومنها «جمعية نقاء» إلى ترسيخ مبدأ «مجتمع حيوي بيئته عامرة» وذلك بإقامة عديد من الأنشطة التعريفية بأضرار التدخين بأساليب جذابة تسهم في التوعية ونشر ثقافة التصدي لجائحة التبغ، بما يحقق أهداف المملكة في جعلها من أوائل الدول التي تكافح التدخين.
وستسهم هذه البرامج في ظل تطبيق نظام مكافحة التدخين في إيجاد بيئات معافية خالية من التدخين تحقق أهداف الرؤية، وفي نفس الوقت تكون المملكة من أوائل الدول التي أوفت بالتزامها تجاه الاتفاقية الإطارية التي نصت في المادة (8)، البند (2) على ضرورة اتخاذ الدول المنضوية للاتفاقية بوضع تدابير تشريعية وتنفيذية وإدارية توفر الحماية لتعرض لدخان التبغ في كل الأماكن، وبفضل الله سنت المملكة نظام مكافحة التدخين بالمرسوم الملكي رقم (56).
وبذلك تكون المملكة قد نفذت المواد المهمة في الاتفاقية الإطارية، وأصبحت من الدول الأول في تطبيق الاتفاقية، مما يجعلها أنموذجًا يحتذى به في دول العالم.
وعلى جمعيات مكافحة التدخين وعلى رأسها «جمعية نقاء» حث الجهات المختصة على تطبيق نظام مكافحة التدخين، وتفعيل بنوده لحماية المواطنين والمقيمين من التعرض لدخان التبغ من خلال برامجها التوعوية والعلاجية وفق استراتيجية واضحة بما يحقق أهداف دولتنا الرشيدة، ويجعلها رائدة في مكافحة التدخين عالميا، وبذلك تكون نقاء شريكًا استراتيجيًا في تنفيذ رؤية 2030م.