يوسف بن محمد العتيق
بداية هناك فرق بين الاستماع والسماع،فالسماع هو أن يأتيك الصوت فتستمع له دون تركيز أو قصد، وأما الاستماع فهو أن تكون مع صوت الآخر الذي يصل إليك بقصد.
هذا جانب أما الجانب الآخر وهو مبحوث تراثيا،وبخاصة عند علماء الحديث الذين تخصصهم رواية النصوص عن من سبقهم.
ينص علماء الحديث بداية على أهمية استقامة واعتدال من تستمع لأخباره،وأن لا تكون إذنك مربوطة بمن هب ودب، وهذه رسالة لمن تمسك قنوات الكذب والإثارة بعقله ورأيه دون أن يكون له أي حضور بل يكون كالببغاء ينقل ما سمعه.
جانب آخر في التعامل مع وسائل الإعلام عند سماع الأخبار نص عليه علماء الحديث القدامى، وهو دراسة ظروف المتحدث وواقعه ولعبة المصالح الشخصية ودورها في نشر المعلومة،وهذا جانب خطير غائب عن بال بعض من تسمر أمام القنوات الفضائية ممن يعطي لأخبارها المصداقية دون التأكد من ظروف هذا المتحدث.
ومن الجوانب المهمة التي نص عليها تراثيا هي الحذر ممن يأتي بالمعلومة صحيحة لكنها مبتورة ليكون التعامل معها ناقصا والحكم غير دقيق.
ومن الجوانب المهمة التي يذكرها المتقدمون عند وصول الخبر إليك أن تستمع إلى الخبر دون توجيه الآخرين له فأنت قادر على التحليل والدراسة دون تعليق كثير من المحللين الذين يستثمرون الخبر لأجندة محددة لديهم سلفا
وخلاصة ما تقدم أنك سواء كنت سامعا أو مستمعا لأي خبر كن على حذر في مجتمع يعد بمتحدثين قد لا تجد من بينهم من يوصل إليك المعلومة لذات المعلومة.