د. ناهد باشطح
فاصلة:
«ينبغي شرب مياه النهر الذي نبحر فيه»
-حكمة روسية-
يحاول بعض الوسم أو « الهاشتاق « في تويتر إثارة الرأي العام، وقد ينجح في ذلك وتصدر قرارات من قبل المسؤولين ، وقد يفشل ولا يلتفت أحد إليه!!
وسم (نساء الاولمبياد لا يمثلوننا) الذي انطلق بعد افتتاح الاولمبياد في البرازيل ومشاركة أربع من بناتنا فيه ومقابلة وسم (نساء الاولمبياد يمثلوننا)، ووسم (إسقاط الولاية مطلب شعبي) وأخرى مشابهة مثل (إسقاط وصاية الرجل على المرأة) أو (سعوديات نطالب بإسقاط الولاية) والتي انطلقت منذ فترة.
الموضوعان يختصان بالمرأة، أحدهما عن تمكينها الرياضي وحقها في ممارسة الرياضة خارجيا، رغم انها تواجه صعوبات في ممارستها في المدارس والجامعات الحكومية داخليا، بينما الآخر يتحدث عن حقها كامرأة مستقلة في استخراج جواز سفر والتنقل والتعليم والعمل حيث لا ولاية على المرأة إلا في الزواج حسب أحد المذاهب، ويتم الخلط بين الولاية والوصاية والقوامة في النقاش من قبل البعض.
ورغم أهمية تحليل مثل هذه الآراء لقياس اتجاهات المجتمع إلا أنني أشك أن يكون لدى وزاراتنا الاهتمام بتحليل الوسم في تويتر تحليلا علميا بواسطة برامج متخصصة.
مواقع التواصل الاجتماعي وما ينشر فيها تعتبر فرصة كبرى لتحليل آراء شرائح الناس المختلفة في المجتمع وتكوين صورة للرأي العام إلا أن ذلك ليس واضحاً في مجتمعنا حيث تندر مراكز الدراسات والبحوث وتعمل بعض المراكز الأهلية على إجراء دراسات موجهة حسب المستفيد.
قضايا كثيرة خاصة بالشباب والمرأة والأطفال تنتظر قرارا حاسما من الوزارة المعنية، ومع ذلك يظل القرار معطلا أو يصدر كمفاجأة للجمهور بينما من السهل اليوم بفضل التطور المعلوماتي العمل على استطلاع الرأي العام بل وتهيئة الجمهور للترحيب به.
من المؤسف أننا نتأخر في الاهتمام بمثل هذه التحليلات للنصوص وهي من أهم الطرق لفهم اتجاهات المجتمع.
أتمنى الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي ليس فقط في تعقب الجرائم وإنما في الاستفادة من التوجه المجتمعي ومعرفة رأي المجتمع حيث إننا في كثير من القضايا نتهم المجتمع برفض التطور وهو بريء منه!!