المدينة المنورة - علي العبدالله:
عندما نريد الحديث عن مواقع التواصل الاجتماعي أو ما يُعرف باللغة الإنجليزية بـ (Social Media) نجد أن الحديث لا بد أن يكون عن أكثر هذه المواقع تأثيرًا وانتشارًا واستخدامًا في المجتمع السعودي، وبلغة الأرقام نجد أن موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أكثر المستخدمين له في العالم العربي الذين بلغ عددهم 25 مليون مشترك هم من السعوديين بواقع 38 في المائة وذلك نقلاً عن مركز (ومضة) للأبحاث الاقتصادية، علاوة على ذلك هناك تزايد مستمر وبشكل تصاعدي لهذا الموقع من قبل المجتمع المحلي السعودي.
وفي لمحة تاريخية سريعة عن (تويتر) نجد أنه ظهر بشكل رسمي في عام 2007م وهو عبارة عن مشروع تطوير بحثي أعدته شركة «Odeo» الأمريكية، وتجاوزت التغريدات فيه سقف 250 مليون تغريدة على مستوى العالم ويحتل المرتبة العاشرة كأكثر المواقع تصفحًا عبر شبكة الإنترنت العالمية حسب تصنيف موقع اليسكا، كما وصفت صحيفة نيويورك تايمز هذا الموقع بأنه «ظاهرة من أسرع الظواهر نموًا على شبكة الإنترنت».
إذًا هناك إقبال كبير على (تويتر) وتحديدًا في مجتمعنا، هذا الإقبال من مختلف الأعمار والطبقات والتوجهات ما يعني أنه يضم الجميع تحت سقف (تغريداته)، كما يُسهم في نقل الأخبار والتعليقات بسرعة كبيرة، وكذلك تبادل الآراء والمعلومات وإن كانت (غير صالحة للتداول) ولعل هذه أحد سلبيات (الإعلام الجديد)، لكن من هم جمهور ورواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ في دراسة علمية لمشروع بحث للماجستير في الإعلام أعدتها الزميلة البحرينية بسمة البناء؛ تطرقت فيها في فصل الدراسات السابقة عن جمهور مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزهم هم طبقة المهمشين الذين يفتقدون للعلم والمعرفة وبالتالي يجدون هذه المواقع (تنفيس) لحالة التهميش والإقصاء التي يعانون منها في المجتمع، ولما فيها من حرية في النشر والتعبير لم يعتادوا الحصول عليها في واقع حياتهم اليومية، لذلك هم يتجهون لمواقع التواصل الاجتماعي لنشر كل ما يريدون تحت أسماء وألقاب مستعارة (تهربًا) من المساءلة القانونية.
إذًا حسب الدراسة هؤلاء المهمشون يتجهون لمواقع التواصل الاجتماعي لطرح كل ما لديهم من أفكار وآراء وإن كانت سطحية و(تافهة) لا تستحق أن تُقرأ ولكن هذه المواقع وسماتها الإلكترونية الحديثة أسهمت في سرعة انتشارهم وبالتالي (روّجت) لأفكارهم. ولعل الموسم الرمضاني التلفزيوني الدرامي أتاح لهؤلاء العودة من جديد وبالتالي عدنا مرة أخرى (للغث) الذي يتم طرحه من قبل المهشمين فشاهدنا رمضان الماضي تجاوزًا منهم ضد بعض رموز الفن والدراما بل وصلوا في تجاوزهم اللا أخلاقي لأمور مخجلة، وبما أنهم يفتقرون للمصداقية والشجاعة تجدهم يختبئون خلف أسماء مستعارة ظنًا منهم أن هذا سيعفيهم عن المسائلة القانونية.
وبسبب سرعة الانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعي نجد ما يكتبون (يروّج) له في تويتر أو عبر تطبيقات الهواتف الذكية الحديثة، والسبب جهل البعض وعدم إدراكهم وخصوصًا صغار السن منهم.
وعودة بالحديث عن المهمشين الذين وجدوا أنفسهم نقادًا يعرفون تفاصيل وخبايا العمل الدرامي نلحظ أن هؤلاء لا يوجد لديهم الحد الأدنى في فهم (تركيبة) العمل الدرامي التلفزيوني ولا حتى يفرقون بين التراجيديا والكوميديا كما يغيب عنهم معنى (الفعل) الدرامي ولو سألتهم عن (الحبكة) الدرامية لظنوا انها مُفردة (ليبرالية) يجب وأدها ومحاربتها.
بلا شك هذا الأمر يُعد من الأمور المؤلمة التي (تكبر) وتزداد خطورتها في مجتمعنا بسبب عدم تهيئة المجتمع للتطور التكنولوجي فأصبحنا نرى مجموعة كبيرة من المهمشين في الأرض (يعتاشون) على نقد الأعمال الفنية وينتقدون رموزًا في الدراما المحلية وكذلك كتابًا ونقادًا لهم وزنهم وثقلهم في الإعلام المحلي والعربي، ويتجاوز هؤلاء المهمشون في نقدهم حدود الأدب ويذهبون إلى أبعد من ذلك عندما يسمحون لأنفسهم بقذف البعض في دينهم وأخلاقهم، فمتى نرى عقوبات رادعة تمنع هؤلاء وتجعلهم عبرة لمن لا يعتبر.