كل ما تناولتُ بعد عاصفة الحزم، اندرج ضمن إطار الاهتمام بالنتائج التي ستؤول عنها في موقف المتمردين (المخلوع والحوثي). وكان رهاني الذي لن أخسره، ولا زلتُ مصرا عليه.
أنهم لن يغيروا موقفا يتخلوا به عن هدف من أهدافهم الموغلة بالتسلط، والعبث بأمن اليمن وجيرانه.
فهم جنود مجندة لتحقيق غاية غيرهم «ايران» وأهم أدواتها، في هذا السبيل فرط عقد المجتمع اليمني واستعداء مكوناته بعضهم على بعض، لإشاعة الفتنة بينهم.
لتتسيد الموقف، لأنها تشبه الجرثومة، لا تظهر إلا في البيئة غير القادرة على المقاومة، والمجتمع المختل يفقد عنصر مقاومة المتطفل عليه.
وهذه الغاية لإيران لن تتخلى عنها لو أبيد نصف الشعب اليمني في سبيل بقاء الحوثية كالشوكة في الخاصرة.
لذلك وجدنا الحوثيين في جنيف واحد ، وجنيف اثنين ،يتعهدون ويعدون ثم في الغد ينقضون ويتنكرون.
وهاهموا في الكويت اليوم ،يماطلون ويقلبون ويتقلبون بين إيماءة موهمة بالإيجابية كما يتحدث عنها ابن الشيخ، وبين البحث عن مدخل يضفي عليهم شرعية يحلمون بها.
وهم في هذه المناورات المفضوحة يحشدون القوات ، ويقتلون ويعتدون ويحاصرون، رغم وقف إطلاق النار، ويستنكرون الهجوم على القاعدة الإرهابية ، بامتناعهم عن تأييد أو مباركة انتصار للجيش اليمني الوطني في جنوب عدن على القاعدة.
فقدموا الدليل على الترابط بينهم وبين القاعدة بهذا الموقف المخزي.
بقي جانب الحكومة الشرعية اليمنية ، والتي تعرف الحوثيين أكثر مما يعرفه عنهم غيرها.
بأن تضع نصب عينها أن الحوثية جرثومة إرهاب يستهدف غايات قريبة وبعيدة ، وأنها لو جردت من كل أنواع السلاح بما فيه الزي التقليدي اليمني «الخنجر» فستظل خنجراً في صدر اليمن وخاصرة جيرانه.
وستنشط في المستقبل مالم تتحوط الشرعية اليمنية والشعب اليمني ، لمستقبل الأيام ،والسنين بعدم القبول بأي اتفاق يقصر دون تجريم الحوثية في حاضرها ،ومستقبلها، ونزع حقوقها السياسية هو الدواء.
ومحاسبتها على الدماء.
فاليمنيون ليسوا ممن يترك دمه يجف أو تلعقه الكلاب.
فوجود الحوثية كمكون سياسي سيفجر نعرات الثأر لمن قتل أو غيب خارج ميدان المعارك.
لذا فإن تجريم الحوثية واستيفاء الدماء لأولياء الدم منها لأنها هي المتصدرة والتي لم تنفِ عن نفسها قتل الأبرياء وخطفهم وتغييبهم، بل اتخذت منهم أوراقا مساومة.
في وقت تنبه المخلوع لعواقب الأحداث فأنكر دوره في القتل بدم بارد أو خطف وتغييب الأبرياء.
فالدماء المعصومة لا تملك أي سلطة حق التنازل عنها.. وما حدث من تقلبات حوثية في الكويت وما حدث في معسكر العمالقة، ويحدث لتعز التي كانت حالمة، إلا دليل سوء النية وفساد الطوية الحوثية.
وسوء الظن عصمة، فلا يحسن الظن إلا بمن حسن فعله وقوله.
وهؤلاء كلما أحسن الظن فيهم تغولوا في التعنت والمكابرة، والكذب على أنفسهم بتصورهم أنهم مكون ذو نسبة تنسب في المجتمع اليمني.
فإن لم يصار إلى تجريمهم وتحريمهم فغدا، وبدعوى حماية المراقد المقدسة سترسل جحافل الحرس الثوري لحماية مرقد بدر الدين الحوثي.