سعد بن عبدالقادر القويعي
في ظل الانتصارات التي تحققها قوات المعارضة في مناطق ذات ثقل، من أبرزها: «مدينة حلب»، فقد لعب سقوط المواقع العسكرية دوراً محورياً في انتصار المعارضة؛ نظراً لأهميتها ، - وخصوصاً - كلية المدفعية التي كانت تعد حصناً منيعاً للنظام، وتضم مخازن للذخيرة، وتُستخدم بشكل منتظم؛ لقصف الأحياء الشرقية، ومناطق المعارضة بريف حلب؛ الأمر الذي يُعدّ تطوراً كبيراً في مجريات الأحداث، سيكون له مفعوله في تصوّرات الحل السياسي المرتقب، وذلك تحت وطأة تغيّر المزيد من المعادلات، والتي ستكون حاضرة على طاولة التفاوض، في حال الدعوة إلى جولة جديدة في جنيف.
هناك على المحك ما هو أكثر من مجرد نتائج حرب حلب، فما يجري فيها لا يمكن عزله عن الأحداث التي تعيشها سوريا؛ فميدان التفاوض الحقيقي تؤكّد على أن المعارضة ما زالت تملك الكثير من الأوراق، - خصوصاً - بعد أن انطلقت من المكان، والزمان - غير المتوقعين -، وفاجأت مواقع جيش الأسد، وحزب الله، والمليشيات المساندة بالعملية، وهي مرهونة بالخطة المرسومة للمعركة، وثبات الثوار فيها، وفتح خطوط الإمداد، واستمرارها، والدعم المقدم إليها؛ ما جعل قوات النظام، وحزب الله، ومليشيات طائفية في حالة انهيار شبه كامل في حلب.
في النهاية، تقول العديد من التحليلات: إن الأهمية الإستراتيجية الكبرى التي اكتسبتها معركة تحرير حلب، ستكون فاتحة انتصارات كبرى، سوف تغيّر معادلات كثيرة، إذ تكمن أهميتها في عنصر المفاجأة، والحشد الجيد للمعركة، واشتراك عدة فصائل مهمة في المعركة. كما تكمن أهميتها كونها أحد معقلين كبيرين للمعارضة على الحدود الشمالية مع تركيا، والمعقل الآخر هو إدلب.
ستبقى حلب عصية على كل مخططات التآمر، وسترسم - اليوم - آفاق مستقبل مبشّر بالنصر القريب - بإذن الله -، - ولاسيما - أن المعارضة السورية استطاعت أن تقيم توازناً عقب نتائج معركة حلب، والعمل على إنتاج معادلة سياسية يقودها، ويفاوض على أساسها، فهي - اليوم - في حال أفضل، ولن تقبل بأي حال من الأحوال بما يُطرح بما يخصّ الحل السياسي ، - تحديداً - لجهة بقاء بشار الأسد في مرحلة انتقالية؛ فمصير الثورة السورية يرتبط أساساً بمصير تطورات الأحداث في حلب، ودورها في رسم مسار الثورة - خلال الفترة القادمة -.