الطائف - عليان آل سعدان:
بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، أقيم أمس ملتقى الريادة المعرفية، ضمن فعاليات الدورة العاشرة لسوق عكاظ، المقامة في فندق انتركونتننتال الطائف، بحضور عدد من أصحاب السمو الأمراء والوزراء والمسؤولين تقدمهم محافظ الطائف فهد بن عبد العزيز بن معمر رئيس اللجنة التنفيذية لسوق عكاظ، والدكتور سعد بن محمد مارق مستشار أمير منطقة مكة المكرمة أمين اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، ونخبة من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين بالعمل الريادي بالمملكة.
وأوضحت جلسات الملتقى أن 20 بالمائة من القيادات في المجال التقني بالمملكة هم من النساء. وأكد المشاركون على ضرورة تكثيف جهود دعم ريادة الأعمال المعرفية بما يتواكب مع تحقيق رؤية المملكة 2030. كما أوصى المشاركون الجامعات الحكومية والشركات الكبرى في المملكة بالتركيز على القيم المضافة في ريادة الأعمال، مع زيادة عمل البحوث العلمية وتشجيع الشباب والرياديين على المبادرة والاستفادة من الفرص التي تتيحها لهم رؤية 2030.
أوضح مدير إدارة تطوير الأعمال لصندوق التنمية الصناعية السعودي المهندس أحمد الغامدي بأنّ الصندوق قدم 129 مليار ريال منذ إنشائه وحتى عام 2015 ، استفاد منها 4000 مشروع بالمملكة ، مثلت المنشآت الصغيرة والمتوسطة 67% منها. وذكر بأن الصندوق يعمل ضمن رؤية المملكة 2030 من خلال 30 مبادرة تهدف لزيادة المنتجات والخدمات المقدمة للمستفيدين ، كاشفاً عن حزمة من البرامج التطويرية التي سوف يتم الإعلان عنها قريباً.
وقال المهندس الغامدي بأنه تم إنشاء قسم خاص بالصندوق للمشاريع الصغيرة التي تقل استثماراتها عن 20 مليون ريال ، بهدف تقديم إجراءات أسهل مع تركيزها على أصحاب العمل.
من جانبه أبان المهندس نجم الدين الحمصي من الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، بأن الهيئة تعمل على تقديم قيمة مضافة لريادة الأعمال التقليدية، لافتاً إلى أهمية زيادة حجم الاستثمار في قطاع ريادة الأعمال، وزيادة توظيف الشباب والقوى العاملة، رغم التراجع في نسبة إقبال الشباب على العمل الخاص، منتقداً تركيز المؤسسات الحكومية والخاصة على تقليد أودية التقنية العالمية وخاصة وادي السيليكون ، بالإضافة إلى تركيزها على الإجراءات والسياسات العامة للعمل الريادي والإبداع، وإغفال جوانب هامة تتعلق بالتحديات والمصاعب التي تواجه الشباب والرياديين. وذكر بأن هناك 16 مهمة أمام الهيئة تعمل على تحقيقها، لخطة 7 أدوار رئيسية لرؤية 2030 . وقال إنه وفقاً للمؤشرات العالمية، فإن نسبة توفر الفرص الريادية بالمملكة 100% ، مقارنة بالنسب العالمية ، مؤكداً بأن المخاطر التي تواجه القطاع الريادي تتمثل في الثقافة الاجتماعية وحجم التمويل. وشهدت الجلسة الأولى مشاركة رائد الأعمال هاشم نابلسي.
من جهته كشف صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود، رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في الجلسة الثانية من الملتقى أن 20 بالمائة من القادة المتخصصين في التقنية هم من النساء، مؤكداً على دعم وتأهيل شريحة الشباب من خلال برامج متطورة مع أفضل الجامعات العالمية بما يخدم المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني. مشيراً إلى تركيز المدينة على ثلاث مهام رئيسية لتحقيق دورها في التحول، من خلال تعظيم المحتوى المحلي ودعم البحث والمساهمة في تعزيز مجتمع حيوي معرفي وإجراء البحوث التقنية والمعرفية ودعم برامج الاستثمار.
وأوضح رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أن القطاعات المستهلكة كقطاعات الكهرباء والمياه والنقل والصحة، تستنزف طاقات المملكة الاقتصادية، حيث تستورد ما نسبته 70 بالمائة مما تستهلكه في خدماتها المقدمة، وأنّ المدينة عازمة على قلب المعادلة في السنوات القادمة لتصبح المملكة منتجة لـ70 بالمائة من تلك الصناعات.
وقال سموه إنّ المدينة وضعت 3 برامج رئيسية لمواجهة التحديات التي تواجه المنتج المحلي تضم 30 مبادرة تهدف في مجملها إلى توطين التقنية، ودعم المنتج المحلي وخلق شراكات استراتيجية مع المستثمرين المحليين ورواد المعرفة في مختلف القطاعات الصناعية والحيوية، وفي مقدمتها المياه والطاقة والبتروكيماويات والمواد المتقدمة والاستثمار في كبرى الشركات العالمية.
وأكد سموه أن المدينة تضع البحث والتطوير ودعم الجامعات واستقطاب الشباب المبدعين في طليعة اهتماماتها، من خلال برامج مشتركة مع أفضل الجامعات العالمية، مؤكداً أن المدينة تدعم إنشاء الشركات بين القطاع الخاص والجامعات، وأن الميزانية التي اعتمدت في برنامج التحول وصلت إلى 8 مليارات و300 مليون، وخصص منها ملياران ونصف للاستثمار في إنشاء شركات بين الجامعات والقطاع الخاص.
وأعلن وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن عن مشروع تعمل عليه الوزارة يحول رجال الأعمال والعاملين في قطاع الحج والعمرة، من تلقي العمولات المالية إلى إعطائها، مشيرًا إلى أنه من غير اللائق أن يتلقى العاملون في الحج والعمرة العمولات من جهات متعاملة في هذا قطاع من الخارج نظير تقديم خدمات بسيطة ومتوفرة في الداخل.
وقال إن الركيزة الأساس في منظومة وزارة الحج ترتكز على التقنية والتحول الرقمي، وفتح اقتصاد الحج والعمرة أمام الشباب السعودي، مضيفاً أن المنهجية التي تتبعها الوزارة هو بناء فكر وثقافة مؤسساتية لتأسيس اقتصاد مستدام في منظومة الحج والعمرة، عبر كيانات اقتصادية وخدمية تتفق وحجم الطموحات الوطنية، والانتقال من ثقافة العمل الموسمي إلى العمل التجاري على مدار العام.
ودعا وزير الحج والعمرة الشباب ورياديي الأعمال إلى استغلال التقنية المستخدمة من قبل 15 مليون معتمر و3 ملايين حاج سنويًا، واستثمارها بعد تحويلها إلى عمل تجاري يقوم على التواصل مع الحجاج والمعتمرين وتقديم خدمات تقنية لهم، لافتًا إلى الفرص الكبيرة والمتاحة لقطاع الأعمال المعرفية في موسمي الحج والعمرة.
وأكد الدكتور بنتن أن العصر الحالي هو جيل التقنية، حيث إننا بدونها لن نسير في طريق التقدم، مشيرًا إلى أن أكبر خمس شركات في العالم هي شركات تقنية، بعد أن كانت الشركات البترولية وقطاع الطيران هي المسيطرة في الماضي.
وشهدت الجلسة الثانية مشاركة رائدي الأعمال الدكتور أبي البشير ولطيفة الوعلان.
وكشفت ورقة عمل وزارة التعليم التي قدمها نيابة عن وزير التعليم الدكتور حسان بن عبد الوهاب زمان مدير جامعة الطائف في الجلسة الثالثة للملتقى، عن إطلاق مبادرة صنّاع الأعمال لتمكين مؤسسات التعليم العام والعالي، من تطوير وزيادة مساهمة الطلاب والطالبات في قطاع ريادة الأعمال المعرفية بالمملكة.
وقال إن المبادرة تعمل على عقد شركات بين القطاعات التعليمية والقطاع الخاص وتمكين الطلاب لصناعة ريادة الأعمال، مضيفاً بأنها تهدف إلى تأسيس 600 مؤسسة سنوياً، وخلق 6 آلاف وظيفة سنوياً. وأشار الدكتور حسان إلى أن الجامعات بالمملكة ستواصل عملها وفقاً لرؤية المملكة 2030، على مضاعفة الخدمات التي توفرها لدعم المشاريع التجارية المعرفية للطلاب والخريجين، مشيراً إلى المبادرات السابقة في مجال إنشاء أودية التقنية، مؤكداً بأن جامعة الطائف تعمل حالياً على تأسيس وادٍ للتقنية تحت اسم نادي وج التقني. في حين شدد كبير باحثي شركة سابك الدكتور فهد الخضيري خلال مشاركته في الملتقى على ضرورة أن تتيح الشركات الصناعية الكبرى في المملكة الفرصة أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتقديم خدمات ومنتجات المواد المضافة للمنتجات الكبرى، لافتاً إلى أن ذلك سيضاعف من فرص الابتكار والإبداع في حين تتفرغ هذه الشركات الكبرى لأعمالها الاستراتيجية.
وقال الدكتور الخضيري إن نقطة الانطلاق لأعمال الريادة المعرفية تأتي من التعليم فهو بذرة صناعة الريادة في كافة المجالات، مشدداً على ضرورة توجيه التعليم العام والعالي الطلاب للتخصص في المناهج الهندسية، مضيفاً بأن المخرجات التعليمية مازالت متواضعة في ظل تزايد الأعمال الصناعية والتقنية والهندسية. مؤكداً على أهمية زيادة البحوث العلمية التي تخدم قطاع ريادة الأعمال المعرفية بالمملكة.
عقب ذلك استعرض رائدا الأعمال سعود باوزير وعبد الله اليوسف تجربتهما في قطاع ريادة الأعمال المعرفية، مشيرين إلى الفرصة الكبيرة المتاحة أمام الشباب للاستثمار في القطاع التقني، داعين الجهات الحكومية للعمل على تذليل المصاعب التي قد تواجه الرياديين.