ماجدة السويِّح
إيسينا أونيل نجمة استرالية سابقة من مشاهير الشبكات الاجتماعية حققت جماهيرية كبيرة على اليوتيوب، الانتستغرام، وسناب شات لعرض العديد من الماركات العالمية والتسويق للشركات الكبرى. قضت خلال ثلاث سنوات أكثر من 50 ساعة في الأسبوع في متابعة عملها، والرد على متابعيها. حينما بلغت الـ19 عاما أعلنت عن توقفها عن بيع الوهم وخداع الناس.
في رسالتها لمتابعيها أفصحت عن حالة الضجر والملل والفراغ بالرغم من العيش بين ملايين من المتابعين، والربح المادي المضاعف من الإعلان. من بين الأسباب التي دعتها إلى التخلي عن وظيفة الفاشينيستا أختها الصغرى التي تبلغ من العمر 14 بعد أن أصبحت مهتمة بما تعرضه على الشبكات الاجتماعية وكيف أثرت عليها سلبيا كنموذج غير واقعي للجمال، لذا قررت التخلي عن الحياة غير الواقعية من أجل أختها والفتيات المراهقات، بالإضافة للشعور بعدم الرضا عن حياة غير واقعية بحثا عن رضا الجماهير وتسويق المنتجات. في رسالة أونيل لجماهيرها ظهرت بفيديو بسيط وبدون مساحيق تجميل لتعلن توقفها عن العمل والبحث عن الحرية بعد العيش كسجينة لسنوات داخل الكمبيوتر.
سخرت أونيل تجربتها للعمل الجاد في التوعية خصوصا للفتيات الصغيرات، وبيان حقيقة صورها الجميلة والمثيرة على الانترنت، التي كانت تحمل الكثير من مشاعر عدم الرضا والإحساس بالوحدة، وكانت تخفيها تحت مساحيق التجميل والضحكات المصطنعة.
في مجتمعنا نشهد تأثر الفتيات الصغيرات بظاهرة «الفاشنيستا» بصورة سلبية في الناحية الجمالية حيث وصل الحال ببعض المراهقات للشعور بالسلبية فيما يتعلق بالوزن المثالي والجمال بعد متابعة العارضات، وكيف أدت المقاييس غير الواقعية لاضطرابات الأكل، واضطرابات عقلية مثل الاكتئاب، والتفكير في عمليات التجميل للأنف، أو نفخ الشفايف،... إلخ، وإدمان التسوق للمنتجات المعروضة في حسابات المشاهير.
التأثير طال أيضا الناحية الفكرية في الطموح وبناء الذات، لنجد عددا لا يستهان به أقصى حلمهن أن يصبحن «فاشنيستا» لسهولة الواقع الماثل لهن، والربح المادي السريع. فحلم أفنان الباتل التي نجحت في تسخير حسابها للعمل الإعلاني وتلقي الهدايا الغالية من الماركات العالمية لا يفارق مخيلة المراهقة التي رأت سهولة الواقع دون سبر غور تجربة صاحبته في تتبع طموحها.
هذه الظاهرة تجعلني أتساءل عن التحول في أحلام الصغيرات من منتجة إلى مسوقة، تقضي جلّ وقتها في الحصول على متابعين لتنفذ مشروعها الوردي العظيم في استقبال الهدايا وتسويقها على الناس؟!! الحاجة لبرامج توعية وتثقيف للتعامل مع الشبكات الاجتماعية للعيش بالواقع وتعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات، سيكون خير معين لتجاوز التغيرات السريعة في مجتمعنا.