فواز السيحاني
هكذا يصور المسألة الداعية إلى مدن الظلام والخرافة «وجدي غنيم» أثناء تلقيه خبر موت العالم المصري «أحمد زويل» والحاصل على جائزة نوبل لعام 1999، ناسفًا بهذا الحكم الأرعن والسخيف كل ما قدمه «زويل» وهو على قيد الحياة من: اختراعات، اكتشافات، تقدم علمي للبشرية جمعاء. زويل الكافر على حد تعبير «غنيم» الهابط في أقصى درجات الوحشية والسواد صرّح قائلاً أثناء تلقيه خبر إصابته بالسرطان: «الحمد لله على أي شيء يأتي من الله.. الحمد لله وبسسس!». قال ذلك وهو يبتسم بصوته!. فهل هو كافر؟؟؟؟. المحزن لي، وللجميع الذين يحاولون الحفاظ على إنسانيتهم هو أن هذه الأحكام الدينية والبعيدة عن كلام الله ورحمته وملكوته الجميل لا زالت تتكرر وتتوسع بشكل شرس، تتوسع بشكل يشبه الحروب، بشكل يشبه الطاعون ومرض الإيدز، حيث إنه لا مفر من هذه الكائنات الدموية المتلبسة برداء الله والدين في كل منبر جماهيري وإعلامي، حتى في الصالات الرياضية وأثناء مزاولتك اليومية لحمل الأثقال أو الجرّي من الممكن أن تستمع لها، لقد حدث ذلك معي قبل أشهر قليلة، حيث قام أحد الإيطاليين بالمرور بجانب شاب يزعم أنه متدين ليقول له بصوته الحاد: «والذين كفروا في نار جهنم!» وبعد مناقشته أخبرته بأن الوشم الذي على ذراع ذلك اللاتيني الوسيم ليس دليلاً كافياً كي يعتقد أنه من زوار الجحيم الأبديين وليس مُخرجًا له من الملة إن كان مسلما. لكن ما يجب أن يعرفوه هؤلاء القتلة ولصوص الحياة، وأصحاب الأحزمة الناسفة تحت ذريعة الدين والأدلة الشرعية المجتزأة أن هذه الحيلة في أحكامهم لم تعد تجعل الآخرين يقومون بتصديقهم، إن هذه الحيلة لم تعد تنطلي سوى على الجهلة والمصابين بالعقد النفسية على مستوى الأخلاق والإنسانية؛ لأن الشيطان وكما يقول نيتشه يستطيع أن يفعل ذلك أيضاً، أعني أن يتحدث باسم الله كي يصدقه الجميع، ولأن «وجدي غنيم» يشبه الشيطان إلى حد كبير فيما قال، فإن الحل لهؤلاء جميعاً دون تحديد هو: «أن يُقتّلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض، لأنهم يسعون في الأرض فسادا». والآن يبقى السؤال الموجع الذي قرأته يوماً من الشاعرة «كاتيا راسم»:
- من أين خَرج لنا هؤلاء؟، هؤلاء السذج، القتلة، هؤلاء الذين كنتُ أعتقد أنهم يفكرون وهم صغار أن يصبحوا أطباء، شعراء، رسامين، رواد فضاء، لا وحوشاً تتحدث باسم الله.