سعد البواردي
أوَّاه.. إني لما أخشاه انتحب..
لا «موصل» في عراق العُرْب لا «حلب»
أُسائل النفس «أيْني»؟ ويحَ أسئلتي
ماتَتْ.. وأودعها في قبرها عرَبُ!
***
كانت «فلسطين» تبكينا.. وما برحِتْ
تبكي علينا. فلا «قدسٌ» ولا «نَقَبُ»
***
جسر «الرصافة» ما غنَّتْ له شفقةٌ
«الفُرْسُ» من صمته الباكي له طربوا
«بغداد» أين «رشيد» الأمس؟ّ لا أحدٌ
الرشد ماتَ. ومَن في حكمه ذهبوا!
***
و»الشام» لا «قاسيوُن الشام عانقها
شهباً.. تغشّى على آفاقها اللهبُ!
***
قالوا.. «الربيع!!» ولا أدري بأي فَمٍ
ربيعنا فتنة.. عنوانها الكذب!!
مدادها «الدم» والنيران تنهشها
ونحن من حولها نجني. ونحتطب
***
أرى الزمان علينا مدَّ غضبته
فما غضبنا. وكنا الفعل والسبب
هذا يخادعنا مكراً.. ونأمنه
وذاك في صمته يلهو ويستلب
***
«بلقيس» في عرشها هوى الهوان به
و«سد مأرب» لا نخلٌ ولا عنبُ
لا يُمْنَ في يَمَن جُنَّ اخصام به
حتى يعود إلى أحضانه الأرب
***
أبحرتُ في زورق الآلام يَعصف بي
هَمٌّ. وغَمٌ. وإنهاك. ومنقلب
يرى على البعد أحلاماً تراوده..
لَرُبَّ ليل طوت ديجورهُ الشهبُ
سلمتَ يا موطني من كل غائلة
«الروحُ» أنتَ. وأنت الريحُ و«الغضب»