«الجزيرة» - أحمد القرني:
أكد تقرير للأمانة العامة للجان والحملات الإغاثية السعودية أن المملكة تقدم العديد من البرامج للأعمال الإنسانية والإغاثية لكثير من الدول المنكوبة والمحتاجة دون تمييز للعرق والديانة والجنسية واللون تقديرا لقيمة الإنسان، وأن الجهود التي بذلتها المملكة في مجال الإغاثة حققت الكثير من الأهداف في تخفيف ومعاناة وآلام المنكوبين والمتضررين بفعل الحروب والزلازل والفيضانات في مختلف القارات، مشيرا إلى أن الأعمال الإغاثية تصل للمستفيدين عبر القنوات الشرعية والمؤسسات الرسمية المحلية والإقليمية.
البعد العالمي
وقال إن المملكة تقف مع الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية أو حروب بقيادتها وشعبها استجابة للحالة الإنسانية، للمساعدة من خلال مساعدات حكومية مباشرة وإغاثة شعبية من خلال تكوين لجان إغاثية مثل اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني والحملة السعودية لإغاثة الشعب الأفغاني واللجنة السعودية لإغاثة الشعب العراقي والحملة الخيرية السعودية لإغاثة منكوبي الزلزال والمد البحري شرق آسيا والحملة الشعبية السعودية لإغاثة متضرري زلزال باكستان والحملة الشعبية لإغاثة الشعب اللبناني وحملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني بغزة والحملة السعودية لإغاثة الشعب الباكستاني والحملة الوطنية لإغاثة الشعب الصومالي والحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا.
البرامج الإغاثية
وأوضح التقرير أن اللجان والحملات الإغاثية السعودية قامت بتقديم الإغاثة العاجلة للمتضررين في الدول المنكوبة فور وقوع الكارثة، وذلك بالاستجابة الفورية لمتطلبات النازحين والمشردين واللاجئين في مخيمات الإيواء، وتقديم ما يخفف من وقع الكارثة، ومساعدتهم على عيش حياتهم بالقدر الممكن، حيث قدمت هذه اللجان المواد الغذائية من الدقيق والسكر والخبز واللحوم المعلبة وزيوت الطعام والأرز والأغذية المعلبة سريعة التحضير والتمور احتياجات الأطفال وتقديم السلال الغذائية وشراء المحاصيل الزراعية لتوزيعها على محتاجيها، مشيراً إلى أنه تم تقديم 3.633.255 سلة غذائية تحوي أكثر من 79 ألف طن من المواد الغذائية المتنوعة وتقديم 470 ألف وجبة غذائية جاهزة وتقديم 780 طنا من لحوم الهدي والأضاحي بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية وأكثر من 6 ملايين ربطة خبز، كذلك تقديم وجبات الإفطار للصائمين في شهر رمضان المبارك والأضاحي وتوزيعها، حيث بلغت تكلفة هذه البرامج مبلغ 1.303.281.700 ريال.
البرامج الصحية
وأكد التقرير أن اللجان والحملات الإغاثية السعودية أولت البرامج والمشروعات الصحية اهتماما كبيرا وقدمت المساعدة للجرحى والمصابين ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وإعادة تأهيلهم وعلاج شريحة منهم في مستشفيات المملكة التخصصية، وأقامت المستشفيات والمركز الطبية المتنقلة بعدد من هذه الدول لتقديم الرعاية الطبية للنازحين واللاجئين في المخيمات، مشيرا إلى أن اللجان اهتمت بشريحة الأطفال من خلال تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم وتزويدهم بالأمصال والتطعيمات وتأمين المعززات الطبية واللقاحات التي تقيهم من الإصابة بالأمراض المعدية والعاهات، كما قامت اللجان بتزويد المستشفيات التابعة لوزارات الصحة في هذه الدول بالأدوية والمستلزمات الطبية وتوفير الأجهزة الطبية النادرة وإعادة استحداث أقسام طبية للعمليات الدقيقة وعلاج الأمراض التي تصيب الكلى، إضافة لتجهيز مستشفيات الأسنان وإنشاء مستشفيات ومراكز جديدة بعدد من هذه الدول
(12) مركزا وتوفير 222 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث التجهيزات ودعم جمعيات الهلال الأحمر في هذه الدول بتغطية نفقات التشغيل وتزويدهم بالسيارات اللازمة والمعينات الطبية، حيث بلغ إجمالي ما تم صرفه على هذه البرامج والمشروعات 4.32.767.529 ريالا.
البرامج التعليمية
وأوضح التقرير أن اللجان الإغاثية السعودية قامت بالعديد من البرامج الهادفة لدعم مسيرة التعليم من خلال جملة مشاريع سعت من خلالها توفير الأجواء المناسبة للطلاب وتهيئتهم للتحصيل العلمي من خلال المتطلبات الرئيسية التي يحتاجون إليها، حيث قدمت اللجان هذه البرامج بالتعاون مع المؤسسات التعليمية الرسمية ومنظمات الأمم المتحدة المتخصصة لتساعدهم بذلك على بث شعلة العلم والمعرفة للمتأثرين من الحروب والكوارث الطبيعية، كما قدمت اللجان دعما لـ(16) جامعة لـ(75) ألف طالب وطالبة يواصلون تعليمهم في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، كما قامت اللجان ببناء (35) مدرسة حكومية وقدمت الدعم اللازم لها بتكلفة بلغت (335.229.929) ريالا.
المشروعات التنموية
وقال التقرير قدمت اللجان والحملات الإغاثية السعودية عددا من المشروعات التنموية للدول المتضررة على النحو التالي: تأهيل شبكة المياه والكهرباء في مدينة نابلس في فلسطين وإنشاء محطات تحلية المياه بالمدارس والمستشفيات وحفرت (370) بئرا وبناء خزانات جديدة وتأمين وقود الديزل وتأمين وحدات تنقية لمياه نهري دجلة والفرات ومشروع تأمين محطات لتنقية مياه الشرب ودعم الوزارات الحكومية بأجهزة الحاسب الآلي وتأمين وتوزيع الحراثات الزراعية وقد بلغت تكلفة هذه المشروعات (206.682.804) ريالات.
البرامج الاجتماعية
وأكد التقرير أن توجيهات حكومة المملكة واضحة بأهمية البرامج الاجتماعية لتوثيق عرى التكافل بين الشعوب على اختلاف أيدلوجياتها ومذاهبها وألسنتها وألوانها, حرصاً على تحقيق التقارب بين شعوب الأرض وتوحيد مشاعرها وأهدافها داخل منظومة إنسانية منسجمة ومتآلفة، موضحا أنه اسند للجان مهمة تخطيط ودراسة الحالات الإنسانية في مناطق الطوارئ والأزمات والنكبات في الدول المتضررة, وتحديد الأسر المتضررة والمحتاجة والاهتمام بالبرامج الاجتماعية التي تسهم في رفع الروح المعنوية للمتضررين, وقد أولت اللجان والحملات الإغاثية السعودية هذا الجانب اهتماماً فائقاً ونفذت العديد من البرامج والمشاريع الاجتماعية التي تمثلت في مساعدة الأسر التي فقدت معيلها, مساعدة ذوي الأسرى, مساعدة الأيتام, مساعدة أصحاب المساكن المدمرة والمزارع الجرفة, مساعدة المؤسسات الاجتماعية, تشغيل العمال الفلسطينيين, كفالة الأسر المحتاجة, تقديم برنامج إفطار الطائمين, مشروع الزواج الجماعي, هدية العيد, هدية الأطفال الأيتام, برنامج توزيع لحوم الأضاحي, حلقات تحفيظ القرآن الكريم, رحلات العمرة, رحلات الحجيج إلى بيت الله الحرام والعديد من البرامج الاجتماعية المختلفة، حيث بلغت قيمة تلك البرامج (391.551.575) ريالا.
المشروعات الإسكانية
وأوضح التقرير أن اللجان خصصت لمشروعات الإسكان أكثر من 480 مليون ريال, حيث تم ترميم عدد 2345 وحدة سكنية في فلسطين, وإنشاء 2663 وحدة سكنية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة في فلسطين وسريلانكا وإندونيسيا والباكستان وتصميم وتشييد المدن السكنية التي تشتمل على المرافق الخدمية كافة، ومن أبرزها مدينه الملك عبدالله بن عبدالعزيز النموذجية في سريلانكا ومدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الخليل وقطاع غزة، حيث بلغت قيمة تلك المشروعات (1.150.366.750) ريالا.
مشروعات إعمار بيوت الله
وأكد التقرير أن مملكة الإنسانية اهتمت ومنذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- بوضع منهجاً وسلوكاً رسمه على مدى السنين أداء للواجب تجاه الإسلام والمسلمين، مبينا أن ما تبذله المملكة من جهود حثيثة ومتواصلة في خدمة الإسلام والمسلمين، يمليه عليها دورها الريادي الذي تضطلع به بقيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- والقائم على رسالتها السامية في خدمة الإسلام والمسلمين والعناية بهم وبقضاياهم في أنحاء المعمورة وهو امتداد لمسيرة مباركة تبنتها الدولة -حماها الله- منذ نشأتها, وفي سبيل أداء هذه الرسالة العظيمة دأبت المملكة على إقامة المساجد والمراكز والمؤسسات الإسلامية وتأمين متطلباتها واحتياجاتهم ودعم وترميم القائم منها, فلا يكاد يوجد بلد فيه مسلمون إلا وكان للمملكة أثر وشاهد على الدور الذي تتميز به في حياة المسلمين وإعمار بيوت الله، التي تمكنهم من إقامة شعائر الإسلام وتوعيتهم بأمور دينهم, والمحافظة على هويتهم وجمع كلمتهم، فقد تجاوزت تكلفة هذه المشروعات (20.835.808) ريالات.