«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
خلال الأيام الماضية وصلتني العديد من الاتصالات من طلاب وطالبات يحملن معدلات تخرج من الثانوية لم تقبلهن جامعة الملك فيصل، ونفس الشيء حدث مع بريدي الإلكتروني. حيث وصلتني بعض الرسائل التي تشعر أنّ كلماتها تكاد تبكي وتخنقها العبرة.. خصوصاً وأن المعدلات مرتفعة جداً والتي وصلتني عن طريق بريدي. مما سبب للكثير من الطلاب والطالبات الخيبة والإحباط، بعد سنوات من الدراسة الجادة والأحلام التي راودتهم وهم على مقاعد الدراسة بمواصلة دراستهم الجامعية.. سنوات من الدراسة والتعب والتحصيل ولا أحصل على مقعد في جامعتي يحقق حلمي وأُسرتي. التي شاركتني تعبي ووفرت لي سبل الدرس والاجتهاد.. أبعد هذا لا يتحقق الحلم ويتحطم على صخرة خشنة ومؤلمة وهي عدم القبول.. لقد فاضت أنهر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية ومازالت تتدفق حزناً من مئات الطلاب والطالبات الذين عانوا من عدم القبول.؟ والجميع لا حول له ولا قوة إلاّ بالله، ثم أن يطرق أبواب الصحافة المحلية (صوت الجميع) لعل وعسى أن تسمع وزارة التعليم أصواتهم المخنوقة حزناً وبكاء.. ورغم التصريحات الأستاذ مبارك العصيمي المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم بأن هناك دفعة جديدة سوف تعلن قريباً.. إلا أن الخوف مازال مسيطراً على النفوس.. ومازال جميع الذين لم تقبلهم الجامعات يتطلّعون لمبادرة إنسانية من معالي وزير التعليم، في أن يصدر قراره الأمل والتطلع بزيادة أعداد المقبولين، وعلى الأخص الذين لديهم معدّلات مرتفعة وممتازة.. وصحيح إنّ مشكلة القبول في الجامعات ومنذ عقود تتجدد عاماً بعد عام دون وجود حلول جذرية لهذه المشكلة المتجددة والتي تتسبب في ضياع آمال وأحلام أبناء وبنات الوطن، الذين ينشدون ويتطلّعون إلى الدراسة الجامعية. ومع انتشار الجامعات في مختلف المناطق وحتى المحافظات، إلا أن هناك ظاهرة مؤسفة وهي انحسار القبول على طلاب وطالبات المنطقة أو المحافظة.. والمراقب بشكل عام للعملية التعليمية يكتشف أن السنوات القليلة الماضية استطاع فيها الطلاب والطالبات تحقيق نسب ومعدلات مرتفعة جداً بالمقارنة بسنوات العقود الماضية، وهذه دليل على حرص واهتمام هؤلاء على الدراسة الجادة، وتوفر وسائل تقنية ساهمت في تحصيلهم ودراستهم، إضافة إلى اعتمادهم على الدروس الخصوصية وصولاً للأفضل والحصول على معدلات مرتفعة، هروباً من الوقوع في شبكة (عدم القبول)، ومع هذا ورغم هذا، وما بذلوه من جهد جبارة، نجدهم يعيشون مأساة الإحباط وعدم القبول..؟! وماذا بعد.. هناك من يردد في المجالس واللقاءات أنه بالإمكان مضاعفة القبول في الجامعات والكليات والمعاهد بنصف المكافأة للسنة الأولى، وفي حالة تفوق الطالب أو الطالبة في دراسته تصرف له المكافأة كاملة. أو تكون الدراسة على فترتين صباحية ومسائية كما هو حاصل في العديد من الدول العربية والأجنبية لمضاعفة الدراسة والاستيعاب. والمثير للدهشة أنّ أغلب مدراء الجامعات درسوا وتخرجوا من جامعات أمريكية وأوربية، وشاهدوا بأنفسهم كيف تقبل الجامعات الطلاب والطالبات بمعدلات لا ترتقي للمعدلات والنسب التي حققها طلابنا وطالباتنا، ومع هذا لم تقبلهم جامعاتنا لأسباب غير مقنعة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا. لماذا إذن أنشئت الجامعات في العديد من مناطقنا ومحافظاتنا.. أليس من أجل تنمية وتطوير أبناء الوطن.. يا جامعاتنا سهلوا ولا تعسروا. فالناجح وكما تقول تلك الأغنية. يرفع أيده. لا أن يمسح بها دموعه وعيونه الباكية.؟!