تصوير - عبد العزيز العريفي:
نالت منطقة الرياض عددا من مشاريع التراث الوطني التي أقرها برنامج التحول الوطني ضمن المبادرات التي اعتمدها البرنامج للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والتي تبلغ في مجملها (13) مبادرة بتكلفة تتجاوز 10 مليارات و480 مليون ريال، فيما تتجاوز تكاليف المبادرات المتعلقة بالتراث الوطني 3 مليارات و650 مليون ريال.
ففي إطار المرحلة الأولى من برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة الذي تنفذه الهيئة تم تخصيص 12 موقعا ومشروعا في منطقة الرياض.
(3) مراكز للحرف اليدوية:
حيث اعتمد البرنامج 3 مراكز للحرف اليدوية ضمن17 مركزا ستعمل الهيئة على تجهيزها من خلال برنامج الحرف والصناعات اليدوية (بارع) الذي تشرف عليه الهيئة وهي: مركز الإبداع الحرفي بالبيوت الطينية في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض، مركز الإبداع الحرفي بالغاط، مركز الحرف اليدوية في حي طريف بالدرعية التاريخية.
(5) مواقع تراثية:
كما اعتمد البرنامج دعم مشاريع الهيئة في تأهيل وتطوير 5 مواقع تراثية ضمن 18 موقعا تراثيا من خلال مركز التراث العمراني الوطني التابع للهيئة وقطاعات الهيئة الأخرى وبالتعاون مع الجهات الحكومية والمجتمعات المحلية، وهي:
قرية الغاط التراثية، حي الطريف في الدرعية التاريخية، قرية أشيقر التراثية، بلدة المجمعة التراثية، قرية شقراء التراثية.
(4) مواقع أثرية:
وضمن 80 موقعا أثريا اعتمد البرنامج دعم الهيئة في تأهيلها وتشغيلها وحمايتها من خلال قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة، تم تحديد أربعة مواقع في منطقة الرياض هي: موقع معركة عقرباء قرب الرياض، قرية اليمامة بالخرج في منطقة الرياض، درب أبا القد في مركز قصور آل مقبل بالرياض، ساقي فرزان بالسلمية في محافظة الخرج.
ويعتبر (برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة) الذي قدمته الهيئة منذ عامين وجرى اعتماده حينها من الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله -، وأعيد إقراره والتأكيد عليه وتوسيع مجالاته من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله مطلع العام الحالي 1437هـ، مشروعاً تاريخياً وطنياً مهماً يعكس التطور في برامج ومشاريع التراث في المملكة، ويغطي عدة مسارات من المشاريع الوطنية مثل: الآثار والمتاحف والتراث العمراني والحرف والصناعات اليدوية، والتوعية والتعريف بالتراث الثقافي، وتطوير مواقع التراث العمراني والأثري وغيرها، ويشمل البرنامج 230 مشروعاً تتمثل في هذه المسارات.
مشاريع مستمرة
ويعد اعتماد هذه المبادرات من برنامج التحول الوطني دعما مهما للهيئة في استكمال ما بدأت في تنفيذه وتطويره وتأهيله في مشاريع التراث الوطني في إطار اهتمامها بالتراث الوطني بوصفه المكون الأساس للهوية الوطنية ومصدر تعزيز المواطنة، ولدوره الرئيس في ترسيخ المكانة الحضارية للمملكة وعمقها التاريخي على مدى العصور، فضلا عن إسهامه في تنويع مصادر الدخل الوطني من خلال إيجاد فرص للعمل والاستثمار كأحد مقومات صناعة السياحة بالمملكة.
حيث أنه قد تم قطع مراحل في العمل على تأهيل عدد من المواقع التراثية في منطقة الرياض وترميم عدد من المباني فيها.
وتعد بلدة الغاط التراثية من أقدم وأبرز المواقع التي تم ترميمها، وحقق مشروع تأهيل بلدة الغاط التراثية نقلة كبيرة في مسار تطوير وإعادة تأهيل مواقع التراث العمراني، وهو ما أهله للفوز بجائزة أفضل مشروع تأهيل بلدة تراثية من منظمة السياحة العالمية UNWTO في البرتغال.
حيث تضافر أهالي المحافظة وتفاعلوا مع البرامج والمشاريع التي تبنتها الهيئة العامة للسياحة والآثار والمتعلقة بتأهيل التراث العمراني في المحافظة بهدف جعلها مقصدا سياحيا بارزا في المنطقة.
وقامت بلدية شقراء بالعمل على مشروع البلدة التراثية بتكلفة 3 ملايين ريال، شمل إنارة مداخل البلدة التاريخية بفوانيس تراثية، بناء دكات وجلسات على جانبي مدخل البلدة، رصف الأرضيات بالحجر في المدخل وفي الممرات المؤدية إلى المنازل والبيوت التراثية، ترميم سوق حليوة التاريخي بالكامل والذي يتكون من 75 محلاً تجارياً مع المنطقة المحيطة به.
فيما يجري حالياً تفعيل دور مشاركة الأهالي ورجال الأعمال في تطوير وسط شقراء بالتبرعات ودعم الجمعيات، بالإضافة إلى أنه يتم العمل من خلال فرع الهيئة والبلدية على مبادرة الأهالي بترميم منازلهم.
ويضم مركز المجمعة التاريخي عدداً من المباني التراثية والأثرية، ومنها: مرقب جبل منيخ الأثري، وقصر الربيعة، ومدرسة أحمد الصانع التاريخية، وقصر العسكر وملحقاته (قصر الإمارة)، وجامع الملك عبد العزيز، ووقف الملك عبد العزيز وملحقاته.
ويهدف المشروع الذي تتعاون فيه بلدية المجمعة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (ممثلة بفرعها في منطقة الرياض) إلى إعداد مخطط شامل لتطوير وسط المجمعة التاريخي إلى الحفاظ على الهوية التراثية للمنطقة، والربط الفراغي والحركي لوسط المجمعة مع المنطقة المحيطة، وتطوير وتحسين بيئة المنطقة التاريخية من الناحيتين المعمارية والعمرانية، وتحسين الممرات، وخطوط شبكة المرافق.
وحالياً تم الانتهاء من المراحل (الأولى - الثانية - الثالثة) بتكلفة تقارب 19 مليون ريال، التي تشمل أعمال الرصف، والإنارة لكامل الوسط التاريخي مع بعض أعمال ترميم الواجهات. كما تم طرح المرحلة الرابعة التي تشكل استكمالاً لأعمال الترميم للمباني في الوسط التاريخي خلال العام المالي 1436هـ.
وتتصدر بلدة أشيقر التراثية في الوقت الحاضر الوجهات الأكثر استقبالا للسياح في منطقة الرياض وخاصة من الجاليات المقيمة في الرياض الذين تكثر زياراتهم للبلدة يومي الخميس والجمعة.
وأصبحت البلدة وجهة للسياح بعد أن بادر أهالي أشيقر بترميم مبانيهم الطينية لتتضافر معها بعد ذلك دعم الهيئة العامة للسياحة والآثار أصبحت هذه البلدة أكثر البلدات التراثية جاهزية للرحلات السياحية ليس على مستوى منطقة الرياض بل وعلى مستوى المملكة، خاصة بعد افتتاح متحف خاص وسوق شعبي ومطعم للأكلات التراثية.
وتتميز بلدة أشيقر التراثية بجمال عمارتها التراثية، حيث بنيت جدرانها من لبن الطين، وسقفت غرفها وممراتها بأخشاب الأثل وغطيت الفراغات بين هذه الأخشاب بسعف النخيل، وكذلك صنعت الأبواب والنوافذ وجميع الأعمال الخشبية من مواد البناء المحلية المتمثلة في جذوع النخل والأثل.
وقد بدأت أعمال الترميم في البلدة التراثية بأشيقر عام 1424هـ بإعادة ترميم الممتلكات العامة كالمساجد والأسواق والدكاكين والممرات المؤدية إلى تلك المنازل، وبعد فترة وجيزة بادر المواطنون إلى ترميم منازلهم وشيدوا دار التراث الذي يعد متحفا متكاملا يعرض فيه التراث الشعبي للمدينة، وقامت الهيئة لاحقا بترميم سور القرية.
وقامت الهيئة العامة للسياحة مؤخرا بترميم سور القرية لتكتمل بذلك معظم أجزاء القرية التراثية.