سلمان بن محمد العُمري
تنطلق هذه البلاد المباركة في جميع قراراتها التنظيمية والتشريعية إلى تأصيل إسلامي مستمد من الكتاب والسنة ونهج السلف الصالح، والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى، بل تعدى ذلك ولله الحمد إلى الأمور المستحبة ولعلي أسوق مثالاً للمبادرة الكريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بمبلغ خمسين مليون ريال لصندوق التكافل بالقوات المسلحة وبرنامج خلافة الغازي، هذا البرنامج الذي يقوم على خلافة المرابطين في أسرهم وعوائلهم في توفير الاحتياجات اليومية لهم والخدمات التي يحتاجون إليها ودعمهم مالياً ونفسياً ومعنوياً وإنهاء جميع الإجراءات المتعلقة برب الأسرة مع الجهات ذات العلاقة مما يجعله يؤدي مهمته المكلف بها بكل راحة واطمئنان على حال أسرته.
وقد سبق أن كتبت حول هذا الموضوع وأكدت على هذه الأعمال الجليلة، والمبادرات الخيّرة المباركة تنطلق وفق أسس شرعيّة ولا غرابة في ذلك فالمملكة العربية السعودية دستورها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهّرة، وإن ضوابط ومظاهر تكريم الشهداء وأسرهم جاءت وفق ما في القرآن الكريم والسنة النبوية، وأشرت إلى ضرورة أن يكون هناك مبادرات من البنوك والشركات والمؤسسات الكبرى ورجال الأعمال في تكريم أسرهم مادياً ومعنوياً، وأن تتضافر الجهود في تكريم أسر الشهداء بأن يفتح المجال لهم في الوظائف، وأن يعطوا الأولوية في التعيين، وتقدم لهم التسهيلات بالخصومات الخاصة والدعم المادي والمعنوي.
وفي الأسبوع الماضي جاءت دعوة سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ تأكيداً لما كتبته قبل عدة أشهر بدعوة المؤسسات الأهلية والبنوك ورجال الأعمال إلى التبرع من أموالهم عبر صندوق يدعم المجاهدين والمرابطين على الحد الجنوبي ويسد ديونهم ويتلمس احتياجهم امتدادًا لدعم الدولة الكبير لهم ومساندتها وشد أزرها في ذلك وأن الجهاد بالمال أعظم من الجهاد بالنفس.
ولا بد من التبيان والتوضيح أننا حينما نطالب البنوك والمؤسسات ورجال الأعمال فإن هذا ليس قصوراً بحق الدولة إنما هو مطالبة للبنوك والمؤسسات باستشعار المسؤولية الاجتماعية وإلا فإن وقفات ولاة الأمر مع الجنود المرابطين والشهداء والمصابين وذويهم وقفات جليلة وكم رأينا وسمعنا ما يقومون به من تخفيف المصاب على ذوي الشهداء بالمواساة المباشرة والزيارات لمنازل أسر الشهداء أو بالاتصال الهاتفي وفي مقدمة هؤلاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله جميعاً.
وأعيد التأكيد على أن يكون هناك مبادرات من البنوك والشركات والمؤسسات الكبرى ورجال الأعمال في تكريم أسرهم مادياً ومعنوياً، وأن تتضافر الجهود في تكريم أسر الشهداء بأن يفتح المجال لهم في الوظائف، وأن يعطوا الأولوية في التعيين، وتقدم لهم التسهيلات بالخصومات الخاصة والدعم المادي والمعنوي من القطاع الخاص أسوة بالقطاعات الحكومية.