صيغة الشمري
مع انتقادي لمجلس الشورى، إلا أني أتراجع عندما أسمع بعض أطروحاتهم، وأتراجع أكثر عندما أجد الهجوم عليهم بشكل مجحف وغير عقلاني، عندما يقدم أحدهم طرحاً لا يعجبنا يتم الهجوم على مجلس الشورى بأكمله، وعندما يقدم أحدهم طرحاً يعجبنا لا يشمل الثناء سوى العضو دون بقية أعضاء المجلس، وهذا ظلم وإجحاف، بعض اطرحات مجلس الشورى تنم عن وعي عميق في تلمس مشاكل المجتمع السعودي ومحاولة طرحها على طاولة النقاش، مثل المشكلة التي طرحها رئيس مجلس الشؤون الأمنية في المجلس الدكتور عبدالله السعدون، والتي طالب من خلالها وزارة التعليم بتطوير شامل للمناهج الدراسية لخلق انسان متوازن قادر على التفكير للتمييز بين الخير والشر غير مقاد عبر الإنترنت أو جلساء السوء، ولم يستثن أي جهة من واجبها ذلك حتى الهيئة العامة للرياضة، هكذا طرح يجبرنا على احترام مجلس الشورى وتفهم دوره وعدم أخذه بجريرة بعض أعضائه، إن تطوير المناهج الدراسية كان ضرورة ملحة منذ بداية فشل الكثير ممن تخرجوا من الثانوية العامة بإكمال دراستهم الجامعية، وفشل الكثير من الذين تخرجوا من الجامعات السعودية في سوق العمل، كان يجب حل هذه المشكلة فور اكتشافها حيث لم يكن الحل في وضع اختبار قدرات وتحصيل، والتي أثبتت حتى هي الأخرى ضعف المستوى العلمي للطالب السعودي، بل كان يجب أن يكون بتطوير المناهج من الأساس وليس وضع اختبارات لتقييم الطالب الذي درسها، يتبادر لذهن البعض فور المطالبة بتطوير مناهجنا بأن القصد هو إلغاء أو تخفيف المناهج الدينية، وهذا التصور ناشئ من قوة بعض التيارات الدينية في إرجاف المجتمع وتخويفه للسيطرة على فكره والتحكم به ورسم صورة ذهنية مسيئة لكل من يقف ضد استخدامهم للدين في تحقيق أغراض دنيوية، نحن نطالب بتطوير المناهج الدراسية التي تقفل العقل وتفتح باب التلقين على مصراعيه، حيث لا يشتغل من المخ سوى الجزء المسؤول عن الحفظ الذي يغذي الطاقة العاطفية، ويتسبب في ضمور الجزء المسؤول عن التفكير، إن المناهج الدراسية والتعليم بشكل عام لازال يدفع ثمن سيطرة الأجانب وبالذات المنتمين لتيارات دينية متشددة على مفاصله المؤثرة منذ أكثر من خمسين عاماً، حيث يقوم المدرس منهم أو ما يسمى بحارس البوابة بتخريج أجيال تعتنق فكره أو فكر التيار الذي ينتمي إليه بحسن نية جعلت منهم أداة بشرية تغلب العاطفة على العقل لدرجة أن بعض تلاميذهم كان يحارب تدريس اللغة الإنجليزية وجيز الغش في اختباراتها دون التفكير في أيهما أشد حرمة: الغش أم محاربة الإنجليزية؟!.
خلاصة القول: يجب إعادة النظر في المناهج الدراسية وفي منظومة التعليم بشكل عام وبالذات مدراء المدارس، مناهج ترفع الأداء الفكري للتلاميذ تلبي سوق العمل، وتقلل من نسبة البطالة والإرهاب!.