عبدالحفيظ الشمري
من المؤكد أننا ننتظر نقلة نوعية في عالم السلامة، وحقبة تطويرية ترتقي بهذا المشروع الإنساني والحيوي إلى مستويات جيدة؛ إذ تعد السلامة ركيزة مهمة من ركائز أمن الإنسان، وبقائه، وحفظ مكتسباته وممتلكاته.
وبما أن «السلامة» مشروع إنساني تكاملي، إلا أنه لا يزال عفوياً، ومليئاً بالاجتهادات، وينقصه الوعي، والشعور بالمسؤولية، فلا يمكن لنا غرسه، أو إنتاجه؛ إنما يمكن أن يتفاعل مع ما حوله من القيم الجمالية كمشروع إنساني مهم.
ولنا أن نتأمل الكثير من المشاريع الحضارية العملاقة التي تضع السلامة، وأمان العاملين، وجودة الأجهزة ضمن اشتراطاتها حتى باتت مضرب المثل في بناء الكثير من الإنجازات في حقول كثيرة، لنرى - وعلى سبيل المثال - في دول الاتحاد الأوربي التي قامت بتنفيذ الكثير من صروح الأمن والسلامة، فأصبح مقياساً حقيقياً لتطبيق معايير الجودة والنوعية في مثل هذه البرامج والأعمال على مستوى العالم.
كما أنّ مفاهيم السلامة تتطور كل يوم، ويزداد الإقبال عليها في مختلف الدول والمجتمعات، فباتت علامة مميزة للكثير من البلاد التي دأبت على اقتفاء ضرورات هذا المشروع ومكملاته، لتأخذ معايير السلامة والأمان والجودة حيزاً كبيراً في اهتماماتها ومعاملاتها.
ويتطلب قبل تطبيق معايير وأدوات السلامة والأمان قيام بنية تحتية متكاملة، فلا يمكن لمثل هذه المشاريع أن تنجز أهدافها ما لم تكن أساسيات العمل قائمة، والبيئة سليمة، والأيدي العاملة مدربة تدريباً جيداً، وأن تكون خطط الأمن والسلامة مظلة للجميع، يستفيد منها المواطن والمقيم، وتكون في الأساس ضمن المشاريع السيادية والحيوية لكي يكتمل نموها، وتصبح أداة فاعلة يستفيد منها الجميع.
فوسائل السلامة والأمان الآن تنفذ في المنشآت الجديدة لأنه بات مطلباً مهماً، إلاّ أنّ الأهم هو قيام مشروع متكامل لإعادة تأهيل المنشآت والمرافق القديمة التي تتطلب تكثيف برنامج تطبيق «اشتراطات السلامة»، لكي تكتمل في هذا السياق معاملة الجميع في هذا المشروع الحيوي، الذي يُعد علامة فارقة في تميُّز المدن وتطوير المناطق، بل هو دور محوري لخدمة الإنسان، وتجنيبه الكثير من الآثار السلبية في حال عدم تطبيق اشتراطات السلامة والأمان؛ لا سيما أن مفهوم السوق المفتوح يتداعى على مصراعيه لدخول الكثير من الأدوات والآلات والمحركات التي تحتاج إلى صيانة ونظام تشغيلي متكامل؛ يحقق الأمن والسلامة للجميع.