عمر إبراهيم الرشيد
لا يحفل مهرجان دولي باهتمام ومشاركة ومتابعة على مستوى العالم كما الأولمبياد، حتى كأس العالم لكرة القدم كون هذا للعبة واحدة فقط، وإن كانت اللعبة الشعبية الأولى. ذلك أنّ الأولمبياد سباق في معظم الألعاب المعروفة ويشترك فيه اللاعبون أفراداً ومنتخبات، وأروع ما فيه حين ترى دموع الفرح بالانتصار تنهمر من عيون لاعب أو لاعبة أحرزت لبلدها ميدالية، بينما يعزف نشيد بلدهم الوطني ويرفع علمه. كوسوفو الدولة الوليدة والصغيرة تشترك للمرة الأولى ومع ذلك أحرزت لاعبتها ميدالية، فرفعت راية بلدها وسط تصفيق الجمهور وهي تذرف دموع الفرح والفخر ، وإنجاز كهذا على فرادته، إلا أن أي دولة كبيرة أو صغيرة تسعى حثيثاً لإحراز لاعبيها ميداليات فوز حتى ترتفع رايتها، ويضاف ذلك إلى رصيدها وإنجازاتها الحضارية. مثل المملكة عدة لاعبين من الجنسين ولم يحرز منهم أحد أي ميدالية حتى كتابة هذه السطور، مع استبعاد العداء السعودي بعد تناوله المنشطات. وبدون شك يحسب للاعبين واللاعبات مشاركتهم والتوفيق بيد الله تعالى، إنما يظل الدرس الأول في الأولمبياد أن حسن الإعداد والتدريب والرعاية للمواهب، كفيل بعد الله، بإحراز الذهب ورفع راية المملكة عالياً، على أنّ تكاليف هذه البرامج أقل من تلك التي يتم صرفها على كرة القدم لدينا والتي مازالت تتراجع عاماً بعد آخر مبتعدة عن البطولات.
هذا الكرنفال العالمي يُعد فرصة يصعب تعويضها بل إنه يغني عن حملة علاقات عامة تكلف مادياً وبشرياً لتقديم صورة حضارية عن أي بلد يروم ذلك، دولة كبيرة كانت أو صغيرة، توفد مواطنيها كلاعبين منافسين لتمثيل وطنهم ورفع رايته، ومن هنا كانت شهرة وأهمية هذا الكرنفال الدولي، فما يتم فيه يتجاوز الرياضة إلى السياسة والثقافة والاجتماع والاقتصاد. فهلا أحسنت اللجنة الأولمبية لدينا التخطيط بعيد المدى والاهتمام ورعاية ألعاب القوى والرياضات الفردية بدءاً من المدرسة وبالتعاون مع وزارة التربية ، حتى يكون لدينا قوة ناعمة ورصيد حضاري نتشرف به.