في خطوة غير إيجابية وغير مسبوقة قامت أمانة عسير بتركيز جهودها لهذا الصيف على مدينة أبها, وتركت كافة المحافظات التابعة لها تغط في سبات من الإهمال المتواصل, حيث سحب رؤساء البلديات إلى مدينة أبها, للمشاركة في الفعاليات, والاحتفالات, وتركوا مهامهم في محافظاتهم التي يتكدس فيها الزوار مثل محافظة تنومة والنماص وغيرها, لأن هاتين المحافظتين يجوبها عدد كبير من الزوار والسواح, وأغلب الخدمات غير متوفرة, والمسئولين غير متواجدين في مكاتبهم أو على رأس العمل, رؤساء البلديات مشغولون بأبها مع أمينها, فأين الأمانة يا أمانة, ثم إن الملاحظ لهذا العام في فعاليات أبها أن الأمانة تقوم بمهمات الإمارة في كثير من الأمور التي كان يفترض أن تتولاها الإمارة كالمتبع سنويًا فهل تغيرت الأمور وأوكلت مهمات الإمارة لأمانة عسير؟ هذا سؤال بارز على ألسنة الجميع, ثم لماذا تستدعي الأمانة رؤساء البلديات يوميًا إلى أبها ولديهم مهمات مكدسة في محافظات المنطقة؟ أليس الأولى أن يتواجدوا في مكاتبهم ليحلوا قضايا محافظاتهم واستكمال الخدمات التي لا تسر ولا تشفع لهم بالتغيب, أو الابتعاد عن مهماتهم.. إن الخدمات البلدية في محافظتي النماص وتنومه بحاجة إلى إعادة النظر, فهي في تتراجع خطوات سريعة إلى الوراء, وخاصة هذا العام فهل نحن قادمون على مرحلة من الإهمال أكثر من المراحل التي مرت؟ وهل أمانة عسير ليس لديها غير أبها التي يجب الاهتمام بها؟ الموضوع برمته يحتاج إلى وقفة صادقة من أهالي المحافظتين والمطالبة بحقوق محافظاتهم ومحاسبة كل من تسبب في هذه النكسة, ومحاسبة أمانة عسير على تجاهلها لأمر المحافظات, وتركيزها فقط على مدينة أبها وهذا الأمر مسؤولية المشايخ والمجلس البلدي, والمجلس المحلي, وكل أبناء المناطق المهملة لأن الدولة لم تقصر في أي دعم لهذه المحافظات نحن نعلم ذلك جيدًا ونعيه, التقصير من المسئولين الذين لا ينظرون لما هو حاصل وواضح ومكشوف في هذه المحافظات, من إهمال وكأن الأمر لا يعنيهم.. فأين الأمانة وأين العدالة وأين الواقع والواقعية في التعامل مع المحافظات السياحية بما يجب أن تتعامل به لخدمة هذه المحافظات التي تستقبل آلاف الزوار سنويًا, وأين الرقيب وأين المحاسب وهل ستظل على هذه الحال وإلى متى؟!!