فهد بن جليد
ليست القيمة المادية (وحدها) ما يحمله الأمر الكريم من خادم الحرمين الشريفين (بصرف راتب شهر) للمشاركين الفعليين في الصفوف الأمامية لعمليتي (عاصفة الحزم، وإعادة الأمل) من منسوبي وزارات (الداخلية، والدفاع، والحرس الوطني)؟ بل إن القيمة المعنوية، والمعاني التقديرية، المُتمثلة باهتمام (القائد الأعلى) بجنوده، وشعوره بهم، وقدماه تطأ (تراب الوطن) عند عودته من الخارج، هي الأكثر تأثيراً في نفوس جنودنا البواسل على حدود الوطن، كيف لا؟ وهي تعكس مدى شعور القائد بجنده، وحرصه على تكريمهم وإكرامهم فيما يُشبه طبع (قبلة وطنية) على جباههم الطاهرة والندية، وهم يقفون صامدين لحفظ حدود الوطن!
تقدير التضحيات، والعمل الدؤوب الذي يقوم به الرجال المخلصون على الجبهة، من أجل حماية بلاد الحرمين الشريفين من المُعتدين، ومساندة الشرعية في اليمن الشقيق، أمر غير مُستغرب، وليست هذه هي المرة الأولى في ميدان التكريم والتقدير، فجنودنا يحظون باهتمام متواصل، ورعاية كريمة طوال الوقت من دولتنا أعزها الله، وهذا ما نشاهده عند التعامل مع المُصابين، وتقديرالشهداء وإكرام ذويهم والاهتمام بهم، إلا أن هذه (اللفتة الأبوية) من خادم الحرمين الشريفين لها وقع كبير في نفس ذلك (الجندي) الواقف على الجبهة، دفاعاً عن الحق، ونصرة للمظلوم!
السعوديون قابلوا هذا الأمر الكريم بترحاب كبير، بل إن وسائل التواصل الاجتماعي حملت عبارات التقدير والثناء على خادم الحرمين الشريفين، خصوصاً وأن الجميع ينتظر قيام رجال الأعمال والبنوك (بدور وطني) لتكريم جنود الوطن، والتعبير عن شكرهم، بما ينعكس على رفع معنوياتهم في الميدان، وشعورهم بتقدير الجميع لأدوارهم البطولية، بل إن سماحة مفتي عام المملكة قد حث على ذلك، وعده نوعاً من أنواع (الجهاد بالمال)!
فهل نتوقع من رجال الأعمال والبنوك، أن يُقابلوا هذا الأمر الكريم بتحرك وطني مُماثل؟ هذا ما نرجوه وننتظره، فجنودنا يستحقون كل تقدير..
وعلى دروب الخير نلتقي.