من يطالع ما صار يكتب عن الغناء والموسيقى هذه الأيام على وجه التحديد وحول مدى شرعيتها من عدمه يكاد أن يظن بأن هذا البلد من صخب الغناء والموسيقى مثلما في البعض من الدول الأخرى المولعة بهذا الشأن فيما هذه البلاد لا شأن لها به إلا في القليل الذي لا يكاد يلفت النظر والذي إن زاد في كمه ومدى افتنان البعض به فسيكون بسبب مثل هذا التناول المفرط فيه ولعلنا نقول لمن شغل أنفسهم بالغناء والموسيقى ما بين ملتمس إباحة الغناء وآخر مؤكد لمدى حرمتها تمهلوا ودعوا ذلك كله ولا تعطوه أكثر مما يستحق فالغناء والموسيقى ليس لهما أصل في هذه البلاد منذ الأزل على عكس الدول العربية الأخرى والمجاورة منها كدول الخليج على وجه الخصوص والتي كان ولا يزال لها في شأن الطرب ما لا أحد ينكره فليصر إلى غظ النظر عما قد يكون منه لقلته عملاً بفضيلة التغافل والمساهلة فذلك أدعى في الصد عنهم كفعل غير مستحسن لأن التمادي في مثل هذا التناول غير المطلوب في الغناء وشأنه مما يدفع بالبعض للمزيد من الغلو فيه أننا نعيش في مجتمع سمة أهله التقى والتمسك بقيم دينه وما كان من عاداته وتقاليده المتوارثة والتي كلها بمثابة الحواجز المانعة دون القبول بكل ما من شأنه المس بالثوابت نسأل الله الهداية والثبات على الحق أنه ولي ذلك والقادر عليه.