عواصم - موسكو - سعيد طانيوس - وكالات:
وسعت روسيا أمس الثلاثاء حملتها الجوية في سوريا(معمقة) بذلك دورها العسكري في الشرق الأوسط حيث استخدت أمس ولأول مرة منذ اندلاع الأزمة السورية في العام2011القواعد الإيرانية لضرب ما يسمى بـ(تنظيم) داعش وجبهة النصرة، الأمر الذي وصفته الولايات المتحدة بالمؤسف لكنها اعتبرته غير مفاجئ، وذلك تزامناً مع استمرار المعارك في على مدينة حلب.
فقد استهدفت قاذفات تابعة لسلاح الجو الروسي الثلاثاء أمس مواقع لمسلحي تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) في سوريا لأول مرة حسبما أكد بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية.
وأوضح البيان أن(طائرات قاذفة بعيدة المدى من طراز (تو-22 إم3) وقاذفات من طراز (سو - 34) أقلعت أمس الثلاثاء من مطار همدان الإيراني ووجهت ضربات مكثفة إلى مواقع تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) الإرهابيين في محافظات حلب ودير الزور وإدلب في سوريا).
وأكد البيان أن غارات الطائرات الروسية أسفرت عن تدمير5مستودعات للأسلحة والمتفجرات والمحروقات تابعة للإرهابيين في محيط مدن سراقب والباب وحلب ودير الزور إضافة إلى3مراكز للقيادة في محيط مدينتي الجفرة ودير الزور فضلا عن تصفية عدد كبير من المسلحين.
وحسب البيان فإن مقاتلات من طراز(سو-30)و(سو-35)انطلقت بدورها من قاعدة حميميم في سوريا وقامت بتأمين الحماية ومرافقة القاذفات الروسية أثناء أداء مهمتها ومن ثم عادت جميعها إلى قواعد مرابطتها بعد أن أدت المهمة الموكلة لها بنجاح.
بدوره أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل31مدنيا و12عنصراً من التنظيمات المستهدفة جراء قصف مقاتلات روسية حلب انطلاقا من إيران للمرة الأولى التي استهدفت بها مدن حلب وإدلب ودير الزور.
وفي حين وصفت الولايات المتحدة أمس استخدام روسيا لقواعد إيرانية لتنفيذ ضربات عسكرية في سوريا بالأمر المؤسف أكدت مسؤول عسكري أمريكي بدروه أن روسيا ابلغت واشنطن قبل ان توجه ضربات في سوريا انطلاقا من ايران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر إن استخدام روسيا لقاعدة جوية إيرانية لتنفيذ ضربات عسكرية في سوريا(مؤسف لكنه غير مفاجئ) مضيفا أن واشنطن لا تزال تقيم مدى التعاون الروسي الإيراني.
وقال تونر: إن استخدام روسيا لقواعد إيرانية لن يمنع الولايات المتحدة بالضرورة من التوصل إلى اتفاق مع موسكو للتعاون في القتال ضد ما يسمى بـ(تنظيم داعش) لكنه أضاف (أننا لم نصل بعد) إلى اتفاق بشأن التعاون مشيرا إلى أن موسكو تاصل ضرب فصائل المعارضة السورية المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة.
وأكد الكولونيل كريس غارفر المتحدث باسم التحالف في مؤتمر صحافي عبر الفيديو من بغداد إن (روسيا ابلغت التحالف). وأضاف(لقد ابلغونا انهم سيعبرون(منطقة يسيطر عليها التحالف) وسعينا الى التأكد من امن الطلعات حين عبرت قاذفاتهم المنطقة متجهة الى اهدافها وحين عادت..مؤكداً(هذا الامر لم يؤثر على العمليات التي يقوم بها التحالف في الوقت نفسه لا في العراق ولا في سوريا).
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد بحث مع نظيره الأمريكي جون كيري هاتفيا في وقت سابق من أمس كيفية تنفيذ اتفاق روسي أمريكي بشأن تنسيق العمل في سوريا والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن الاتصال الهاتفي جاء بمبادرة من واشنطن وركز على الوضع في حلب ومناقشة أفضل السبل لتنفيذ الاتفاق الذي قالت موسكو: إنه جرى التوصل إليه خلال زيارة كيري لموسكو في يوليو.
وفي إيران أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني أمس أن بلاده ستفتح منشآتها أمام روسيا لمحاربة الإرهاب في سوريا.
وأكد أن التعاون الروسي الإيراني في مجال مكافحة الإرهاب في سوريا خيار استراتيجي، مشيرا إلى تبادل التسهيلات بين البلدين في هذا المجال.
وكان مصدر عسكري دبلوماسي روسي قد أفاد في وقت سابق بأن روسيا طلبت من سلطات العراق وإيران السماح بتحليق صواريخ(كاليبر) المجنحة الروسية فوق أراضيهما.