عثمان أبوبكر مالي
كاد فريق الاتحاد لكرة القدم أن يذهب ضحية أول وأكبر مفاجآت الموسم الرياضي الجديد، وفي وقت مبكر جدا؛ عندما أوشك على التعثر في أولى مبارياته ضمن مسابقة كأس سمو ولي العهد، أمام أحد فرق الوسط في دوري الدرجة الأولى، وفي ثاني مبارياته الرسمية في الموسم مع إدارة فخامة الرئيس الذهبي أحمد عمر مسعود.
أمام الجيل (فريق الدرجة الأولى) جاء الفوز الإتحادي قبل نهاية المباراة بدقيقتين فقط، وبعد أن تأخر الفريق مرتين، ولم يكن فوزه مقنعاً لأحد من أنصاره، والأداء لم يكن مرضيا طوال المباراة، ولاعبوه بالمجمل كانوا في أدنى درجات العطاء والمستوى والروح والقتالية، مما جعل جماهيرهم تخرج من المباراة في حالة هستيريا من الغضب، تضرب كفا بكف وفريقها فائز!!
أصابع الاستهجان بعد المباراة، كانت غالبيتها تشير إلى العمل الفني للفريق، وتتحدث عن غياب الجماعية وسوء اختيار العناصر وضعف التوظيف من قبل المدرب الجديد (التشيلي) سييرا، وفلسفته في وضع اللاعبين في غير مراكزهم، وأصابع الاتهام توجهت أكثر إلى اللاعبين، لتدني مستوياتهم، والتراخي الواضح في الأداء، وانعدام الروح الاتحادية المعروفة واختفاء الجماعية، وعدم ظهور (ولا لاعب) بمستواه الحقيقي، أو حتى نصف مستواه..
ولاشك أن كل ذلك كان صحيحا وحقيقة ظاهرة، لايختلف لاعليها اتحاديان (عاقلان) لكنها ليست (كل القصة) ولا تقف عندها مسؤولية ما حدث للفريق.
ما حصل للفريق ليس مسؤولية (المدرب واللاعبين) فقط، فهناك طرف ثالث (متورط) فيما حدث وله دور كبير فيما قدمه اللاعبون؛ وهو الجهاز الإداري.
العمل الإداري في الفريق لا يمكن ولا يجب تجاهله وهو(الضلع الثالث) والمهم في تكامل منظومة عمله، والمؤثر في استقراره وأدائه وروح لاعبيه وقتاليتهم وحضور معنوياتهم المطلوبة، وغياب ذلك مؤثر ويعد بمثابة (خطأ) لا يجب استمراره.
إن الفريق الاتحادي في ظل مدربه (الجديد) الذي لم يتعرف بعد على كل لاعبيه، ولم يحفظ أسماء البعض منهم، والذي اضطر إلى أن يلعب كل مباراة (أربع مباريات) بتشكيلة مختلفة مع استمرار غياب بعض الأسماء رغما عنها مباراة بعد أخرى، (مثل الشهيل والعكياشي) وفي ظل نقص العمل الإداري (طبيعي) جدا أن يحصل ما تعرض له في مباراتيه الماضيتين، وأن يظهر بشكل مهزوز وأداء باهت، ومستوى متدنٍ، وانعدام الروح، والأكيد أنه محظوظ أن ذلك يحدث في أول المشوار (الرسمي) وأمام فريقين أقل منه مستوى، أما قمة الحظ فهو أن تأتيه فترة التوقف الأولى سريعا، بعد مباراة الجولة الثانية، وفيها وقت طويل لوقف السلبيات وعلاج الأخطاء وإعادة (صياغة الفريق) في الملعب، من جديد بشكل يليق به ويرضي جماهيره.
كلام مشفر
- ابتعاد المشرف العام عن الفريق الاتحادي المهندس حاتم باعشن له ولاشك الدور الأكبر في غياب أو نقص التهيئة النفسية وخلل العمل الإداري الخاص والواضح على لاعبيه.
- الانشغال الكبير لـ (فخامة الرئيس) بأمور الفريق الأخرى (المعقدة) وأمور النادي الهامة وعقباته (الكثيرة) مع النقص الواضح في أعضاء مجلس الإدارة، وانشغالهم بـ (حقائبهم) الموزعة، ساهم في الثغرات التي ظهرت على العمل الإداري للفريق الفترة الماضية.
- رغم أهمية عودة (ابو محمود) وسريعا إلى الفريق الا أن ذلك لايكفي، ولا يصح ان يستمر عدم وجود إداري في الفريق و(مدير) كرة (حقيقي) وكلها غيابات مؤثرة، لأن كل واحد منها له (وظيفة) وادوار الإخلال بها يؤثر خارج وداخل المستطيل الأخضر بشكل أو بآخر.
- مطلوب ألا ينجرف القرار الإداري مهما كان خلف بعض الأحكام (المستعجلة) والانطباعات (العاطفية) والطلبات (المغرضة) والفريق ليس بحاجة الى إقصاءات قد يكون فيها (ظلم) للاعب أو لآخر، ربما يدفع ثمنها باهظا
- انتقدت من قبل عملية التفريط التي حدثت في الفريق المواسم الماضية من جراء (تنسيق) بعض الأسماء والمواهب من اللاعبين، بعضها لم يكن لأسباب فنية، وليس من المقبول ان يتكرر ذلك، مرة أخرى،حتى وان كانت لدواعي تقليص القائمة.
- التقليص يمكن أن يتم بفتح باب الإعارة للاعبين غير المرغوب فيهم ومنحهم فرصة التجربة وصقل مواهبهم واكتساب الخبرة ثم تكون العودة متاحة مستقبلا لمن يقدم نفسه بالشكل المطلوب حتى لايندم الجمهور على بعض لاعبيه كما هو حاصل حاليا مع أكثر من اسم.
- وبالمثل فإن استقطاب اللاعبين من خارج النادي لا يقبل أن يكون بالاسلوب الذي حدث في المواسم الماضية، سواء باستقطاب المنسقين من أندية أخرى أو على طريقة (المتردية والنطيحة) فمواهب النادي الصاعدة موجودة و(جحا أولى بلحم ثوره).