حمد بن عبدالله القاضي
شقيقان شريكان بمؤسسة تجارية أرادا أن يستقلّ كل واحد بعمله فقال أحدهما: لنقسم كل ما في المؤسسة قسمين واختر أنت النصف الذي تريد، فقال شقيقه الشريك: بل أنت خذ ما تريد. وظلا يتجادلان كل وحد يصر أن يختار الآخر.
الله!
ما أبهاه من حديث فقد كان الجدل بينهما في الإيثار ولم يكن لجاجاً بالطمع والاستئثار!
لقد افترقا عملاً لكن زاد لقاؤهما قربى.. انتصرت رابطة الدم والقرابة على روابط الريال والدولار.
كان خيار الصلة والمحبة بينهما أهم وأغلى من خيار المادة والدنيا.
=2=
وصن ضحكة الأطفال
هذه القصيدة «وصُنْ ضِحكة الأطفال» للشاعر الكبير «بدوي الجبل» التي أهداها لأصغر أطفاله «محمد»، ولعلها من أصدق وأجمل قصائد الشعر العربي التي خاطبت براءة الطفولة بحسِّ الأب المشفِق.
حفظ الله ابتسامات الأطفال في هذا الزمن الصَّعب وفي هذا العالم الذي أصبح ينصب للأطفال البنادق بدلاً من أن يُقيم لهم الحدائق..!
وسيماً من الأطفال لولاه لم أخف
على القلب أن أنأى و أن أتغربا
تود النجوم الزهر لو أنها دمى
ليختار منها المترفات ويلعبا
وعندي كنوزٌ من حنان ورحمة
نعيمي أن يغرى بهنّ وينهبا
يجور وبعض الجور حلو محبب
ولم أرَ قبل الطفل ظلماً محببا
ويغضب أحياناً ويرضى وحسبنا
من الصفو أن يرضى علينا ويغضبا
وإن ناله سُقم تمنيت أنني
فداءً له كنت السقيم المعذبا
ويوجز فيما يشتهي وكأنه
بإيجازه دلاً أعاد وأسهبا
يزف لنا الأعياد عيداً إذا خطا
وعيداً إذا ناغى وعيداً إذا حبا
كزغب القطا لو أنه راح صادياً
سكبت له عيني وقلبي ليشربا
وألثم في داج من الخطب ثغره
فأقطف منه كوكباً ثم كوكباً
وأسدل أجفاني غطاء يُظله
وياليتها كانت أحنّ وأحدبا
وحملني أن أقبل الضيم صابراً
وأرغب تحناناً عليه وأرهبا
وتخفق في قلبي قلوب عديدة
لقد كان شِعبا واحداً فتشعبا
ويارب من أجل الطفولة وحدها
أفض بركات السلم شرقاً ومغربا
وصن ضحكة الأطفال يا رب إنها
إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
ويا رب حبب كل طفل فلا يرى
وإن لج في الإعنات وجهاً مقطبا
وهيئ له في كل قلب صبابةً
وفي كل لقيا مرحباً ثم مرحبا
=3=
الحلم البهيّ
يكابد الإنسان لتحقيق أمر ما أوحلم بهيّ وينسكب الفرح بأودية قلوبنا إذا تخلّق هذا الحلم أمام أحداقنا وبخاصة إذا كنا اجتهدنا وتعبنا لأجل الظفر به.
=4=
آخر الجداول
مقطع عذب للشاعرة د. فاطمة القرني
«آه يا وجد الجنوب
أنتَ من ذات الوطن
جنة الأحلام
والحسن الطروب
هاكَ كفي نكتب الآن
علي آخر دمعات الغروب!