«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
مخطئون الذين يتصورون أن الشجرة الخضراء الوارفة الظلال سوف تتأثر بما يرمى عليها من أحجار. أو حتى من يتطلع إليها بحقد وحسد كبيرين.. مخطئون الذين يتصورون أن هذه الشجرة الشامخة سوف تتأثر بريح كريهة الرائحة تنبعث من أفواه تعوّدت على الكلام لمن يطعمها ويسقيها. ومخطئون الذين يعتقدون أننا ومنذ لحظات تأسيس هذا الكيان الشامخ وغرس هذه الشجرة المباركة أننا نهدف إلى أطماع وتطلعات توسعية أو نرغب أن تمتد أغصانها للغير. صحيح أن جذورها ممتدة في هذه الأرض الطيبة ومنذ مئات السنين، لكنها شجرة لا تنسى مسئولياتها الوطنية والخليجية والعربية وحتى الإسلامية والعالمية والتزاماتها الإنسانية، هذه الالتزامات التي كانت وراء تأسيس الجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وغيرها من المنظمات والجمعيات الفرعية المختلفة والمنتشرة في عواصم العالم الرئيسة.. كل هذا وذاك يؤكد على إنسانية المملكة وسعيها الحثيث لنشر الإنسانية والسلام بين دول العالم وشعوبها، والذي يقرأ التاريخ جيداً وبعيون محايدة وصادقة يكتشف حقيقة هذا الوطن وشجرته التي امتد خيرها وعطاؤها الإنساني إلى مختلف بقاع الأرض. ولم تفرغ بين دين وآخر لقد ساعدت وساهمت في دعم فقراء العالم وضحايا الحروب، بل إنها ساهمت ومنذ اللحظات الأولى الدفاع عن فلسطين، وكم من شهيد من أبناء هذا الوطن سقط في تلك المعارك. وواهمون الذين يكتبون في الصحف الصفراء أو المواقع المعروفة توجهها. ومن يقف خلفها.؟! وحتى المنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان، كثيراً ما تغالط نفسها برصدها ومن خلال تقارير يعدّها أشخاص يحملون حقداً دفيناً في قلوبهم لهذه الشجرة المباركة، رغم أنهم يشاهدون عطاءاتها وأفعالها ونشاطاتها الإنسانية، وبالتالي لا يقولون الحقيقة الناصعة البياض، وإنما يذكرون أشياء لا تعكس نور بياض الحقيقة، فيحولونه إلى لون شفاف.. مائي لا لون له ولا طعم ولا رائحة.. اللهم رائحتهم النتنة الكريهة.. ومخطئون الذين يتصورون أن بلادنا ضعيفة وصمتنا ضعف. وترفع صحافتنا عن الخوض في الكتابة عن ما تقوم به المملكة ومن أعمال إنسانية دائمة، إنما هو نتيجة لرغبتها الصادقة في أنّ العالم يشاهد ما تفعله مباشرة بدون تزوير أو تدليس فكل شيء مصور وموثق.. وكل ما فعله الوطن كان هدفه إنسانياً لا إعلامياً. فسياسة المملكة أن تعطي ولا تأخذ ثمناً لهذا العطاء. ومخطئون الذي يعتقدون أن المملكة ضعيفة أو طيبجداً. لا تستطيع أن تواجه أو تقول. وان صبرها ضعف أو سلبية. لا وألف لا. المملكة قوية. عندها القدرة على المواجهة ووضع النقاط على الحروف. وكشف الحقائق وبالأرقام والإحصاءات الموثقة لمئات المليارات التي صرفتها هنا وهناك لدعم الأشقاء.. ولنصرة الفقراء والمحتاجين في مختلف دول العالم. وواهمون الذين يحاولون الصيد في الماء العكر. من خلال كتابة تقارير مزيفة تثير الفتنة وتضحك على السذج.؟! متصورين أنها سوف تغير الحقيقة وتؤثر في الرأي العام في الداخل والخارج.. مساكين الذين مازالوا يتصورون أن مواطنينا وحتى المواطنين في العالم العربي والإسلامي لا يعرفون ما قامت به بلادنا وتقوم به كل يوم من فعل من أجل الإنسان في كل مكان.. وخلال الشهور الماضية زارت العديد من الوفود العالمية مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن واليمن وشاهدت ما تقدمه المملكة فيها من خدمات طبية وعلاجية وغذائية. وأشادت بما شاهدته فيها وما يقدم لساكنيها من مساعدات إنسانية واجتماعية وتعليمية مختلفة.. أين منظمات العفو الدولية وحقوق الإنسان عن ذلك. أم أنها تتجاهل وبقصد ممجوج ما يقوم به وطن الخير للإنسانية والغير.؟! ولكن وكما يقول المثل العربي العريق: (الشمس لا تغطى بغربال) فشعاعها مهما حجبته سوف يصل إليك سواء أكان مباشرة أو من خلال حرارة الحقيقة والواقع.. وإذا كان العالم امتدح وقوف المملكة مع الكويت وساهم بفاعلية في ردع الغزو الصدامي في مثل هذه الأيام. فهو يرى ما تقوم به المملكة من تضحيات في سبيل عودة الشرعية المختطفة في اليمن إلى أصحابها.. وبالمناسبة تحية إلى الأبطال المرابطين في الحد الجنوبي. وتحية لوجدان الوطن. وطن السلام والإسلام والإنسانية. المتمثل في قيادته ومواطنيه. وحاملي راية التوحيد. وسيظل الحاقدون.. تأكلهم نفوسهم من الغيرة والحسد.. إلى الأبد..؟!