علي الصحن
لا جديد في ريو 2016 ولا شيء خلاف المتوقع لألعابنا ولاعبينا، ولا أحد يدري متى يكون لنا حضور مشرف، ومتى يرفرف علم بلادنا على منصة التتويج بدرجاتها الثلاث، نذهب إلى الأولمبياد ونعود بخفي حنين، ومع كل عودة يأتي وعد جديد: «بعد أربع سنوات سيكون لنا حضور مختلف».. وتمر السنوات ويأتي أولمبياد ثم آخر وهذا الحضور المختلف لم يأت بعد، وما يزال مجرد وعد لم يضع أثره بعد.
بعد كل إخفاق، يبدأ البحث عن مبررات، تمر السنون ونعجز عن اكتشاف الأسباب الحقيقية التي تجعلنا غائبين عن مشهد التتويج العالمي، ندور في نفس الحلقة، يتم الإعلان عن برامج جديدة أو تعيينات جديدة وعن آليات عمل وخطط جديدة، لكن أياً منها لم يحقق الأمل، ولم يرس بألعابنا على شاطئ النجاح المنتظر، السؤال هنا من المسئول عن هذا الوضع المخجل لألعابنا وحضورنا في الألعاب الأولمبية ؟ هل هي اللجنة الأولمبية ذاتها ؟ هل هي اتحادات الألعاب المختلفة ؟ هل هي الأندية التي يفترض أنها من يقدم اللاعبين في كل الألعاب، لكنها تركت ذلك وصبت كل اهتمامها بلعبة واحدة توجه لها نسبة تزيد عن الـ99.99 % من إيرادات النادي؟، هل هو سقف الطموح لدى الرياضيين من مسئولين ولاعبين؟، هل هو الشركات وبيوت المال التي يجب أن تستشعر دورها في الاستثمار في رياضة الوطن، والمساهمة على نحو ما في تحقيق طموحات محبيها؟.
هنا أعود لما كتبته في هذه الزاوية في مارس الماضي حول (ضرورة فتح المجال للشركات ورجال الأعمال في تأسيس أندية تجارية تُمنح حق المشاركة في بطولات الاتحادات المختلفة، وأزعم هنا أنها ستساهم في تطوير جميع الألعاب والدفع بها للأمام، لأنها تملك أمرين مهمين يحتاجهما أي مشروع.. المال والتخصص) فمثل هذه الحلول من شأنها أن تسهم في رفع مستوى الألعاب المختلفة، وتقديم لاعبين مميزين فيها، فالحقيقة أن الأندية الرياضية بوضعها واهتماماتها الحالية في حكم الميؤوس منها، ولا يمكن الرهان على قدرتها على المساهمة في تطوير الألعاب المختلفة، وتقديم لاعبين مميزين فيها.
تغيير الأسماء التي تتولى إدارة العمل والتخطيط للمشاركات المقبلة لن يجدي نفعاً، ولن يغير من الواقع الكثير، الأمر يحتاج لــ: (ضخ مالي واستثمارات تحقق ذلك - خطط قصيرة وطويلة المدى - كشافون مهرة عن اللاعبين القادرين على ترجمة الخطط - التركيز في البداية على ألعاب نملك القدرة الحقيقة على المنافسة على ميدالياتها - أن يتولى إدارة العمل خبراء مشهود لهم بالكفاءة في هذا المجال).
صرف الوعود، والقرارات السريعة، والتطمينات بمستقبل أفضل، لن يغير شيئاً من قناعات الشارع الرياضي، ولن يكون كافياً لوضع حد لتساؤلاته التي لا تنتهي وهو يرى رصيد بلاده بثلاثة أصفار في الأولمبياد... هو يريد ميداليات بألوانها الثلاثة، ولا يعنيه كيف يتحقق ذلك... فهل تحقق اللجنة الأولمبية ومن يقع تحت مظلتها حلمه الذي طال؟
برامج الفضاء.. لا جديد!!
وسط الحضور المخجل لألعابنا في الأولمبياد تواصل بعض البرامج الرياضية الفضائية تقديم بضاعتها الكاسدة، والبحث عن الإثارة الممجوجة، ومحاولة كسب أكبر عدد من المشاهدين ولو بتجاوز كل المعايير المهنية، واستضافة أسماء لا يمكن أن تقدم أي إضافة، بل هي تكشف عن ضحالة معلوماتها، وضعف ثقافتها، وعدم قدرتها على الحديث عن ما يفيد الشارع الرياضي والرياضة، وهو ما جعل معظم المشاهدين يتحدث عن هذه البرامج وضيوفها من باب التندر، وإطلاق النكت، وتبادل المقاطع التي تكشف أي حال مهترئة وصلت لها هذه البرامج.
هذه البرامج وضيوفها تدور في حلقة مفرغة، وتنتهي دائماً نهاية فارغة لا قيمة لها، وهي في الغالب لا تختلف عن جلسات بعض الشلل والاستراحات من حيث تكرار المواضيع والجلبة في النقاش، والإصرار على الرأي العقيم، وتسفيه الرأي الآخر، وتسطيح كل الأمور... بل ربما وصل الحال إلى محاولة الضيوف الاستخفاف و(الطقطقة) بأسلوب شوارعي ببعض، وتبادل عبارات مشينة وغير لائقة بينهم.
في مثل هذا الظرف -الأولمبياد- هل حاول أحد البرامج استضافة متخصصين يناقشون أسباب غيابنا عن المنافسة؟
هل دارت الكاميرا في اللجنة الأولمبية والاتحادات المختلفة وخرجت بتقارير عن كيفية إدارة ألعابنا... والسؤال: كم أنفقت؟ وكم حققت؟ الإجابة في الغالب: لا.
أقولها بصدق، هذه البرامج بحاجة إلى من يأخذ بيدها، ويعيد صياغتها من جديد، ويختار أناس مهنين مؤهلين للقيام بها، ووضع ضوابط واضحة لمن يظهرون فيها، فاستمرارها بهذا الشكل ليس في مصلحة أحد.
مراحل.. مراحل
- ننتظر أن تتحدث بعض البرامج عن مشاركتنا في ريو 2016، فيخرج أحدهم للإشادة بمنتخب اليد ومشاركته المميزة، رغم أن ما حققه المنتخب لا علاقة له بالأولمبياد بل بمناسبة أخرى مختلفة.
- بعض الإعلاميين لا يفرق بين الأولمبياد والمونديال!!.
- يختلفون بينهم، ويتعاضدون عندما تأتي سيرة الهلال!!.
- ثاروا من أجل تسلل... وناموا أمام ضربة جزاء لا علاقة لها بقانون كرة القدم!!.