خالد الربيعان
البرازيل تواجه أعنف أزمة اقتصادية في تاريخها منذ 1930 ! في يوم حفل افتتاح الأولمبياد رأينا لافتات يحملها متظاهرون تقول «لا رواتب ولا معاشات لا صحة لا أمن لا تعليم لا عدل «!
ورغم ذلك استضافت في 2013 كأس القارات ! وفي 2014 كأس العالم لكرة القدم ! وفي 2016 استضافت الأولمبياد ! 3 أحداث هي الأكبر بالعالم في آخر 4 سنوات ولا أحد يعلم كيف! ولا ما هو السر ! بشكل شخصي أعتقد أن السر في هذا هو محاولة الحكومة البرازيلية لإنعاش اقتصادها عن طريق هذه الفعاليات ! لا يوجد تبرير آخر ! وإلا كان هذا جنوناً !
فمن المؤكد أنّ عائدات هذه الأحداث ستعود بأضعاف ما صرف فيها !! وقّع المنظمون 700 عقد إعلاني مع ألف ومائتيْ منظمة وشركة وكيان اقتصادي ! هذا رقم فقط من عشرات الأرقام !
السؤال هنا ما هو حجم البنية التحتية الرهيبة لاستضافة كل هذا في فترة 4 سنوات فقط ومع كل هذه الأزمات؟! فرغم كل مساوئ أوليمبياد ريو هناك جانب مضيء يمكن أن نتعلم منه، وهو كيف نجعل البنية التحتية الرياضية من ملاعب ومرافق ومواصلات وخدمات، يمكن ان تستقبل أحداثاً ضخمة جداً مثل هذه ؟!
لأقرّب لك الأمور عزيزي القارئ، أقول لك إنها أول مرة يحدث أن يقام اولمبياد في أمريكا الجنوبية على الإطلاق ! وغامرت البرازيل رغم مشاكلها وقبلت التحدي !
10 آلاف و 500 رياضي من 206 دول استضافتهم البرازيل ! بجانب ملايين من السائحين والمشجعين ! رغم وجود مرض خطير يهدد هذه الملايين وهو فيروس زيكا الذي ينقله البعوض! في أول 3 شهور من 2016 سجلت مدينة ريو 26 ألف حالة إصابة من هذا البعوض ! ورغم كل ذلك القطاع الصحي هناك قبل التحدي بميزانية 5.7 ملايين دولار فقط ! وعمل دراسات واتخذ احتياطات وطمأن الجميع أنّ موسم هذا البعوض بالمدينة ليس في شهر أغسطس ! وحتى الآن لم تسجل أي إصابة خلال الأولمبياد !
البرازيل تمتلك 21 مدينة من أعلى 50 مدينة بها جرائم قتل في العالم !! التحدي الأمني أن لا تنفلت منك الأمور رغم هذا الرقم المخيف ! أن تكون على قدر الحدث ! حفل الافتتاح كان مبهراً بمعنى الكلمة ! وأن تؤمّن فيه 45 رئيس دولة ؟! بوفود الدول الأخرى (161 وفداً )! هذا إعجاز أمني برغم حوادث السرقة التي نقرأ عنها لبعض الرياضيين والمصورين هناك ! وهي أمور تحدث في كل بلد مستضيف لحدث رياضي والشغب في يورو فرنسا مازال قريباً !
حجم الإنفاق على الاستضافة قدِّر بـ11.5 مليار دولار ! منهم 7 مليارات على البنية التحتية ! 100% من هذه الأموال جاءت من القطاع الخاص والمستثمرين!
البرازيل كالعادة تجعل العالم يقف كالطفل منبهراً من فن برعت فيه على مدى 4 سنوات ! وهو فن : كيف تقاوم وأنت في حالة تشبه الاحتضار!
أرقام !
3.6 مليار إنسان يشاهدون الأولمبياد ، 7.5 ملايين تذكرة تم طرحها للبيع ، 90% من غرف كل فنادق ريو تم حجزها بالفعل خلال الأولمبياد ! ، 85 ألف رجل أمن ، 895 مليون دولار ميزانية الأمن !
1.2 مليار دولار أنفقتها شبكة NBC الأمريكية فقط لتفوز بحقوق النقل! تخيلوا مداخيل البرازيل من باقي شبكات العالم ! ، نفس الشبكة حققت بعدها مليار دولار في بداية الأولمبياد.. من مبيعات الإعلانات!