سام الغُباري
أعاني -كغيري- من الصحفيين المغردين لأهواء المزورين، يمتلكون رغبة جامحة في تحريف تغريداتنا، يأخذون شكل التغريدة ويكتبون النص الذي يريدون، ثم يذهبون بك إلى سلسلة نفي متصل، «لستُ أنا»!، وأحياناً يكتبون عنك شتائم قاذعة لم تقلها، ورغم ذلك تنتشر صور التغريدات المفبركة، ويلتقطها من في نفسه حاجة للشر ليشوه مقاصدك ويؤذي أصدقائك ويدفعك إلى معركة هامشية من النفي والإثبات.
- حدث معي ذلك غير مرة، كلما ظهرت في قناة، أو كتبت في صحيفة يتداعى الخبثاء لمزيد من التغريدات المفبركة باسمي للإساءة لدور التحالف العربي، أو القيادة الشرعية لليمن الحبيب، وتهوى كتائب الجيوش الإلكترونية التي تعارض توجهك للنيل منك بطرائق عديدة تدفعك للتساؤل عن كمية الأحقاد والضغائن التي يحملها الأشخاص المجهولون في قلوبهم على صحفي لا يستطيع فعل شيء سوى الكتابة.
- اكتشفت قبل أسابيع أن مسؤولاً يمنياً سابقاً له ارتباطات مريبة بالحراك الإيراني الانفصالي يملك مجموعة ضخمة من المغردين المجهولين، والحسابات المتعددة التي تفتح وسوماً فرعية في «تويتر» للإساءة إلى كل كاتب يعارض توجهات الحراك سيء الصيت، ويقوم بنفسه بإعادة تغريدات تلك الحسابات بصورة فجة، وكأنه يعطي إشارة البدء لحشوده بممارسة الوشاية الإلكترونية علناً.
- في عالم التواصل الاجتماعي تنتشر الشائعات على حدود الكوكب بأسرع من الضوء، قدرات المشغولين بحمل الحطب تثير دخاناً كثيفاً يخنق الحقيقة، ويُقدّم صورة شوهاء لشخص بريء دون محاكمة، وهناك من يكتب مقالاً وينسبه لشاعر أو كاتب معروف، ويدفعه إلى شبكات التواصل الاجتماعي ليحقق به غرضاً سيئاً لإشغال الرأي العام بقضية وهمية لا أساس لها.
- الاستخدام السيئ لهذه الوسائل المعلوماتية المذهلة في شبكة جمعت أوصال العالم، واخترقت الحدود والجغرافيا، وسافرت في الهواء الطلق لن تعود بالسوء إلا على أصحابها الذين يمارسون رذائل المعاملة من النميمة والوشاية والكذب والقذف، وهي تكشف ضمير الإنسان وتحاكم نواياه، وتساهم بإيجابية في تحصين الأبرياء من سهام السوء، وكأنها النار، إن لم تجد ما تأكله، أكلت نفسها.. وهذا ما يجعلني شخصياً أثق أن كل السهام الشريرة لن تصل إلى هدفها، وستسقط وتخيب، كما يخيب نافخو الكير، وسحرة الأفاعي!.
- لقد علمتنا شبكات التواصل الاجتماعي أن نكتب بحكمة أكبر من أعمارنا الفتية الجامحة، نتوخى الحذر خشية الإساءة لقضايا الأمة العربية ومعاركها التاريخية في التصدي لمحاولات الاستعمار الفارسي من الهيمنة على بلادنا الحبيبة وكل أرض العرب والخليج، كل ما نكتبه ونقوله ونصرح به منذ اليوم الأول لخروج «الحوثيين» من كهف البغي والتمرد موجود في صفحاتنا نصاً وروحاً، ومن أراد العودة إليه فهو متاح لكل من يرفع سيف ومقصلة التخوين والتزوير.
- ما يحز في النفس أن ظلم الحوثيين وأعداء السلام في اليمن سيظل ظلماً واضحاً وعداءً ناصباً نقارعه بكل ما وسعنا الله من تكليف وإرادة وصبر، ولا نخشاه، إلا أن ظلم الذين تحسبهم أصدقاء وحلفاء أشد فداحة بما يمثله من خذلان ونكران، ولما يحمله من لؤم غير مبرر وتعمد مقصود لإساءة لا داعي لها تأتيك من حيث لا تحتسب، وكما قال الشاعر البديع «طرفة بن العبد» (وظلم ذوي القربى أشدُّ مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند) .
- وإلى لقاء يتجدد