مهدي العبار العنزي
في عالمنا العربي فُقد الوفاء، وتجاوز كثير منهم كل الخطوط الحمراء. وأصبح العرب يمارسون ضد بعضهم الاعتداء، مما أفقد شعوب أمتنا الأمن والاستقرار والرخاء. وأصبحت الشاشات وفي نشرات الأخبار تنقل الخراب والدمار، بدل النهضة والإعمار. كل الصور القادمة من هنا وهناك تنم عن الفتنة والانتحار، يا له من العار. تقطعت الأوصال، وأصبح التسامح بعيد المنال. حملوا السلاح، وتجاهلوا الأصلاح، أصبحوا بين مطرقة الإرهاب، وسندان الخراب. أين القادة، وأين الإرادة. وهل لازلنا نبحث عن زيادة؟ ألا يكفي هذا التدمير، وهذا التهجير. وأين المطير؟ أسئلة كثيرة، لماذا تفرق العرب وكأنه لا يوجد بينهم أهل عقد وحل. لقد جرف التيار الكل، وأصبح الشر من كل موقع يطل. أين أهل الرأي والتدبير؟ ثم أين أهل الضمير؟ فهل يرضيكم هذا المصير! من ينقذ الأرامل والأيتام، ويرسخ مبدأ التآخي والوئام؟ يقول المثل: النية مطية: فهل فكر العرب بتصفية نياتهم نحو بعضهم البعض، وتجاوزوا بالعزيمة والإصرار كل الخلافات، ووحدوا الصفوف وقطعوا الطريق على الأعداء الذين استطاعوا جرهم إلى هذا التناحر والتشاجر والتخوين؟ أين المنقذ لأمة الضاد، بعد الشر الذي ساد، وأصبحنا العوبة بأيدي الأوغاد؟
حطبا صرنا وكنا قبل هذا
ذهب الدنيا وتاجا يتألق
نعم يا سادتي ودعونا نردد قول الشاعر في صرخته أمام أمة تمزقت وتشرذمت وأصبح الإرهاب يضرب في أعماقها محطماً آمال الشعوب وتطلعاتهم بالعيش الكريم يقول
أين أهل الحل من أقوامنا
أين أهل العقد والعقد الموثق
نعم أين هم؟ وهل يأتي من العرب من ينقذ العرب من أنفسهم؟