«الجزيرة» - أحمد السليس:
تبقى «طرابزون» واحدة من أهم الوجهات السياحية في الجمهورية التركية المعروفة بجاذبيتها السياحية على مستوى العالم. فهذه المدينة الواقعة على ساحل البحر الأسود في شمال شرق تركيا والتي تبعد عن اسطنبول الشهيرة سياحياً بـ (1069) كيلومتر تعتبر مزاراً مهماً للكثير من السياح العرب وتحديداً الخليج، حيث يتوافد السياح عليها بأعداد كبيرة في الصيف مع اشتداد الحرارة فمتوسط درجة الحرارة فيها من 10 إلى 20 درجة مئوية مزين بمناظر طبيعية وجبال وأنهار تأسر الناظرين إليها.
«طرابزون» ذات التاريخ العريق والتي ولد بها السلطان العثماني سليمان القانوني الشهير في منطقة الخليج بعد المسلسل التركي «حريم السلطان»، يبلغ عدد سكانها تقريباً أكثر من 300 ألف نسمة. وكان قد دخلها الروم قبل فتحها على يد الخليفة العثماني «محمد الفاتح» الذي ما أن فتحها حتى انتشر بها الإسلام بعد أن كانت مركزا من مراكز القوة المسيحية في الشرق، وقد ارتبط اسمها باسم سمك الأنشوفة حيث يشتهر أهلها بصيد سمك الأنشوفة.
أنهار وبحيرات
تحتوي المدينة على 12 نهرا, من أهم هذه الأنهار نهر القلعة ونهر السيرا ونهر فلودره ونهر يان بولو ونهر سورمينا. إلى جانب أربع بحيرات منها: بحيرة أوزنجول التي يعيش على أطرافها سمك السلون المرقط. وكذلك بحيرة سيرا وجاكير.
ومن المعالم السياحية في المدينة دير سوميلا والموجود في قرية ألتينديرا وهو دير يوناني أرثوذكسي قديم حيث كان في البداية عبارة عن كنيسة ثم تحولت إلى دير وتاريخه يمتد إلى أكثر من 1000 عام.
وكذلك متحف آيا صوفيا وهو يختلف عن متحف آيا صوفيا الموجود في اسطنبول، وأيضا العديد من الكنائس منها كنائس هاجائيوس الحجرية وكنيسة قنسطنطين وكنيسة سانتا ماريا. ويوجد أيضا العديد من المساجد مثل جامع الفاتح وجامع السمرجيلار وجامع اسكندر باشا. ويوجد بالمدينة العديد من المطاعم والمتاجر والفنادق نظرا للإقبال السياحي الضخم على المدينة.
تشتهر المدينة بالخبز المميز الكبير الحجم الكروي الشكل, وتتميز أيضا بمعجنات الجبنة.
استثمارات سعودية وخليجية
قال السيد يوجال يافوز، محافظ طرابزون رئيس مجلس إدارة وكالة تنمية شرق البحر الأسود «دوكا « في حديث لـ»الجزيرة» إن بلاده ترحب بالاستثمارات السياحية من دول مجلس التعاون الخليجي للاستفادة من المزايا الكبيرة التي تمنحها الحكومة التركية للأشقاء الخليجيين والعرب.
وأوضح أن السعودية تحتل المرتبة الأولى في الاستثمار العقاري والسياحي بحوالي خمسة مليارات دولار. داعياً السيّاح العرب إلى زيارة طرابزون، التي وصفها بأنها لؤلؤة البحر الأسود. وشدّد على أن قوانين تركيا تسمح للمستثمر العربي بالحصول على امتيازات كما المواطنين الأتراك، ولا يوجد أي عائق يحول دون نجاح الاستثمارات العربية، لافتاً أن القوانين تمنح المستثمرين الأجانب والعرب الأراضي اللازمة لمشاريعهم. وأضاف: «في العام الواحد يزور طرابزون، حوالي 500 ألف سائح خليجي، يصل معدل إنفاق كل سائح نحو ثلاثة آلاف دولار، وهذا ما يقوّي شركات السياحة والطيران والفنادق، خاصة وأن الشركات الخليجية لها وجود فاعل في هذه المنطقة».
وأشار إلى أن الحكومة التركية تبذلُ الكثير من الجهود لتطوير منطقة شرق البحر الأسود من أجل جذب السياح الأجانب والمحليين. وتعتبرُ منطقة شرق البحر الأسود من أغنى مناطق تركيا، ويرجع هذا إلى طبيعتها الخلابة وموقعها الذي يميّزها عن سائر المناطق التركية.
وذكر أن منطقة شرق البحر الأسود تعتبر مركزاً للسياحة التركية، إذ تجمع نحو 950 هضبة من بينها 70 هضبة مشهورة بالسياحة والفعاليات.
وأضاف: «نعمل على تطوير المنطقة لزيادة أعداد السيّاح الأجانب والمحليين وخاصة من المملكة العربية السعودية خلال المرحلة المقبلة لتصل إلى مليون سائح سنوياً بحلول العام 2020م».
وتوقع أن يزداد أعداد السياح العرب في منطقة شرق البحر الأسود خلال الثلاث سنوات القادمة إلى ضعفين، مما يتطلب زيادة أعداد الفنادق أربع وخمس نجوم التي يفضّلها السياح العرب، والعمل على زيادة أعداد أماكن الإقامة للمجموعات السياحية الأخرى، والتي تفضّل المكوث داخل البيوت المبنية على الجبال والهضاب.
وقال: إننا سعداء بتوسيع شبكات النقل الجويّ. حيث تم البدء في توفير خدمات خطوط الطيران الجوي الاقتصادي من السعودية والكويت والأردن ولبنان إلى مدينة «طرابزون» مباشرة بدون التوقف في مطار اتاتورك باسطنبول للعمل على زيادة تدفق السياح إلى شرق وشمال تركيا مباشرة وبأسعار أقل كلفة , ومن المقرر زيادة أعداد تلك الرحلات الاقتصادية إلى نحو 370 رحلة خلال عام 2016م.
وأكد أهمية السياحة الشتوية داخل المنطقة. والعمل على تطوير مراكز وزيادة أعداد مراكز التزلج بالمنطقة، إضافة إلى السياحة العلاجية التي تشهد إقبالاً كبيراً من مواطني دول الخليج.
من جهته أكد السيد جاتين أوكتاي, الأمين العام لوكالة تنمية شرق البحر الأسود أن شركة إعمار التابعة لحكومة دبي تقوم حالياً بإنشاء مشروع سياحي وتجاري ضخم في المدينة.
وذكر أن كلفة هذا المشروع تصل إلى مليار دولار, ويتضمن إنشاء فندق خمس نجوم ومركز تجاري وأبراجاً سكنية فاخرة وحدائق ترفيهية ومسابح وميدان لسباقات الخيول.
وأوضح أن هذا المشروع المقرر افتتاحه في غضون عامين سوف يستقطب عدداً كبيراً من السياح الأجانب والمحليين الذين يفضلون قضاء عطلاتهم في منطقة شرق البحر الأسود المعروفة.
وأشار إلى استثمارات قطرية وسعودية ضخمة في قطاعي العقار والسياحة في منطقة شرق البحر الأسود بتركيا التي وصفها بأنها واحدة من أهم المناطق السياحية التركية.
وأكد المسئول التركي أنه يجري حاليا رفع الطاقة الاستيعابية في طرابزون من 40 ألف سرير إلى 100 ألف سرير بحلول العام 2020 لمواجهة الزيادة الكبيرة في أعداد السياح كما يجري حاليا توسعة المطار لاستقبال 15 مليون مسافر سنوياً إلى جانب بناء مطار جديد وميناء جديد في المدينة.
وكشف النقاب عن قيام مجموعة ريكسوس الفندقية بشراء قطعة أرض في المدينة لإنشاء أضخم وأفخم منتجع سياحي. مشيراً إلى أنه تم الترخيص رسمياً للبدء في إنشاء هذا المشروع السياحي.
مبيناً أنه تم البدء في مشروع «الطريق الأخضر» من أجل تنشيط السياحة بشكل أكبر في تلك المنطقة الواقعة في أقصى شمال تركيا. وأشار إلى من ضمن الأماكن السياحية التي تجذب أنظار السياح العرب إلى منطقة شرق البحر الأسود: أوزون جول، وقارا جول، وبحيرة ليمنى، وبحيرة سيرا، ودير صوميلا، وشاكير جول، ومرتفعات شام باشي، ومغارات قافقاصا، وقاراجا.
وأضاف: «لقد ازداد اهتمام السياح العرب بمنطقة البحر الأسود وخاصة في السنتين الأخيرتين، حيث قام العرب القادمون من منطقة الخليج على وجه الخصوص بشراء الكثير من الشقق السكنية على البحر الأسود وبالأخص في طرابزون، ولذلك يجرى استخدام الكلمات العربية على اللوحات في الشوارع، فيما يتم تنظيم دورات لغة عربية للتجار في المدينة».
وذكر أن العديد من مواطني السعودية والإمارات ومصر وقطر والأردن اشتروا شققا وفيلات سكنية لهم.
وقامت رئاسة إدارة مشاريع شرق البحر الأسود “دوكاب” بإعداد خطة لزيادة أعداد السياح العرب وخاصة من السعودية والإمارات والكويت، لتصل إلى أعلى مستوياتها حتى عام 2018م. مؤكداً أن عدد السياح الخليجيين سوف يصل هذا العام إلى مليوني شخص.
وشدد على أن تسيير رحلات مباشرة من دبي والشارقة وقطر والبحرين والسعودية ولبنان والأردن أدى الى إرتفاع أعداد السياح الخليجيين والعرب هذا العام.