تُعرف العاصمة الهولندية أمستردام بوفرة الأشجار فيها، وبانتشار الدرجات الهوائية الملوّنة، وبالنزهات في الهواء الطلق.
لكن، لا يعرف كثيرون عن معاناة أمستردام مع تلوّث الهواء، الذي يعود إلى فشل السلطات في فرض منطقة قليلة الانبعاثات الكربونية في المدينة، مثلما فعلت باقي المدن الأوروبية.
وابتكر المصمم الهولندي جوريس لام طريقة لعلاج هذه المُعضلة البيئية، عن طريق ابتكار سلسلة من بيوت الطيور التي تُعلّق على الأشجار، التي ترسل إشارات إنترنت لاسلكية في الأيام التي تكون فيها مستويات التلوّث في الهواء منخفضة بشكل لا يؤذي الصحة.
ويهدف المشروع، الذي يحمل اسم «Tree Wi-Fi»، إلى دفع الناس إلى اتخاذ خيارات أكثر رفقاً بالبيئة. ويقول لام: «أردت القدوم بابتكار يقيس تلوّث الهواء المحلي ويجعله تحديّاً يمكن رؤيته وفهمه.»
مشكلة غير مرئية
وأظهرت دراسة حديثة لمنظمة «Milieudefensie»، وهي الذراع الهولندي لمؤسسة «أصدقاء الأرض»، أن نوعية الهواء في 11 منطقة مدنيّة في هولندا لا تقابل معايير الهواء الأوروبية.
وصُمم «Tree Wi-Fi» ليُعلّق على الأشجار، ويحتوي على حساسات تقيس مستويات التلوّث في الهواء الناتجة عن احتراق الوقود، التي تصدر من السيارات والشاحنات في محيط 100 متر. وفي كلّ يوم، يرسل بيت الطيور معلومات إلى خادم مركزي، تبيّن مستويات التلوّث الموجود في الهواء. ويحلل الخادم المعلومات ويعيد إرسال النتائج إلى منزل الطيور. وإن كانت نتيجة التلوّث في يوم معيّن أقل من نتيجة اليوم السابق، يُطلق المنزل الخشبي الصغير موجات الإنترنت اللاسيلكي «واي فاي». وفي المقابل، إن كانت نوعية الهواء سيئة، يصل الهواتف المتّصلة رسائل عن كيفية تقليل تلوّث الهواء.
ورغم أن التصميم لا يزال في طور النموذج الأول، إلا أن الفكرة جذبت كثيراً من الاهتمام من قبل المسؤولين الحكوميين في أمستردام.
وبعد حصول لام على التمويل، جمع فريقاً يتألف من سبع مهندسين وعلماء، لتطوير التكنولوجيا ونظام المكافآت بشكل أكبر.