في غرب ميدان الجردة بمدينة بريدة وبالقرب من الجامع الكبير فيها، يوجد سوق شعبي كبير يسمى (قبة رشيد) وكان - ولا زال- سوقاً شاملاً يشهد حركة بيع وشراء نشطة في الصباح وبعد صلاة العصر.
يتفرع من ذلك السوق سوق صغير يسمى سوق العَبَس (العَبَسُ: نوى التمر)، في أحد أركان ذلك السوق، كانت تجتمع نسوةٌ يبعن الدجاج الحيّ، وكنّ يحضرن الدجاج والديوك من بيوتهن في زنابيل مصنوعة من خوص النخيل.
أما طريقة عرضهن لبضاعتهن (طيورهن) فإنهن يربطن كل ديك وكل دجاجة على حدِه بحبل من القماش و تكون نهايته مربوطة بأحد أصابع أرجلهن (أرجل البائعات وهن جالسات) أي أن أصابع الرِجل الواحدة تربط بها خمسة طيور، والويل للطائر (ديكا ً كان أم دجاجةً) الذي يفلت من الأسر لأن الصبية المتواجدين في السوق سيركضون خلفه حتى يدركوه ليعيدوه لصاحبته، كي يحصلوا على (نصف ريال) نظير إعادته.
أما بيض الدجاج فإنه يعرض للبيع في علب الحليب الناشف الفارغة (عشر بيضات بريال واحد)، ودائماً ما تتصارع ديكة البائعات في السوق مع بعضها، فيثور الغبار الذي يستنشقه المارة (رغم أنوفهم) وإذا مررت بذلك السوق فسيشنّف سمعك أذان الديكة المعروضة للبيع.
من المناظر المألوفة في سوق العبس، أن ترى رجلاً أو امرأة يقود سخلة أو خروفاً للبيع، أو أن تسمع رجلا ً(يدللّ) على بيت للبيع وآخر يسأل عن (ذاهبة) وهي الشي المفقود من المتاع.
وقبيل أذان الظهر ينفضّ السوق، وتتوقف حركة البيع والشراء فيه، لتعود بعد صلاة العصر، لكنها بشكل أخف من الفترة الصباحية.
أما قبة رشيد الآن وسوق العبس، فقد طالتهما يد الإصلاح والتطوير فأصبحا سوقين كبيرين مرصوفين مظللين مضاءين بالكهرباء، يباع فيهما الذهب والمجوهرات والملابس والعباءات والإكسسوارات، وهو جهد كبير يذكر فيشكر لأمانة منطقة القصيم والعاملين فيها.
- بريدة