مع عشقي التام لتلك الأعمال التراثية التي بدأت في الانتشار بين النَّاس في منازلهم وفي مراكزهم وفي محافظاتهم وفي مزارعهم ومتاجرهم ومنتدياتهم.
يطيب لي بين الفينة تلو الفينة أن أتصفح عدداً من المواقع التراثية وخاصَّة موقع مهندس الأعمال التراثية الأستاذ/ فهد بن حسن الجبهان - بعنوان ((عشق النخيل)) الذي يعتبر نموذجاً من أصحاب الأعمال التراثية الذين أسهموا في وقت قصير في الإبداع والتطوير والتصميم وفق أسس فنية مدهشة ولمسات راقية - وصور وأعمال لها مذاق تاريخي أنيق ولا شك أن السّاحة التّراثية تملك عدداً لا بأس به من أصحاب المواهب والقدرات التّراثية العالية على المستوى المحلي وخصوصاً في السنوات الأخيرة مع ما يمكن توقعه في زيادة هذه الأعداد في الفترات القادمة نتيجة إقبال النّاس على تلك الأعمال التّراثية والاهتمام بها على المستوى الرسمي والشعبي ونظراً إلى كثافة الأعمال التراثية في شتَّى أنحاء بلادنا المترامية الأطراف إلا أن الأمر يحتاج إلى إعادة هؤلاء البارعين في هذا المجال وذلك بجمع النخب من هذه الأعداد على شكل مهرجان أو ملتقى سنوي يتم فيه تنفيذ برنامج متكامل في فترة لا بأس به حتى يتمكن المشاركون من الاستفادة مما يتضمنه من محاضرات وندوات وورش عمل وإقامة معارض واستضافة أصحاب الخبرات العالمية في أساليبهم وتجاربهم وقدراتهم الفائقة مع ما يمكن أن يعد جدول عمل يفتح المجال لأكبر قدر أكبر من المشتركين ومنح أصحاب المواهب العالية وأصحاب الأساليب الفنية فرصة لتقديم خلاصة تجاربهم في تلك المعارض حافزاً بمثابة المتنفس لبعض تلك المواهب الفنية للخروج والاطلاع وكانت هذه المواقع فرصة سانحة لعرض أعمالهم خارج البلاد والتعريف بهم عبر صور وملصقات خصوصاً لأولئك الذين لم يأخذوا فرصاً سابقة في عرض أعمالهم التراثية - حيث إن المشاركات الفردية والجهود خاصة محدودية الطابع الفردي الذي لا ينعكس على الساحة التراثية بالشكل المطلوب ومن خلال تلك الأمور سابقة الذكر عن تلك الأعمال فكل إنسان منَّا يعي دور هذه الأعمال التراثية العريقة في بناء حضارة المجتمع ويعتبر رافداً ثقافياً هاماً موثقا لواقع المجتمع وتطوره - وهذه الأعمال تعتمد بعد الله على دعم المجتمع ودعم القطاع الخاص لهؤلاء المحترفين لهذه المهن التراثية وهذه الأمور تتوقف على ثقافة المجتمع واهتمامه بهذه الأعمال التراثية كمصدر استثمار.
فالأمر قد يتعرض لرسم بياني بين الصعود والهبوط في تلك التجارب التي لا يزال عمرها لا يتعدى سنوات قصيرة - أما الجانب الآخر فهو القدرة على التواصل مع الآخرين عبر مواقعهم التراثية وما تحمله من أعمال تراثية متمثلة في تقريب وجهات النظر بين أصحاب الأعمال التراثية لتقويم الساحة التراثية عبر ما يطرح من محاور تختص بتلك الأعمال - وأصبحت تلك اللقاءات بين هؤلاء المبدعين مصدر اكتشاف لمواهب وقدرات فنِّية في هذا المجال ومن هنا لا بد من تفعيل الماضي من أجل المستقبل لأن للماضي والحاضر معطيات لا ينبغي أن تأتي واحدة منها على حساب الأخرى وذلك من أجل توطين أوجه الحضارة في التفاصيل لكن الجهود تحكي دائماً في توثيق تلك الأعمال التراثية بكامل فصولها لعل وعسى أن تتحرك الجهود نحو ذلك الطريق فالمرء مهما تشدق بمقولات أو صور أو ملصقات أو مشاهد ستظل المنجزات على الأرض المقياس الحقيقي لتلك النجاحات وسينسى التاريخ كل الألسنة التي حاولت تزييف الحقيقة من أجل حفنة من المال.