إبراهيم الدهيش
حتى وإن كان الغرب ليس قدوة في كثير من ممارساته إلا أن مبادرات كثيرة من نجوم رياضته لا بد أن تؤخذ في الاعتبار بغض النظر عن مصدرها، فعندما نستعرض أعمال البر هناك نجد أن هناك نجماً كروياً تبرع بحصته في المباراة لشراء حليب لأطفال المدينة من المحتاجين، وآخر تنازل عن مكافأته لتوفير عربات لذوي الاحتياجات الخاصة، وثالث تكفّل ببناء مدرسة للأيتام، ورابع تبرع بمناسبة توقيعه لعقده لملجأ للعجزة.. وقرأنا أن سعود أوزيل النجم الألماني من أصول تركية تبرع ببناء مسجد ضخم في ألمانيا، وطرح النجم الأرجنتيني ميسي حذاءه في مزاد للتبرع بثمنه للفقراء والمحتاجين وتطول القائمة!!
- فهل خبرتم أحبتي بمثل هذه المبادرات لمحترفينا السعوديين مما أفاء الله عليهم؟!
- شخصياً لم أقرأ ولم أسمع ولا أعرف عن مبادرات خيرية تبرعية مثل تلك لأحد من محترفينا وهم الذين يتأبطون عقوداً يسيل لها اللعاب (اللهم لا حسد) ويتقاضون مقابل ركلهم لهذا الجلد المنفوخ (الشيء الفلاني)!!
- جميل أن نرى مثل تلك المبادرات الهادفة لخدمة المجتمع وإسعاد الإنسان بعيداً عن لغة الاقتصاد ولوغاريثم الربح والخسارة من محترفينا من أبناء هذه البلاد التي عرفت بوقفاتها الخيرية والإنسانية والاجتماعية بطول وعرض الخارطة!
- ولا أستبعد أن هناك من محترفينا من عمل ويعمل - حتى لا نعمم المسألة- لإسعاد غيره من المحتاجين لكن يظل الأجمل حين نعرف ويعرف الآخرون ليس من باب المباهاة أو «الهياط» ولكن من أجل تشجيع الآخر للاقتداء بهذا العمل النبيل خاصة وهم نجوم كرة يعتبرون قدوة لشباب المجتمع الرياضي ناهيك عمّا سترسمه تلك المبادرات من صورة ناصعة البياض للرياضي السعودي الشاب كونه جزءاً من هذا المجتمع المتماسك الباحث عن رفاهية وطنه وإسعاد مواطنيه، وبالتالي رجاء ثواب رب العباد.
- وبالمناسبة لا يفوتني أن أشير إلى المجاهدين والمرابطين على حدنا الجنوبي الذين يلتحفون السماء ويفترشون الأرض ويعيشون متغيِّرات ميدانية وتقلبات جوية صباح مساء من أجل أن نأمن ويأمن الوطن ونسعد بين أبنائنا وأسرنا فهم بحاجة لمثل هذه المبادرات الإنسانية ومعهم أبناء الشهداء منهم «رحمهم الله».
- واللافت في الأمر هو قصور غالبية أنديتنا الرياضية في القيام بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه هؤلاء وغياب اتحادنا الرياضي الموقر عن مثل هذه المبادرات مما يجعلنا نتساءل: لماذا لا تنظّم المباريات الخيرية؟ وهل بالإمكان تخصيص دخول بعض المباريات وبخاصة الجماهيرية منها للمرابطين ولأبناء الشهداء منهم؟! أما اختزال تلك في لافتة أو «تيفو» أو حضور مباراة وإن كانت لفتات إيجابية إلا أنها في رأيي لا تكفي!!
- وفي النهاية علينا أن نعي «كلنا» أن الوطن مسؤولية الجميع أفراداً وجماعات شركات ومؤسسات. حفظ الله بلادنا ورد كيد من يحاول المساس بأمننا واستقرارنا ونسيج وحدتنا. وسلامتكم.
- مرات