تشهد عدد من المحافظات والمدن في منطقة الرياض مشاريع لتأهيل وتطوير أواسطها ضمن مشروع « تأهيل وتطوير أواسط المدن بالمملكة « الذي تقوم عليه وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة بالأمانات والبلديات بالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
ضمن مشاريع تأهيل وتطوير أواسط المدن التاريخية في مدن المملكة والتي تشمل حتى الآن أكثر من (30) مشروعاً، منها ما تم الانتهاء من مراحل تأهيله وتطويره، وما يجري تنفيذه حالياً، وآخر تم طرحه للترسية تمهيداً لاستكمال مراحله التأهيلية.
وتعد مشاريع تأهيل وتطوير أواسط المدن أهم عناصر برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الهادفة إلى تطوير مراكز هذه المدن بما يواكب الحداثة ويحافظ على أصالة هذه المواقع كونها معالم حضارية تعكس تاريخ مناطق المملكة وتشكل هويتها
ففي منطقة الرياض تشهد عدد من المدن والمحافظات مشاريع لتأهيل وتطوير أواسطها ضمن مشروع « تأهيل وتطوير أواسط المدن بالمملكة» الذي تقوم عليه وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة بالأمانات والبلديات بالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني منها ما يلي:
تطوير وسط تمير
مشروع وسط تمير من المشاريع التي تم إنجاز مراحل متقدمة منها حيث أنجز منه المرحلة الأولى وهي «المرحلة العاجلة» والتي تشمل ترميم الواجهات والممرات وإعادة رصف الموقع مع تجديد الأبواب التراثية والشبابيك، وتوزيع خدمات الإنارة على كافة الموقع، وهو العمل الذي يمثل ما نسبته 40-60 % من مراحل التطوير.
ويهدف المشروع إلى إعداد مخطط شامل لتطوير وسط تمير التاريخي بما يحافظ على التراث ويحقق الجذب السياحي، كما يهدف إلى توفير الحد الأعلى من الخدمات الضرورية اللازمة للزوار ضمن المسافات المناسبة للمشاة، لتقليل استخدام السيارات للمحافظة على البيئة، إضافة إلى الحفاظ على الهوية التراثية للمنطقة، وتوفير الخدمات المناسبة لاستيعاب أعداد وكثافة الزائرين المتوقعة.
وقد تم البدء في الإعداد للمشروع من قبل هيئة السياحة بالتنسيق مع بلدية تمير من خلال إعداد تقرير عن وسط تمير، وإعداد أسس مرجعية ومواصفات لعمل رفع مساحي وتطوير الممرات وواجهات المباني القائمة كمرحلة أولى، وتم العمل وفق مبدأ الشراكة بين الهيئة وبلدية التمير في إعداد الأسس المرجعية والمواصفات، وقامت البلدية بطرح المرحلة الأولى من المشروع (المرحلة الإنقاذية) وجلب العروض، وتم تسليم الموقع للمقاول وتم الانتهاء من معظم أعمال هذه المرحلة.
وقد أكد رئيس بلدية تمير الاستاذ محمد بن سعود السلطان على أهمية هذا المشروع ودوره في حفظ تراث المنطقة، مثمنا دعم واهتمام الهيئة.
وقال: من المفرح رؤية هذه الأعمال المشتركة بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشئون البلدية بالعمل مع البلديات الفرعية والهادف لتطوير أواسط المدن ويعتبر من ضمن الأمور الإيجابية المطلوب توفرها لخدمة ورقي هذه الوطن، وحرصاً من البلدية على تفعيل وتنشيط التراث العمراني ودعماً للسياحة في المنطقة قامت بتنفيذ المرحلة الاولى منه بترميم منطقة البيوت القديمة بجوار مسجد الديرة وتم تنفيذ 75 % من الأعمال وتخللها بنود متعددة ومنها ترميم الجدران الخارجية تلبيس طيني وتلبيس حجري وبناء طيني وتركيب أبواب وشبابيك تراثية وإنارة ديكوريه تراثيه على كامل الممرات والبلاط الحجري وأرضيات داخل المنازل وبناء جدران وأسقف الحجرية، ويتكون المشروع من جهتين شمالية وجنوبية, الشمالية بعدد: 25 منزل وطول الأسوار: 550 متر طولي ومساحة الممرات: 700 متر مربع، والجنوبية بعدد:80 منزلا وطول الأسوار: 1600 متر طولي ومساحة الممرات: 5000 متر مربع.
مشروع تطوير وسط مدينة شقراء
ومن مشاريع أواسط المدن التاريخية بمنطقة الرياض مشروع تطوير وسط مدينة شقراء حيث شهدت مدينة شقراء بمنطقة الرياض اهتماماً كبيراً من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الفترة الماضية، تمثل في إعداد مخطط لتطوير المركز التاريخي الذي يقع شمال المدينة، بالإضافة إلى ترميم عدد من المباني التراثية المهمة.
ويهدف مشروع تطوير وسط مدينة شقراء إلى إعداد مخطط شامل لتطوير وسط شقراء التاريخي، والحفاظ على هويتها التراثية، وربطها بالمنطقة المحيطة.
وقد عملت الهيئة على إعداد مخطط عام للبلدة يشمل جميع الأهداف والأنشطة والمواصفات الخاصة بوسط شقراء التاريخي، وتم تسليم مخرجاته للمجتمع المحلي والشركاء بالمحافظة، حيث تم العمل على مشروع من قبل بلدية شقراء بتكلفة 3 ملايين ريال، شمل إنارة مداخل البلدة التاريخية بفوانيس تراثية، بناء دكات وجلسات على جانبي مدخل البلدة، رصف الأرضيات بالحجر في المدخل وفي الممرات المؤدية إلى المنازل والبيوت التراثية، ترميم سوق حليوة التاريخي بالكامل والذي يتكون من 75 محلاً تجارياً مع المنطقة المحيطة به.
فيما يجري حالياً تفعيل دور مشاركة الأهالي ورجال الأعمال في تطوير وسط شقراء بالتبرعات ودعم الجمعيات، حيث تم جمع ما يزيد على 8 ملايين ريال كدعم للمشروع من قبل الأهالي، بالإضافة إلى أنه يتم العمل من خلال فرع الهيئة والبلدية على مبادرة الأهالي بترميم منازلهم.
وتحدث المهندس محمد بن محمد الزيد رئيس بلدية شقراء سابقاً ورئيس بلدية محافظة القويعية حالياً عن الموقع وقصة تطويره قائلاً: «باشرت عملي في بلدية محافطة شقراء عام 1428هـ، وأول ما لفت انتباهي المنطقة التاريخية وأحتواءها على معالم وقصور على وشك الانهيار الكامل فسألت عن سبب عدم المحافظة عليها وترميمها، وتفاجأت لما علمت أن الأهالي لديهم الحماس لترميمها وفي مقدمتهم كبار رجال الأعمال في المحافظة غير أن هناك من يرى أن إهدار المال في المنطقة التاريخية غير مجد ويدخل في باب التبذير ومن لأفضل الاستفادة من الموقع كاستثمار يعود بالنفع للصالح العام، وبين شد وجذب ومن سيعلق الجرس وكيف يتم البدء ومن المسؤول، بدأت بتعميد واحد لجزء من السور والبوابة, وساحة واحدة بالإضافة الى جزء من الممرات بجهود البلدية الذاتية، وبعد شهر واحد فقط بدأت نتائج العمل تظهر وتوجه لها الزوار من أهالي المحافظة وزوارها، وانطلق بعض الأهالي وبدأ في ترميم منزله وسارع بعض رجال الأعمال في ترميم اجزاء من المنطقة التاريخية، وتم طلب مشاريع التطوير وسط المدينة والمنطقة التاريخية وذلك بالتنسيق الكامل مع هيئة السياحة والتراث الوطني ودعمها الفني المستمر وكذلك قيامها ببعض المشاريع وخاصة قصر السبيعي والمتحف، ومن ثم أصبحت تقام فيها المهرجانات والمعارض وتوافد الزوار والوفود الرسمية الأجنبية للاطلاع على تاريخ شقراء وأصبحت المنطقة التاريخية معلم من معالم بلادي الجميلة.
مشروع تطوير وسط الغاط
ومن المشاريع القائمة حاليا مشروع تطوير وسط مدينة الغاط، حيث يعتبر المشروع من أوائل مشاريع تطوير التراث العمراني التي عملت عليه الهيئة بمنطقة الرياض، إذ قامت الهيئة بإعداد المخطط العام للبلدة التراثية والذي يشمل كافة العناصر المستهدفة للتطوير، وكذلك وبالتنسيق مع بلدية المحافظة ومحافظة الغاط قامت بترميم عدد من المحلات التراثية «الدكاكين» والتي تستخدم كمحلات لدعم الحرفيين وعرض منتجاتهم، كما قامت الهيئة بتنفيذ متحف الغاط والذي يعد من أكثر المتاحف ثراء بالمعلومات والقطع التراثية والتاريخية، كما تم التنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لترميم مسجد العوشزة التراثي.
ويجري العمل حالياً وبإشراف الهيئة على تنفيذ مشروع النزل التراثية من خلال جمعية الغاط التعاونية، والذي سيعد من أوائل مشاريع النزل التراثية على مستوى المنطقة.
وحول المشروع أكد المهندس عبدالله اليحيى رئيس بلدية الغاط اهتمام البلدية بتنفيذ المشروع بالشراكة مع الهيئة.
وقال: « من مبداً التعاون بين الأجهزة الحكومية والشراكة في تطوير المحافظات فقد قامت بلدية محافظة الغاط بالتنسيق مع هيئة السياحة والتراث الوطني من خلال مشروع تطوير أواسط المدن بتطوير المنطقة التراثية وإنجاز العديد من المشاريع منها:
تنظيم ساحة الاحتفالات بالقرية التراثية، القيام بأعمال رصف الممرات بالأحجار الطبيعية والتراثية، القيام بأعمال الإنارة الديكورية التراثية لكل شوارع القرية عمل بوابات الدخول والخروج بالقرية التراثية وذلك مع الالتزام بالشكل التراثي.
مشروع تطوير وسط الدرعية
ومن المشاريع القائمة حاليا مشروع تطوير وسط الدرعية، وحول المشروع تحدث الاستاذ عادل السالم رئيس بلدية الدرعية قائلاً « الدرعية التاريخية تعد أكبر أرث تاريخي يحكي تاريخ أمة أضاءت دروب الخير للعالم وساهمت ولا زالت تساهم في إسعاد البشرية، وحي الطريف الذي فاز بتسجيله في قائمة التراث العالمي يمثل المقر التاريخي لأسرة آل سعود التي حكمت هذه المنطقة وأسهمت في تحولات كبيرة في تاريخ شبه الجزيرة العربية, ويتمتع حي الطريف بخصوصية معمارية فريده قادته أن يمثل المملكة في محفل التراث العالمي حيث تفردت عمارته بنمط مميز من الفنون المعمارية بإستخدام الحجر والطين المعروفين في نجد بقوتهما وصمودهما مدة طويلة في وجه التغيرات المناخية القاسية التي تسود في منطقة نجد.
واضاف السالم « تعمل بلدية محافظة الدرعية كباقي البلديات بتوافق وتكامل مع أجهزة الدولة المختلفة لرسم الخطط وتنفيذها على أرض الواقع, و يعتبر تطوير الدرعية ومناطقها التاريخية وتراثها العمراني هدف رئيس للحفاظ على تاريخ هذه الدولة، فهي بالإضافة إلى الأعمال التنفيذية هناك الدراسات التطويرية الموجهة لمسارات العمل كدراسة تطوير المناطق التاريخية التي تعاونت فيها البلدية مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، حيث اشتركت البلدية بمناقشة المشروع في مراحلة المختلفة بحكم إطلاعها على وضع المدنية المباشر، بالإضافة إلى مشاركتها في عملية الإشراف على التنفيذ.
كما تسلمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في وقت سابق موقع حي سمحان التاريخي بالدرعية لتحويله إلى فندق تراثي يخدم زوار المنطقة ويحافظ على الموروث الثقافي والتاريخي للدرعية، وقد قامت الهيئة بإعداد الدراسات والتوثيق التاريخي والعمراني للموقع وتم تسليمه لشركة الضيافة التراثية «نزل» لإقامة المشروع.
مشروع تطوير وسط الخرج
يجري العمل على تطوير وسط مدينة الخرج بمنطقة الرياض بالتعاون بين هيئة السياحة وأمانة منطقة الرياض وبلدية الخرج.
ويهدف المشروع إلى إعداد مخطط شامل لتطوير المنطقة للحفاظ على هويتها التراثية، وربطها بمحيطها، وتطوير وتحسين بيئتها وخدماتها ومرافقها.
وفيما يخص سير العمل بالمشروع، فقد تم الاتفاق مع بلدية الخرج خلال عام 1435هـ أن تشارك الهيئة في مشروع المخطط التطويري لوسط محافظة الخرج، وأن تُحدد الهيئة أحد الشوارع الرئيسة ليتم تطويره كجادة سياحية وفقاً لرؤيتها، على أن تقوم البلدية بتزويد الهيئة بمخططات السوق المُزمع تنفيذه وسط الخرج بنمط تراثي لتتم دراسته وإبداء الملاحظات عليه.
وجاري حالياً استمرار العمل مع البلدية في تطوير الجادة السياحية والعمل مع استشاري البلدية لما يخص وسط المدينة.
فيما وافق المقام السامي الكريم على ما رأته وزارة المالية بأن يتم نزع ملكية الأراضي المجاورة لقصر الملك عبد العزيز بالخرج بدائرة قطرها 70 متراً من الجهات الشمالية والشرقية والغربية.
مشروع تطوير وسط المجمعة
يقع مركز المجمعة التاريخي إلى الجنوب الغربي من المدينة الحديثة، ويضم عدداً من المباني التراثية والأثرية، ومنها: مرقب جبل منيخ الأثري، وقصر الربيعة، ومدرسة أحمد الصانع التاريخية، وقصر العسكر وملحقاته (قصر الإمارة)، وجامع الملك عبد العزيز، ووقف الملك عبد العزيز وملحقاته.
ويهدف المشروع الذي تتعاون فيه بلدية المجمعة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (ممثلة بفرعها في منطقة الرياض) إلى إعداد مخطط شامل لتطوير وسط المجمعة التاريخي إلى الحفاظ على الهوية التراثية للمنطقة، والربط الفراغي والحركي لوسط المجمعة مع المنطقة المحيطة، وتطوير وتحسين بيئة المنطقة التاريخية من الناحيتين المعمارية والعمرانية، وتحسين الممرات، وخطوط شبكة المرافق.
وقد تم طرح المرحلة الثالثة من المشروع والمتمثلة في رصف الممرات ورفع وترميم واجهات المباني الخارجية، بعد أن تم رصف الطرق الرئيسية. كما تم إعداد تصور مبدئي لتطوير المخطط العام في ضوء البيانات المتاحة، وتقرير يتضمن مقترح لتطوير منطقة وسط المجمعة. حيث طرحت بقيمة تقريبية (7) مليون ريال، وتمت ترسية المشروع واستغرق العمل سبعة أشهر انتهت في الربع الأول من العام 1436هـ، ويجري حالياً العمل مع بلدية المجمعة من خلال فرع الهيئة لتحديد موقع وسط المجمعة يخصص كجادة سياحية، وسيتم تصميمه بمشاركة فاعلة من الهيئة ممثلة بمشروع أواسط المدن خلال الفترة القادمة.
وحالياً تم الانتهاء من المراحل (الأولى - الثانية - الثالثة) بتكلفة تقارب 19 مليون ريال، التي تشمل أعمال الرصف، والإنارة لكامل الوسط التاريخي مع بعض أعمال ترميم الواجهات. كما تم طرح المرحلة الرابعة التي تشكل استكمالاً لأعمال الترميم للمباني في الوسط التاريخي خلال العام المالي 1436هـ.
كما تم عمل آلية تنسيق مشترك بين البلدية والهيئة واللجنة السياحية بمحافظة المجمعة حول قيام المواطنين بتبني ترميم منازلهم وإعادة بنائها وتأهيلها بما يتوافق مع مشروع تطوير وسط المجمعة.
مشروع تطوير وسط حوطة سدير
يقع مركز حوطة سدير التاريخي جنوب المدينة، ويهدف مشروع تطويره إلى إعداد مخطط شامل لتطوير المنطقة للحفاظ على هويتها التراثية، وربطها مع المنطقة المحيطة، وتطوير وتحسين بيئة المنطقة التاريخية وخدماتها ومرافقها.
وقد تمت ترسية المشروع من قبل البلدية، ويتم تنفيذ أعمال المرحلة الأولى من المشروع والتي تتمثل في إنشاء ممرات وساحات، وجاري العمل من خلال فرع الهيئة بالرياض والبلدية على مبادرة الأهالي بترميم منازلهم.