الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أمام تزايد وتيرة ظواهر الغلو والتطرف والانحرافات الفكرية والإرهاب في المجتمع، وارتفاع موجة الإرهاب الذي تصدّت له وزارة الداخلية بكل شجاعة وبسالة نجد أن بعضا من مؤسسات المجتمع لم تقم بدورها المنوط بها. وذلك لوضع استراتيجيات واضحة لحماية شبابنا من الأفكار المنحرفة، وبعضها الآخر لديها استراتيجيات لم تفعل بالشكل الصحيح، وعملها يقتصر على وجود أحداث في البلاد لفترة وجيزة.
«الجزيرة» ناقشت تلك القضية مع عدد من المختصين والباحثين ليقدّموا رؤيتهم للآلية المناسبة لتفعيل دور مؤسسات المجتمع لمواجهة الأفكار المنحرفة؟
قضية المجتمع
بدايةً يؤكّد الدكتور أحمد بن جزاع الرضيمان أستاذ العقيدة المشارك ومدير إدارة الأمن الفكري في جامعة حائل أن الأمن مطلب للجميع، لا يستغني عنه أحد كائناً من كان، فهو كالهواء والنفس، لا يستطيع أحد أن يعيش بدون الهواء، وبدون أن يتنفس.
فالأمن قضية الجميع، قضية الراعي مع غنمه، والمزارع في مزرعته، والمرأة في بيتها، والأستاذ في قاعة تدريسه، والصانع في مصنعه، قضية الجميع، وبدون الأمن فإن الحياة لا طعم لها.
ولهذا امتن الله على قريش بالأمن، فقال: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}، وقال تعالى ممتنا على عباده في هذه البلاد الطاهرة {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ}، وبين النبي - عليه الصلاة والسلام - أن توفر الأمن مع العافية وحصول قوت اليوم تعدل الدنيا بحذافيرها فقال: (من أصبح منكم معافى في بدنه، آمنا في سربه، عنده قوت يومه وليلته، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).
ونحن بحمد الله تعالى في المملكة العربية السعودية نشعر بالأمن الراسخ، بفضل الله تعالى وحده لاشريك له، ثم بفضل هذه الدولة المباركة التي حققت التوحيد والايمان في بلادنا، فتحقق لها وعد الله بتوفر الأمن، كما قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}، والمقصود بالظلم في الآية الكريمة: الشرك، لأن الشرك ظلم عظيم.
وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}. تكفل الله تعالى بحصول الأمن، بهذا القيد {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}.
فنحمد الله، أن وفق بلادنا لتحقيق التوحيد، فليس فيها وثن يعبد، ولا شركيات، ولا أضرحة، وإنما يحكم فيها بالشريعة الإسلامية.
ولا ندّعي الكمال، وأنه لايوجد في بلادنا أي خطأ أو منكر، لاندعي ذلك، بل المنكر وجد حتى في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، فقد وجد من سرق ومن زنى ومن شرب الخمر، ونحن لا ندعي الكمال لبلادنا ومجتمعنا، لكن نقول: إنه لا يوجد لبلادنا بحمد الله نظير، من جهة تطبيق الشريعة، وحصول الأمن، فمع وجود حرب على حدودنا الجنوبية، ومع وجود بعض التفجيرات من الخوارج وعملائهم، إلا أن الأمن في بلادنا راسخ، فلا حالة طوارئ، ولا حظر تجول، وإنما أمن وطمأنينة.
ومما يسر الخاطر: وعي المجتمع، وتكاتفه مع رجال الأمن، ومع هذه الدولة المباركة التي تسهر لحماية أمننا، وراحتنا.
والجهات التعليمية والدعوية أيضا تقوم بدور مشكور في ذلك، لكن جهودها في نظري دون المستوى المأمول.
ولعل الوزراء وفقهم الله يسندون أمر التعليم في الجامعات وإدارات التعليم، وكذا أمر الدعوة في فروع وزارة الشؤون الإسلامية، ومكاتب الدعوة التعاونية، لمن هم أكثر كفاءة، وحرصا على الشعور بالمسئولية، وبدون ذلك فإن كل استراتيجيات تعمل سيكون دورها ضعيفا، ولن تطبق بالشكل المطلوب، وربما ستفرغ من محتواها.
التنشئة الأسرية
ويؤكد الدكتور يوسف بن أحمد الرميح أستاذ علم الإجرام ومكافحة الجريمة والإرهاب بجامعة القصيم على ضرورة تضافر الجهود لمقاومة الإرهاب والفكر الضال ولعل أول هذه المؤسسات وأكثرها خطورة هي الأسرة، فالتربية والتنشئة الأسرية لها علاقة كبيرة بالإرهاب، فعندما يشاهد الطفل أو يمارس عليه عنف داخل المنزل يهرب للبحث عن مصدر حماية خارجه، وهنا قد يتلقفه أفراد الفئة الضالة، كذلك البيت المهمل، حيث لا يعلم الوالدان بحال الابن ومع من يسهر وأين يسافر وأين ينام، هنا دور للوالدين قد أهملاه وتركاه. الأسرة لها دور مهم وحيوي في المراقبة غير المباشرة وهنا أطرح بقوة فكرة ساعة للأسرة يوميا يقضيها الوالدان مع الأبناء بعيداً عن أجهزة الاتصال والتواصل فقط هموم ومتابعة ورعاية أسرية. دور الأسرة محوري في التعامل مع الفكر الضال فالأسرة بلا قصد قد تكون أعطت هذا المراهق الوقت والمكان للتواصل مع الإرهاب ولا بد من عودة حميدة للتعاون والتكاتف الأسري لمنع الكثير من المشكلات الاجتماعية وليس فقط الإرهاب، مشيراً إلى أن الشاب الصغير داخل المدرسة عندما يحاول الهرب منها أو عندما يحضر للمدرسة تعلو وجهه كدمات من عنف في المنزل، للأسف أين دور المدرسة الاجتماعي والتربوي للتعامل مع مثل هذه الحالات، وهنا دور المجتمع بمؤسساته المختلفة لاحتواء هؤلاء الشباب وإعطائهم دورات فنية في الكهرباء والحاسب والسيارات وغيرها كثير ولا مانع من أن يصرف للطلاب ليتعلموا هذه المهن. أن نعلم الشاب المتسرب من المدرسة مهنة شريفة يكسب منها خير لنا جميعا كمجتمع من أن ينحرف هذا الشاب ونصرف عليه دماء قلوبنا وهو في السجن، أو أحد أفراد الفئة الضالة، وهذا الشاب الهارب من المدرسة هو أحد عوامل الجاذبية الإرهابية.
مشكلات طلابية
ويتمنى د. الرميح إيجاد أخصائي اجتماعي بأسرع وقت ممكن في كل مدرسة دوره فعلا معالجة مشاكل الطلاب الفردية قبل أن تتحول لمشكلات اجتماعية وربما تنظيمات إجرامية. المرشد الطلابي في المدرسة دوره محدود بالمقصف وغيره ولكن يجب أن يكون في المدرسة أخصائي اجتماعي لعلاج مشكلات الطلاب مع المدرسة ومع المنزل ومع الشارع، وقبل هذا كله مع الشاب نفسه، وذلك لأن كثيراً من هؤلاء الشباب لديهم تراكمات نفسية واجتماعية جعلتهم يهربون من المجتمع الكبير لمجتمع آخر صغير ومنحرف فكرياً وسلوكياً. وقد لا يهرب للإرهاب ولكن أحيانا لجماعات مخدرات أو سرقات أو غيرها. والمدرسة منطقة خطر إذا لم يحسن إدارتها، ويجب أن يكون لها دور كبير خاصة دورها الوقائي.. وقد تكون للأسف المدرسة عاملاً مساعداً للإرهاب، فالمدرسة تعتبر أخطر المؤسسات الاجتماعية مع الأسرة، المعلم له دور فاعل في صياغة وتشكيل عقول الصغار، ويجب على المعلمين عدم التركيز على جلد الذات وعدم دفع الصغار للأخطار. فالمعلم الصالح القدوة هو من يقدم خدمة وأمن الوطن وخدمة أسرة الطالب قبل كل شيء. للأسف قلة من المعلمين يدفعون طلابهم «للهجرة» أو الذهاب للجبهات لقتال الكفار، وهذا يحتاج لفقه كبير وعلماء ثقات ومرجعيات دينية مثل هيئة كبار العلماء ومجلس القضاء الأعلى وغيرها. ويجب على المعلم الابتعاد عن هذه الأفكار المشبوهة ولو طلب من المعلم أن يذهب بنفسه أو يرسل أولاده هناك لرفض، ولكن لا مانع من أن يدفع هؤلاء الشباب الصغار ويغسل أدمغتهم للهرب من مجتمعهم للجبهات، حيث الدماء والموت.. المدرسة يجب أن يكون لها دور إيجابي أكثر، للأسف ما زالت مدارسنا في غالبيتها تتعامل مع الإرهاب وكأنه في كوكب آخر غير وطننا وأتمنى من كل مدرسة أن تجعل من الإرهاب والإرهابيين قضيتها اليومية، تطرح في الطابور الصباحي وفي الفسحة وفي الصحف المدرسية وفي المسابقات المدرسية وكل أسبوع يسمى بأسبوع أحد شهداء الوطن بحيث يشعر الطالب أنه جزء من هذا الوطن وجزء من المشكلة وأن هذا هو قدره وأنه لابد من التعامل مع الإرهاب إيجاباً.
أتمنى أن يشعر الطالب برموز الوطن مثل: علم الوطن، ويوم الوطن، ومؤسس الوطن، وأمن الوطن وغيرها من الرموز التي يجب أن يعيشها الطالب في يومه الدراسي مثل ما يعيش مع الرياضيات أو البدنية أو القواعد وغيرها من المواد والنشاطات.
عندما نحاول علاج الفكر المنحرف في المدرسة يجب قبلها نشر الفكر المعتدل، وعندما نطالب ببرامج لتدعم برامج مكافحة الإرهاب يجب أن ندعم البرامج التي تربي النشء - التربية الصحيحة.. هل هذا يحصل؟ أتمنى ذلك. وللحقيقة نتطلع للكثير من ذلك على يد الأمير المبدع خالد الفيصل الذي بلا شك ننتظر منه الكثير لتطوير التعليم خاصة في مجال أمن الوطن بأن يكون هناك كشف حساب لكل مدرسة وكل إدارة تعليم في نهاية كل فصل دراسي ماذا قدمت للوطن وأمن الوطن، وحينها يجب أن يقال للمحسن أحسنت ولغيره بيتك أوسع لك.
مجتمع متديّن
وشدّد د. يوسف الرميح على الفخر والاعتزاز جميعاً مواطني هذه البلاد المباركة أننا مجتمع متدين محافظ، فهذه هي التركيبة الاجتماعية لمجتمعنا في أنه مجتمع متدين بالفطرة، وهذه منة ومنحة لنا من رب العالمين بأننا مهبط الوحي ومنبع الرسالة وقبلة المسلمين ومهوي أفئدتهم ومكان أقدس مقدساتهم. ولكن للمسجد في الصلوات الخمس المفروضة وخاصة خطبة وصلاة الجمعة دور محوري ومهم وأساس في التنشئة الدينية للشباب، وذلك لأن الشاب يستقي الحق والباطل من المسجد وإمام المسجد وخطيب الجمعة.
يجب كذلك أن نعلم أولادنا وشبابنا بأننا لا نستطيع حل مشاكل العالم أجمع، القنوات الفضائية والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الحديثة وبعض من الصحف والكتب والمعلمين والمعلمات والواعظين والواعظات وغيرهم أحب ما يتكلمون عنه هو جلد الذات، وأننا مجتمع سيئ غيرنا أفضل منا، ونحن في مؤخرة الركب وغيرها من الخزعبلات والخرافات. يجب أن نبتعد عن جلد الذات ويجب نشر الفكر الإيجابي ونشرح روح المرح والسرور بين الناس. نحن للأسف مجتمع يحب النواح والبكاء، وإذا ضحك الشخص منا خاف من عواقب الضحك، وهذه الثقافة (ثقافة الحزن) منتشرة عندنا بكثرة وبعمق، مشكلات العالم الإسلامي تعرض في خطب الجمعة بأسلوب حماسي ناري، وهناك عدد من المراهقين ممن يستمع للخطبة وليس لديه فقه الجهاد وفقه طاعة الوالدين وفقه وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر. ومع جلد الذات السابق ذكره بأننا مقصرون وأننا سبب انهيار الأمة، فهذا الشاب يهرب للجهاد ليدافع عن المظلومين والضعفاء حسب فهمه المغلوط، وهذا نبل تنقصه الحكمة بلا شك.. نحن أبناء الوطن هم من شحن هؤلاء الفتية للهروب لأماكن الحروب والقتال.. وكنت أتمنى من هيئاتنا الشرعية القيام بجهد بيان الأحكام في النوازل التي تصيب المسلمين بوضوح وشفافية.
ظواهر تتجدّد
ويوضّح الدكتور مساعد بن عبدالله المحيا أستاذ الإنتاج التلفزيوني المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض إلى أنّنا كثيراً ما نتحدث عند حدوث الأعمال الإرهابية عن مسؤولية العديد من المؤسسات في التصدي لهذا الفكر المنحرف ولظواهر الغلو والتطرّف، مع أنّ عدد من الجهات تمارس دوراً وعظياً مباشراً لا يقع موقعه ولا يبلغ المستهدفين منه في حين أن هذه الجهة قد تسجل في تقريرها أنها نفذت عشرين برنامجاً يحذر من الغلو والتطرف والفكر الضال.
السؤال هل يمكن القول بأن هذه الجهة التي اهتمّت بالكم في إنتاج البرامج استطاعت أن تسهم في الحد من هذه الظواهر السيّئة.. شخصياً أؤمن بنظرية تقول «إذا لم يسمعك أحد فأنت لم تقل شيئاً».
لقد أصبحت وأنا أرى العديد من المؤتمرات والملتقيات والندوات التي تناقش هذه الظواهر على قناعة بأنها لم تقدّم شيئاً يذكر سوى أنها قدّمت مجموعة من البحوث أكثرها تكرار لمواد معرفية طرحت عدة مرات.
ويرى د. مساعد المحيا أن على كل جهة أن تشارك، فالمسألة ليست دفع سيل يمكن أن يندب له الجميع وأنما هي ظواهر ذات أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وإعلامية وفكرية أصبحت تمتزج بالكثير من المتغيرات وتستخدم أحسن الوسائل والأساليب. وتتجاوز في مكونها البعد المحلي إلى عدد من الأبعاد الإقليمية والدولية الاستخبارية والسياسية.
هذا المزيج لا يصلح اليوم أن تتصدى له جهات إدارية وتعليمية بوسائل تقليدية يصدق على أكثرها اذكرني عند ربك، فنحن بحاجة إلى إرادة حقيقية في مناقشة هذه الظواهر أسبابها ومظاهرها وكيفية تكوينها وتشكلها وكيف تستطيع جلب التعاطف معها ومع أعمالها أو إقناع البعض بها، ونحتاج لبحوث نوعية خاصة تحصل على كل المعلومات التي أدلى بها أولئك الذين ساعدوا المفجرين أو تم القبض عليهم قبل أن يفجروا أنفسهم ومن ثم يتم تحليل هذه المعلومات عبر جهة محددة ومتخصصة بمواجهة هذا الخطر تحتضن متخصصين بحيث يجدون مناخاً واسعاً من الحرية في البحث والتناول والنقاش على أن يمتلك هؤلاء مهارات نوعية في التحليل والفهم والنقاش والتفسير، وحينئذ يمكن وضع استراتيجيات نوعية تستهدي بها المؤسسات التعليمية والاجتماعية والاعلامية والثقافية.
نحن أمام ظواهر تتجدد فلابد وأن تتجد معها وسائلنا وأساليبنا في فهمها وتناولها ومناقشتها، نحن نحتاج الكثير لمعرفة ما يجري لنساعد الأسر ونساعد أنفسنا فالخطر يتهددنا جميعا.
وما لم نقم بذلك فكل الذي يقدم ماهو إلا أوراق تضاف للمكتبة ومواد مرئية وصوتية تستجلب لها البعد التاريخي بكل قصصه وتداعياته، لكن النتيجة هي تنامي تلك الظواهر وازديادها. الأمرالذي يعني أن خطابنا في مواجهة هذا الفكر الإرهابي يحتاج لتغير جذري.
التحصين الوطني
ويشير الشيخ نايف بن محمد العساكر الباحث في شؤون الأمن الفكري إلى أهمية التصدي وبكل جرأة لمواجهة التطرف والغلو والإرهاب من مؤسسات المجتمع التي تنقسم في أداء أعمالها على ثلاثة أنواع:
الأول: من لديه خطة استراتيجية قولاً وعملاً، وظهرت آثارها على أرض الواقع، وهي الوزارة التي يقودها صاحب السمو الملكي ولي العهد وزير الداخلية، فهذه مهما كتبنا عنها في مواجهة الإرهاب الداخلي فلن نستطيع أن نأتي ولو 1% من إنجازاتها، ووزارة الدفاع بقيادة ولي ولي العهد التي تواجه الإرهاب الدولي عسكريًّا وفكريا بخطى راسخة وثيقة وهي كفيلة بكسر الإرهاب الدولي.
الثاني: نوع لديه خطة استراتيجية، وأعلن عنها في الصحف، وتفاعل معها الناس فرحا بها، غير أنها للأسف، إما لم تفعلها، وإما سلمتها لمن هم متلبسون بشيء من هذه الأفكار، وعلى سبيل المثال برنامج (فطن). والآمال التي نعلقها بعد الله في معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى كبيرة، لكي يحصن الطلاب من عبث بعض المندسين، والالتفات إلى الجامعات، حيث بعض الجامعات تغط في سبات عميق، ولا نرى إلا جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بقيادة مديرها الموفق معالي الوزير سليمان أبا الخيل والتي بعد عودته عادت تؤدي دورها ونشاطها التحصيني الوطني.
الثالث: من مؤسساتنا ليس لديه خطة أصلاً، وإنما يعلن بين الفينة والأخرى بأن لديه خطة لمحاربة الفكر، وليس على أرض الواقع شيء ملموس. فوزارة الشؤون الإسلامية لديها خطباء كثر، وتعجب كل العجب عندما تراهم يكسلون عن الثناء على محاسن دولتهم وولاة أمرهم، الذين لا يوجد لهم نظير في خدمة دين الله والاعتزاز بالتوحيد ونصرة المسلمين في شرق الأرض وغربها، وهاهو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ لحظاته الأولى في الحكم هب لنصرة اليمن من أيدي الحوثيين وعصابات دولة الملالي الإيرانية، وبذل الغالي والنفيس نصرة للسوريين، وفي خدمته لحجاج بيت الله ورعايته للمواطنيين والمقيمين شرف نرفع به هامة الجبين عبر التاريخ.
ولا شك أننا نتساءل عن خطباء تم إيقافهم لتجاوزتهم! ثم يعودون مرة أخرى إلى الخطابة!!
ثم نسأل عن دور المكاتب التعاونية في مواجهة الإرهاب فكريًا؟ أين خططها؟ ومنشوراتها؟ وملتقياتها؟ ولا يوجد إلا عدد قليل منها.
ثم إننا سمعنا كثيراً بإنجازات حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية، أكثر مما عرفنا إنجازاتها على أرض الواقع!
وتابعنا عمل الحملة ووجدنا أن ما قام به عدد من الوطنيين عبر برامج التواصل الاجتماعي خلال شهر واحد يفوق ما قامت به الحملة في سنواتها المتعددة!!
إننا في عصر سلمان الحزم والوضوح والشفافية فلا مجال فيه للمداهنة والمزايدة على الوطن وولاة أمره، يجب علينا حماية هذا الوطن بالغالي والنفيس وتحصين الأجيال من عبث العابثين والمتخاذلين.