موضي الزهراني
من أهم الخدمات التي يحتاجها مواطن كل بلد هي «خدمة المواصلات مما يحقق سهولة التنقل» في مدينته التي يسكنها، أو عند انتقاله من مدينة لأخرى داخل بلده خاصة إذا كانت ذات مساحات شاسعة مثل المملكة البريطانية المتحدة! التي تفاجئك كسائح تزورها سنوياً بتطور خدمة المواصلات وسرعتها من أجل راحة المواطنين والمقيمين والسيّاح كذلك بالرغم من كثافتهم في فترة الصيف إلا أن ذلك لا يشكل عائقاً في سهولة تنقلهم بشكل يومي في أنحاء بريطانيا! وإن كانت الأجواء الجميلة حتى في الأشهر الأكثر حرارة، وثقافة المشي لديهم في المسافات القريبة، وتنظيم الطرق وإجراءاتها الأمنية التي تُشجع على المشي بين السياّح العرب أيضاً، والذين قد لا يتحركون إلا بالسيارات داخل بلادهم! إلا أنني سأنقل لكم مستويات مختلفة من هذه الخدمة المتطورة والتي تُراعي جميع الظروف المادية للمواطنين والسيّاح على النحو التالي:-
- خدمة underground مترو أنفاق لندن، الذي بدأت الخدمات فيه منذ عام 1863م، والتي تتيح للطبقات المتوسطة وما دون لركوبها، وذلك لسرعتها وسهولة التعامل معها، وإجراءاتها الدقيقة بين المحطات المختلفة، وكانت تجربة مثيرة وجميلة عشناها، وأحسدهم على البنية التحتية لهذه الخدمة العالمية التي تخدم 275 محطة على مستوى منطقة لندن والمناطق المجاورة لها. وبالرغم من إضراب عمال مترو الأنفاق عن العمل خلال الأسبوع الماضي لمدة 5 أيام، إلا أن ذلك لم يؤثر على حركة التنقلات!
- خدمة التكاسي المنتشرة في جميع الشوارع، وأمام مراكز التسوق، والفنادق، والكثير من الطبقات المختلفة يتعامل معها بالرغم من عدم ثبات تكلفتها!
- خدمة الباصات المغلقة، والمكشوفة والمشهورة «بباص لندن» والمنتشرة محطاتها في جميع الشوارع، وتشترك مع مختلف السيارات في الشوارع الرئيسية بكل نظام وانسيابية، وكانت تجربة ممتعة ومريحة أيضاً عشناها بدون صعوبة واجهتنا.
- أما تطبيق خدمة «أوبر» كانت من الخدمات التي سهلت تنقلات الكثير من السياّح الخليجيين، لتكلفته المعقولة، وخصوصيته، وسرعة التجاوب، حيث في خلال دقائق ونقرة واحدة على جهاز جوالك تصلك السيارة مباشرة، ويعلم السائق اسمك وأين ستذهب وطريقة الدفع ليست نقدية بل عن طريق بطاقتك الائتمانية، حيث تصلك رسالة سريعة على جهازك بوقت وصول السائق واسمه وصورته، وتكلفة مشوارك!
هذه الخدمات المتنوعة من المواصلات في لندن وغيرها من الدول الأوروبية السياحية نحتاج أن تحقق مبادرات وزارة النقل لدينا مثلها لو القليل منها، وذلك لكي تخفف لدينا من معاناة التنقل بسهولة خاصة بالنسبة للنساء اللاتي يعشن معاناة أزلية مع السائقين الأجانب! وأن تقلل من زيادة عدد تملك السيارات، مما يؤثر على ميزانية كل عائلة لاعتماد كثير منها على القروض لشراء سيارات لكل فرد من أفرادها! وأن تهتم بالبنية التحتية الحالية لكي تحقق راحة المواطنين والمقيمين في التنقلات بما يناسب ظروفهم المادية، وهذا سيكون أكبر تحدٍ يواجه الوزارة خلال خطة التحول الأولى 2020م والتي لا بد أن تتحقق عاجلاً من أجل راحة المواطنين في تنقلاتهم اليومية.