علي الخزيم
اكتشفت جهات الاختصاص بما يُسمى (مهرجان) التمور بأحد أكبر أسواق منطقة القصيم مبيدات على المنتج مضرة بصحة الإنسان وبنسب عالية، أولاً أتوقف عند كلمة (مهرجان) فهي فارسية تعني أحد أعيادهم التي تربط بين الحياة والشمس، فلعل من المناسب أن تبحث الجهات المُنَظّمة لمثل هذه التجمعات والاحتفاليات والأسواق عن كلمة عربية مناسبة؛ فلغتنا الجميلة تَزْخر بالمفردات المُعَبّرة المُتَدرّجة الملائمة لكل حال وأوان، وتُضْفي على المعنى المراد رونقاً وصدىً لافتاً.
ثم إن المبيدات تختلف عن السماد الكيماوي، ولكل منها أضراره البالغة إن استخدم بطرق جائرة أو مبالغ فيها بنسب تتجاوز المسموح به، أو قطف الثمار وجني المحاصيل وحصد المزروعات قبل تجاوز (فترة التحريم) كما يعرفها المزارعون، وهي أن لكل مبيد وكيماوي إذا استخدم بصورة ونسب نظامية دقيقة فترة يزول بعدها خطر السُّمّيات بدرجة كبيرة، لكن الحاصل الآن وحسب إفادات مزارعين: أن عمالة آسيوية وافدة أخذت تتولى الزراعة بالنيابة عن المواطن لا تملك خبرة بالمهنة وليس لديها الجَلَد الكافي والصبر الممكن لانتظار نضج ونمو الثمار والمحاصيل كما يجب، لأن كل ما يهمها المردود المادي ولا تعنيها صحة المواطن والمستهلك بشكل عام.
يقول خبير سويسري من أصل عربي إنه يجب حرق علب المبيد بعد استخدامها، ودفنها على عمق أكثر من 50 سم، لأنها تستمر لمدة خمس سنوات بإصدار أبخرة ومواد سامة مضرة بالبيئة والكائنات الحيّة ومنها الإنسان، ويشير إلى أن أنواع المبيدات تختلف (بحسب الشركات المُصَنّعة) بالجودة والتركيز السّمّي ما يعني اختلاف مدة التحريم التي قد تستمر من أيام إلى أسبوعين، والإرشاد الزراعي لا يهمل هذه الأخطار غير أن العمالة لا تُبالي رغم الجولات (التي يتم بعضها روتينياً) بحسب أقوال مزارعين في بعض المناطق، ويؤكّد مزارع بالقصيم أنه تحدث مع عمالة بهذا الشأن من حيث رش المبيدات كل أسبوع على المزروعات والأشجار التي قد تتعرض للحشرات، وحينما نصحهم بأن هذا مضر بصحة المستهلك، قالوا: (لازم أنا ما فيه خسارة، نفر خليه يولي)! يقصد أنه سيضمن أكثر كمية من المحصول ليبيعها وإن كانت مشبعة بالمبيد والكيماوي، ولا يهمه المواطن المستهلك، فهو بزعمه لم يأت لديارنا لحمايتنا، بل لسلبنا بأي طريقة وثمن، واللوم في نظري أغلبه على من يستقدم أولئك الجهلة وينشرهم كالجراد المُدَمّر بأطراف البلاد بحجج واهية ليعبثوا بكل مقدراتنا ويستهتروا بعقولنا، هل تعلمون أن من العمالة من يتجرأ باستخدام (دواء الجرب) المخصص لعلاج المواشي؛ كبديل للمبيد الحشري على الأشجار والنبات؟ وأنهم يبحثون عن منتهي الصلاحية لرخص ثمنه ويجهلون أنه يتحول إلى السُّميَّة العالية التي تتعدى المسموح به كما فهمت من ممارس، وأضاف: أن العمالة تستخدم أنواعاً من الخميرة تُغَذّي بها البطيخ وبعض الخضار لتنمو بشكل أكبر وأسرع، فيجتمع لنا المبيد مع الكيماوي والخميرة، وكوارث صحية تدفع الدولة ميزانيات هائلة لعلاجها.
باسم كل مُتضرر استصرخ كافة جهات الاختصاص للإحاطة بمن دمّروا زراعتنا وصحتنا.