د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
** ربما كان العدد الماضي «الخاص» هو العدد الوحيد الذي لم يتدخل فيه صاحبكم بدءًا من فكرته وانتهاءً بإخراجه؛ فقد اقترحه الزملاء في التحرير وتبنَّوا فكرة الاستكتاب والتواصل مع المثقفين والكُتَّاب وتحرير التحقيقات القصيرة واختيار الصور والمرفقات وترتيب أماكن النشر بما فيها «أسطره» ولم يقرأ الآراء إلا بعد صدورها؛ فقد شاء أن يجعله استفتاءً صادقًا على مسيرةٍ ممتدةٍ ولم يرد أن يكون له تأثير في شكل وحجم تقويمها،واقتصر دوره على مناحٍ إداريةٍ يسيرةٍ كالطلب من أستاذنا رئيس التحرير - وهو في إجازته- تصدير العدد، والتنسيق لتفريغ المخرج الصديق طلعت عيد أيامًا إضافية للعمل مع سكرتير تحريرنا النشط الصديق سعيد الدحية، وكذا تزويد الصديق محمد المرزوقي بأعداد الثقافية القديمة لكتابة تقريرٍ عنها، والترتيب مع الزميلة الأستاذة خلود العيدان لتحويل المجلة إليها بعد اكتمال تصحيحها كي تنشرها في موقع الثقافية على «تويتر وفيسبوك وسناب شات»، وكلها أعمال كان يمكن أن تتم دون وجوده؛ فلعله أراد إبراء ذمته كي لا يبدو أمام نفسه غير منتج.
** قرأتم العدد، وربما رأى بعضكم جانبًا من الأصداء، وبقيت أصداءٌ أخرى لم تعلموا عنها مما وجده الزملاء عبر الاتصالات الهاتفية والشبكية ؛ فلم يملكوا غيرَ الامتنان لكل من كتب وعلق وأرسل وهاتف ، ولا يملك صاحبكم أكثر من الدعاء.
** يبقى الدرس الأهم الذي يود قوله في هذا الإمضاء متصلًا بأهمية التفات من يعمل إلى دربه وتركيز حواسه فيه وعدم اجتذابه من أصواتٍ صاخبةٍ قد تصدر من داخله حين يتمطى اليأس حينًا والإحباط حينًا والقلق حينًا والعقبات أحيانًا فتحرفه عن مساره، وربما جعلته خارج مداره فضلَّ الطريق وأضلّ الصديق وخذل الشفيق.
** جاء العدد وانعكاساته حالةً إداريةً قبل أن تكون ثقافية على ما يصنعه الاجتهاد والعزم وروح الفريق وتجاهل المعطِّلين من نتائج إيجابيةٍ تتجاوز الفرد إلى الجمع وتتخطى اللجاج إلى المنهاج وتدع من تفرغ للَّطم شقيًّا بنواحه.
** هذا هو الدرس الذي لا بد أن يعيه الجميع ولا سيما النشء كي لا يعبأُوا بمن همُّه تثبيطُهم أو تخويفهم وبخاصة عبر وسائط التواصل التي صارت متكأً لمن عرف ومن هرف ومن نوى الخير ومن قصد الشر؛ فالميدان هو الحكم بين الواعي والعييّ وبين ناشر الطيب ونافخ الكير.
** شكرًا لرؤسائنا الأساتذة :مطلق المطلق وخالد المالك وعبداللطيف العتيق وسكرتير تحرير الجزيرة عبدالله الباتلي ولبقية زملائنا : عبدالرحمن المرداس ومحمد المنيف وعبدالحفيظ الشمري و محمد الرويلي وحمد الدريهم وعلي مجرشي وتميم فر ج وصالح خزمري وعبدالله الهاجري ؛فقد كانت الأرواح المضيئة بالحب فاصلة البدء والمبادرة ولغة الاستمرار والإصرار.
** الجمالُ نفسٌ ودرس.