محمد عبد الرزاق القشعمي
لدى تصفحي للأعداد القديمة من مجلة (المنهل) وجدت مؤسسها ورئيس تحريرها الشيخ عبدالقدوس الأنصاري يكتب وباستفاضة وعلى مدى 14 صفحة في عدد شهري محرم وصفر 1401هـ (هذا الرجل.. سليمان سليم حسين المحمدي.. يستاهل التكريم لخدماته في حقل التعليم برابغ وقراها خلال نصف قرن من الزمان) وقد خصص عشر صفحات لصور خطابات توثق لمراحل عمل هذا المربي القدير والجدير بالتكريم بعد تقاعده عن العمل عام 1399هـ بعد عمله المتواصل في التربية والتعليم وإدارة الحج على مدى 50 عاماً (49 – 1399هـ).
عدت إلى موسوعة التعليم وتراجم المعلمين الأوائل فوجدتها تقول عنه: «تلقى تعليمه على يد والده، فدرس القراءة، ثم في كتاتيب بلده – رابغ – درس القرآن واللغة العربية، والتحق بعدها بالمدرسة السعودية برابغ فتعلم النحو والإنشاء والحساب واللغة الإنجليزية ونال الشهادة الابتدائية وإجازات الكتاتيب.
عمل بالتدريس في المدرسة السعودية، وصار معاوناً لمديرها فمديراً لها من عام 1357هـ إلى عام 1372هـ، وبعدها عين مشرفاً على عموم مدارس رابغ، كما اشتغل مديراً لإدارة الحج برابغ عام 1371هـ، بالإضافة إلى عمله الأساس في حقل التعليم. وقد تقاعد عام 1399هـ».
قال عنه الأنصاري – وسمعت من غيره – عن الجهود التي بذلها ويبذلها في تحقيق النهوض بالتعليم في منطقة واسعة في طريق مكة – المدينة وفي طريق جدة – المدينة والتي تأخرت حركة التعليم بها قبيل قيامه بمهمة الإشراف عليها ودفع مركبتها إلى الأمام.
واستشهد بما قاله عنه أول وزير للمعارف – الملك فهد بن عبدالعزيز – في التقرير الذي رفعه لسمو رئيس مجلس الوزراء في 29 / 3 / 1383هـ: «.. إن هذا الرجل قد أمضى في خدمة التعليم زهاء أربعة وثلاثين عاماً متواصلة حتى أنه في فترة عمله بإدارة الحج آنذاك كان يقوم ضمناً بالإشراف على المدارس المذكورة، والحقيقة التي لا مراء فيها أن الرجل أفنى زهرة شبابه في خدمة العلم والتعليم في منطقته وهي تعتبر بحق من أحسن المناطق مما يدعو لتقديره وتشجيعه وحفز همم المخلصين».
ولهذا فعبدالقدوس الأنصاري يطالب الملك خالد بتكريم سليمان المحمدي مادياً ومعنوياً وقد شهد وزير المعارف الشيخ حسن آل الشيخ بكفاءة الأستاذ سليمان سليم المحمدي في أداء مهمته التعليمية إضافة لشهادة وكيل وزارة المعارف المساعد للشؤون الإدارية سمو الأمير محمد العبدالله الفيصل، إضافة لمدراء التعليم المتعاقبين في المنطقة الغربية واختتمها مدير التعليم – عبدالله الزيد – عند تقاعده بطلب منحه شهادة تقدير نظير خدماته وميدالية استحقاق من الدرجة المناسبة.