موسكو - سعيد طانيوس:
أعلن ألكسندر غروشكو مندوب روسيا الدائم لدى الناتو أن روسيا ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية، ولاسيما الإجراءات العسكرية، من أجل التصدي للمخاطر الناجمة عن أنشطة الحلف شرقي أوروبا.
وقال غروشكو في تصريحات لوكالة «نوفوستي» الروسية الحكومية: «اليوم انتقل الناتو إلى تطبيق تصور ردع روسيا. هذا التصور عبارة عن خطط معروفة جيدًا، ويجري حاليًا تنفيذها عن طريق نشر 4 كتائب في دول أوروبا الشرقية، بتعزيز الوجود الأطلسي في بحري البلطيق والأسود، وتكثيف أنشطة الدوريات للناتو في دول البلطيق».
وذكر الدبلوماسي الروسي أن هناك برنامجًا أمريكيًّا، يهدف إلى تعزيز ثقة الدول الشرقية بدعم الناتو العسكري لها، عن طريق ضمان المناوبة الدائمة للقوات الطلسية في أراضي تلك الدول. وقال: «يؤدي ذلك كله إلى قيام حلف عسكري جديد في هذه المنطقة». «من أي وجهة نظر، وبالدرجة الأولى من وجهة النظر العسكرية، يجب علينا اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية من أجل التصدي للمخاطر المتعلقة بنشر القدرات الإضافية للناتو على طول حدودنا، وإنشاء قواعد يمكن استخدامها في ظروف معينة لتوجيه القوة ضد روسيا».
وفي الوقت نفسه، أكد غروشكو أن تعزيز مجموعة القوات المنتشرة في شبه جزيرة القرم ليس خطوة موجهة ضد الناتو.
ودعا غروشكو إلى عدم اختلاق مزاعم حول القوات الروسية التي ترابط في القرم، معتبرًا مثل هذه المزاعم تستهدف تخويف الرأي العام. وأوضح أن الناتو يدرك جيدًا أن القرم تستضيف على مدار التاريخ قوة روسية عسكرية كبيرة، تضم ليس عنصرًا بحريًّا فحسب، بل عناصر برية وجوية، وقدرات عسكرية مضادة للسفن والجو. وشدد قائلاً: «لذلك لا يعد ما نقوم به في القرم اليوم مفاجأة بالنسبة لدول الناتو».
وكانت روسيا قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري نشر منظومة «إس-400» مضادة للجو في القرم، بدلاً من منظومات «إس-300»، وأنها ستحمي كامل أراضي شبه الجزيرة.
من جهة ثانية, عبّرت الولايات المتحدة عن قلقها واستيائها من قرار روسيا اعتبار أنشطة منظمتين أجنبيتين (أمريكيتين) غير حكوميتين غير مرغوب بها على الأراضي الروسية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي: «نحن نشعر بقلق عميق إزاء قرار الحكومة الروسية اعتبار المنظمتين (المعهد الجمهوري الدولي وصندوق الاستثمار في تطوير وسائل الإعلام) ضمن ما يسمى بـ(منظمات غير مرغوب فيها) في روسيا».
وأشار كيربي إلى أن المواطنين الروس «يستحقون الشفافية والمساءلة، والمساواة أمام القانون، والقدرة على ممارسة حقوقهم دون خوف من الاضطهاد والقمع.. إننا نحث مرة أخرى الحكومة الروسية على التمسك بالتزاماتها الدولية لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية».