حميد بن عوض العنزي
قال المتحدث الرسمي بوزارة الإسكان في تصريح لصحيفة الجزيرة نشر الأربعاء الماضي أن الوزارة ( تجري مباحثات ) لاستقطاب أغلب الشركات العالمية المتخصصة في مجال البناء.. وقال أيضاً أن الوزارة ( تدرس ) عدة خيارات لفئة المساكن وتصاميمها على مستوى المملكة.. وأضاف أن الوزارة ( تعتزم ) محاصرة ما يعرف بالبناء التجاري للمساكن، وكل هذا كلام جميل والأجمل هو تطبيق ذلك فعليا.
نتمنى ألا يستمر الحديث طويلا على شاكلة ( تجري - تدرس - تعتزم ) فهذه المصطلحات أصابت الناس بالملل! ومن المهم
ألا تغرق الوزارة نفسها بالتنظير طويلا خصوصا أنها تتحدث عن إيجاد حلول (عاجلة) ومعلوم أن الحلول العاجلة لا تتعارض مع التخطيط الإستراتيجي بعيد المدى الذي يضع حلولا مستقبلية قد لا تتطلب الاستعجال، فيمكن أن يكون لديك خطط ودراسات بعيدة المدى، وفي نفس الوقت لديك خطط تنفذ بشكل عاجل لكي لا تتراكم المشكلة، والإسكان من القضايا التي يمكن العمل فيها بالطريقتين.
إذا كانت الوزارة عازمة على الحلول «العاجلة» ولديها فعلا القدرة والإمكانات فلتكن على يقين أن هذا النوع من الحلول لا يستلزم كل هذه الدراسات والمستشارين وهذا الكم من التعقيدات والإجراءات الطويلة التي تعيشها الوزارة، إنما تحتاج عمل تنفيذي ميداني حقيقي يراه الناس بأعينهم وليس يقرؤونه فقط على صفحات الجرائد، ومن تلك الحلول البسيطة والعاجلة إعادة عمل الصندوق العقاري بنفس آليته السابقة والإفراج عن قروض الناس وهم يتدبرون أمرهم في بناء منازلهم، ومن الحلول (العاجلة) أيضا تنفيذ مشاريع إسكانية عاجلة على غرار إسكان الحرس الوطني وهذه من المشاريع التي تتميز بالسرعة والجودة والتجربة ماثلة أمامنا، ولا تعدم حلول أخرى كثيرة متى ما أيقنت الوزارة أن الحل العاجل يتطلب تحركاً سريعاً وإنجازاً فاعلاً.